صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، العدد الأربعون من سلسلة مراصد بعنوان الزواج فى مصر العثمانية، إعداد محمد سيد محمود حسين، باحث دكتوراه فى التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
ويضم العدد دراسة لقضايا الزواج فى مصر العثمانية، منذ دخول العثمانيين إلى مصر حتى مجيء الحملة الفرنسية. ويرصد البحث حالات الزواج والمعاملات اليومية فى المجتمع المصرى فى العصر العثمانى، من خلال قضايا مسجلة بسجلات المحاكم الشرعية، وبذلك تعتبر تحليلاً للحياة الاجتماعية، من خلال علاقات الأفراد بعضهم ببعض، بالإضافة لعلاقاتهم بالإدارة من خلال تعامل الأفراد مع مؤسسة القضاء والمحاكم الشرعية فى الحياة اليومية العامة، وطبيعة الأحكام الصادرة لهم ومدى تأثيرها عليهم، ومن هنا يساعد البحث على قراءة التاريخ من القاعدة الشعبية.
وتركز الدراسة على الربط بين فقه الأحوال الشخصية، وقضايا الزواج فى مصر العثمانية، للوقوف على مدى أهمية الأثر الفقهى فى قضايا الزواج، ومدى التزام مؤسسة القضاء فى مصر العثمانية بالفقه فى قضايا الأزواج. وقد اتبع الباحث المنهج التاريخى، حيث إن هذه الدراسة فى الأصل دراسة تاريخية لقضايا الزواج فى مصر العثمانية، كما استعان بالمنهج التحليلى لدراسة بعض القضايا.
واعتمد الباحث على المصادر الأولية المتمثلة فى الوثائق غير المنشورة بسجلات المحاكم الشرعية، كمحكمة الباب العالى، ومحكمتى القسمة العسكرية، والقسمة العربية، ومحاكم الأخطاط، كمحكمة الصالحية النجمية، ومحكمة الصالح المحفوظة جميعها فى دار الوثائق القومية، بالإضافة إلى كتب الفقه الإسلامى فضلاً عن العديد من المراجع العربية والمعرَّبة.
وتتتبع الدراسة عقد الزواج منذ بداية توثيقه فى مصر العثمانية، سواء للمسلمين أو للأقباط، وقد كان الأقباط يقومون بتسجيل عقود زواجهم فى المحاكم الشرعية، وقد كان لها صيغ محددة كتبت بها هذه العقود، ولم تختلف صيغ عقود الأقباط عن صيغ عقود المسلمين، والرسوم التى كان يتحصل عليها القاضى مقابل كتابة عقد الزواج وتوثيقه فى المحكمة، وقد كان هذا أمرًا ملزمًا للمصريين فى مصر العثمانية طبقًا لقانون نامه.
كما يستضيف "متحف ميلانو للثقافات" فى إيطاليا الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، ليلقى محاضرة عن الإيطاليين فى مصر منذ العصور الفرعونية حتى القرن العشرين.
ويكشف خالد عزب فى المحاضرة عن وجود إيطالى قوى فى مصر خلال العصر المملوكى خاصة فى مدينة فوة فى محافظة كفر الشيخ، حيث كان تجار جنوة والبندقية يتركزون بها للتجارة فى السلع القادمة من الصين والهند إلى أوروبا ولتصدير السلع المصرية أيضًا، كما يكشف عن وجود إيطالى فى رشيد فى العصر العثماني، حتى أن السفن الإيطالية نقلت واحتكرت حركة التجارة من رشيد إلى أوروبا.
ولأول مرة يقدم خالد عزب مجموعة من الصور النادرة عن الوجود الإيطالى فى مصر فى القرن العشرين، كما سيقدم مساهمات الإيطاليين فى العمارة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة