رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة: نعمل على تنظيم مؤتمر بالقاهرة للمصالحة الشاملة.. "المبشر": مصر الدولة الأكثر محورية فى منطقة المتوسط وتستطيع دفع العملية السياسية للتوافق.. ونرحب بجهودها لتوحيد صفوف الجيش الليبى

الجمعة، 24 نوفمبر 2017 06:00 م
رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة: نعمل على تنظيم مؤتمر بالقاهرة للمصالحة الشاملة.. "المبشر": مصر الدولة الأكثر محورية فى منطقة المتوسط وتستطيع دفع العملية السياسية للتوافق.. ونرحب بجهودها لتوحيد صفوف الجيش الليبى رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة الشيخ محمد المبشر
حوار ـ أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة الشيخ محمد المبشر أن مجلس الأعيان يعمل منذ عام 2012 على فض الخلافات بين الأطراف المتنازعة على السلطة فى ليبيا وفقا للعادات والأعراف الليبية التى تؤكد عليها السلطة الأدبية للقبيلة وبعيدا عن المزايدات السياسية والإعلامية.مضيفا "مجلس أعيان ليبيا للمصالحة نجح طوال الست سنوات الماضية في حل النزاعات المسلحة وإبرام عدد من اتفاقات التهدئة بين المدن والقبائل نذكر منها ايقاف النزاع المسلح بمنطقة الجبل الغربي بين غريان والأصابعة وبين الصيعان وكاباو وبين الحواميد وتيجي سنة 2012.

وأكد المبشر فى حوار لـ"اليوم السابع" أن مصر لها دور مهم في شمال افريقا فهي الدولة الأكثر محورية ولها تأثير كبير في حوض البحر المتوسط بالكامل من ناحية أمن واستقرار المنطقة، موضحا أن الكثير من الليبيين يؤمنون بأن لمصر دور أساسى فى المشهد الليبى وباستطاعتها دفع العملية السياسية الليبية للتوافق الحقيقي الذي يضمن الاستقرار فى ليبيا والمنطقة عامة.

 

وأكد المبشر أن مجلس الأعيان المكون من عدد من الوجهاء من المدن والقبائل وعدد من الخبراء والكوادر العليا المتخصصين كل في مجاله نجح في فك أسر آلاف السجناء والمعتقلين من السجون الغير نظامية ، موضحا أن سياسة مجلس أعيان ليبيا للمصالحة ترتكز على الاستثمار في المكونات الاجتماعية وتوظيفها بشكل علمى فى بناء دولة المؤسسات، مشددا على أنه المجلس لا يدعم فكرة أن يكون بديلا دائماً لا عن الحكومة ولا أى جهة تشريعية أخرى.

 

وفيما يلى نص الحوار..

متى تأسس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة ؟ وما هى أهدافه؟

تأسس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة منذ سنة 2012 وهو مكون حيادى يعمل فى إطار الوطنية الشاملة والشرعية الاجتماعية لأجل خلق حالة من الاستقرار والوفاق الاجتماعى.

والأعيان نجحوا والحمد لله فى فض الخلافات بين الأطراف المتنازعة على السلطة فى ليبيا وإبرام عدد من اتفاقات التهدئة وفقا للعادات والأعراف الليبية التى تؤكد عليها السلطة الأدبية للقبيلة وبعيدا عن المزايدات السياسية والإعلامية.

وتطور عمل الأعيان من خلال الممارسة إلى ما بعد وقف إطلاق النار أى إلى إرساء الاستقرار والبحث عن مسببات الصراع وكيفية الوصول إلى حل نهائى.

 

هل يمكن أن يتحول مجلس أعيان ليبيا للمصالحة إلى مؤسسة سياسية مستقبلا؟

عندما غابت مؤسسات الدولة لم يكن بالساحة الليبية غير المكونات الاجتماعية التى عملت على إرساء الأمن وتسيير الخدمات والسعى لحل المشكلات اليومية للمواطن، وقد اجتهدت ونجحت فى تفعيل الكثير من المؤسسات الخدمية وإرجاع الثقة للأجهزة الأمنية رغم صعوبة المشهد.

ويكمن سر نجاح مجلس أعيان ليبيا للمصالحة أنه ينظر للوطن بنظرة شاملة ويرى أن كل أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات بخلاف السياسيين ، والمجلس يؤمن ويعمل طوال السنوات الماضية ان افضل المكاسب التي عليه تحقيقها هو الاستقرار والسلام لتحل من بعده نهضة سريعة وممكنة للبلاد.

كما يجب التأكيد على أن مجلس الأعيان يعمل على سياسة احتواء الجميع تحت مظلة المصالحة والسلام ولا يوجد لديه خصم سياسى أو اجتماعى.

واختياره كجسم اجتماعي لأنه مقبول من طرف الجميع ويجد طريقه لحل النزاعات ومبادر بأفكار لبناء مؤسسات الدولة ودافع للتنمية المكانية لحل مشكلة الاسترزاق بالبندقية.

أما أن يلعب دورا بالمستقبل أظن أن الحديث فى هذا الأمر مبكّر جدا لأننا كليبيين لم نصل بعد لاتفاق حول شكل نظام الحكم وكيفية تسيير البلاد، وإن كان لابد له من دور فسيكون دورا استشاريا بعد الاتفاق على الدستور والاستقرار النهائى.

الشيخ محمد المبشر

الشيخ محمد المبشر

وهل تتطلعون لتنظيم مؤتمر المصالحة الوطنية بين أعيان وشيوخ القبائل فى القاهرة؟

أغلب القبائل الليبية لا تفضل الاجتماع خارج الوطن لعدة اعتبارات مادية ومعنوية، ولكن عقد مؤتمر مع اخواتنا وإخواننا الليبيين المهجرين المتواجدين بجمهورية مصر العربية فهو ممكن ومفيد للم الشمل والدفع باتجاه المصالحة الشاملة وفتح الحوار والنقاش والنظر فى همومهم ومشاكلهم والمساهمة فى حلها وسنعمل على ذلك فى أقرب فرصة.

مؤتمر سابق للقبائل الليبية فى القاهرة

وما هو تقييمكم للموقف المصرى من الأزمة الراهنة فى ليبيا؟

جمهورية مصر العربية لها دور مهم في شمال افريقا فهى الدولة المحورية ولها تأثير كبير فى حوض البحر المتوسط بالكامل من ناحية أمن واستقرار المنطقة، وهى شريك لدول كبرى فى إرساء الامن والسلام ومكافحة التطرّف.

كما أن الكثير من الليبيين يؤمنون بأن لمصر دور أساسى فى المشهد الليبى وباستطاعتها دفع العملية السياسية الليبية للتوافق الحقيقى الذى يضمن الاستقرار فى ليبيا والمنطقة عامة.

 

وما رأيك فى تحرك مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية بعقد اجتماعات بين عسكريين من المنطقة الشرقية والغربية ؟

لاحظنا التوجه المصرى الأخير نحو الأزمة فى ليبيا حيث استضافت وفد من مصراتة ووفد من برقة للمصالحة وكانت أولى الخطوات العلنية المرحب بها من الليبيين.

وخلال الآونة الاخيرة تطلع الجميع لهذا التحرك باتجاه توحيد المؤسسة العسكرية ونحن نشجع ذلك ونريد نجاح هذه الاجتماعات لان أكبر مشكلة تعرقل الحل فى ليبيا هى مشاكل المؤسسة العسكرية ونعتبرها خطوة فى الاتجاه الصحيح.

 

مشكلة انتشار السلاح تهدد أمن واستقرار ليبيا.. هل يمكن ان يكون لك دور مع باقى القبائل لمكافحة هذه الظاهرة؟

خلال مؤتمر نالوت فى سبتمبر 2016 قامت اللجان التحضيرية بدعوة رجال الجيش والشرطة المتقاعدين بسبب التطرف وسلطة المليشيات وإقناعهم بالعودة للعمل فى محيط مدنهم .

وتم تكليف خبراء أمنيين بكل منطقة من خلال القيادات الاجتماعية واعيان ومشايخ القبائل والمجالس الاجتماعية، ومن مهامها تحريض الناس على المساهمة في استتباب الأمن بالكلمة الطيبة والنصيحة والدعوة لاحترام الأخر مهما كان الاختلاف السياسى أو الايديولوجى وتجريم الحرابة والسطو المسلح وتجارة الأسلحة واحتواء الشباب من الانخراط فى المليشيات والمخدرات والخمور والهجرة الغير قانونية.

ويعمل الخبراء الأمنيون في كل مناطق ليبيا على التحريض المستمر على ضرورة الأمن الذاتي ونزع السلاح من بين يدي المدنيين بواسطة ابناءها المختصين في الشأن الأمني، حتى تنشر بين الناس ثقافة تأجيل التوجهات السياسية المسببة للخلاف بين اغلب الليبيين والتركيز على جمع ابناء المجتمع في الاتجاه الامني والمساهمة الفعليه في التهدئة لتحقيق الاستقرار والأمن وخلق مناخ يسمح لليبيين محاوره بعضهم بعيداً عن استخدام القوة والسلاح .

 

وما هو سبب الانقسام الراهن بين القبائل الليبية؟ وما هى أسباب الصراع المتجدد بين التبو والطوارق ؟ هل ترون أن فكرة البحث عن هوية سبب بعض الصراعات بين القبائل؟ 

فى الحقيقة لا يوجد انقسام على الصعيد الاجتماعي لكن هناك بعض الخلافات والإشكاليات الطبيعية بسبب انتشار السلاح وقضايا الثائر سرعان ما تحل اجتماعيا.

أما الخلاف بين الطوارق والتبو فقد انتهى كما ذكرت لكم في بداية الحوار وتصالح الطرفان ولَم يتجدد الخلاف أبدا، وهم الان يعيشون معا بشكل طبيعي وعادي، ومجلس الأعيان أكثر الأطراف دراية بالوضع الاجتماعي في ليبيا.

أما بخصوص الهوية فهي ليست السبب في الصراع على الأقل الآن  لكن هي مشكلة حقيقية في الجنوب والغرب والشرق الليبي ونعمل على حلها مع مكوناتنا الاجتماعية حتى لا تكون عائقا في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

 

هل تقبلون بدور لأنصار النظام السابق فى العملية السياسية؟ وهل تقبلون بترشح سيف الإسلام القذافى للرئاسة حال انتوى الاقدام على تلك الخطوة؟

أنصار النظام السابق ليبيون مثلهم مثل غيرهم، لهم حقوق وعليهم واجبات ونحن نتطلع  في مجلس الاعيان إلى دولة لا يظلم فيها برىء ولا يبرئ فيها ظالم، وأي شخص لا يجرمه القانون له الحق في التقدم للانتخابات وإذا رغب الليبيون فى انتخابه فلهم مطلق الحرية فى ممارسة حقهم فى اختيار من يحكمهم سواء سيف الاسلام أو غيره.

 

برأيك هل ليبيا مهددة بالتقسيم والتفتيت؟ وماذا تحتاجون من المجتمع الدولى للحفاظ على وحدة البلاد؟ 

المخاوف من التقسيم قائمة حتى ولو على مستوى بسيط وجزئي والشعب الليبى يرفض بشدة وسيرد بكل قوة على أية دعوة فى هذا الاتجاه، وما يطلبه الليبيين من المجتمع الدولى هو أن يحترم سيادة ليبيا ووحدتها ورغبة شعبها الذى أجمع خلال أكثر من مناسبة على أن ليبيا واحدة ولا يمكن التفريط فى أى شبر من أراضيها .

البعض يرى أن الحاكم الأنسب لليبيا "الديكتاتور" كى يتمكن من إحكام السيطرة على القبائل وصراعاتها ما هو تعليقكم ؟ 

هذه إشارة لا نقبلها لا من قريب ولا بعيد، الشعب الليبي شعب حر متعلم يؤمن بالقيم الإنسانية وبالدولة المدنية الحديثة المؤسساتية.

وهذه الصورة الذهنية لدى البعض ممن يشاهدون الوضع الليبي من الخارج غير صحيحة وسيتجاوز الليبيون هذه المِحنة اكثر تماسكاً وقوة ولن ينسى الشعب الليبى من ساعده أبدا .

 

ما رأيك فى التحركات التى يقودها بعض يهود ليبيا مع إسرائيل للعودة للبلاد؟ وما هى خطورة تنسيقهم مع الجانب الإسرائيلى؟

لا علم لنا بهذه التحركات ولا بأهدافها، وإن كان هناك يهود ليبيون لهم حقوق مثبتة من املاك او خلافه عليهم انتظار قيام الدولة الليبية ونظام حكمها حتى يبث القضاء العادل في طلباتهم ويضمن لهم حقوقهم فالدين الاسلام يمنعنا من هضم حقوق أي إنسان مهما كان دينه .

وان صح انهم يستعينوا "بإسرائيل" فهذا خيار غير صائب ولن يكون مقبولا لدى الليبيين الذين سوف يتساءلون عن دولة هجرت فلسطينيين وصادرت أملاكهم وقتلتهم واغتصبت ارضهم تتكلم على الحقوق والعودة  هذا هو عبث.

 

ليبيا إلى أين ؟ ومتى يتحقق السلام فى البلاد ؟ وهل تتوقعون اجراء انتخابات خلال عام 2018  ؟

ليبيا إلى الاستقرار والسلام والبناء، ليبيا لن تستمر في سنين الضياع ولقد أضحت الطريق واضحة ونتوقع انفراجة قريبة بعون الله وسينتصر الوطن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة