قال محمد الجراح الصباح، رئيس اتحاد المصارف العربية، إن إعادة الإعمار والتنمية فى المنطقة العربية هى قضية رئيسية يعمل عليها اتحاد المصارف العربية منذ بدء الأزمات فى منطقتنا العربية، ولا يزال يؤكد حرصه على متابعتها، بانتظار الحلول المرتقبة لتحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى المنطقة.
وأضاف رئيس اتحاد المصارف العربية خلال كلمته فى المؤتمر المصرفى العربى فى العاصمة اللبنانية بيروت، إن المؤتمر يهدف للوصول إلى تبنى مبادرة متكاملة لإعادة الإعمار والتنمية فى العالم العربى بمشاركة الحكومات والقطاع الخاص، تشمل كل نواحى الحياة من اقتصاد وتجارة وتعليم وصحة، إضافة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحروب.
وقال رئيس اتحاد المصارف العربية "لقد حان الوقت لنضع إستراتيجية إقليمية لإعادة الإعمار لأن المنطقة العربية بما عانته فى السنوات السبع الأخيرة تحتاج إلى إستراتيجية تتطور بإستمرار، وتتميز بنظرة شمولية لحل المشاكل، يكون منطلقها الأساسى الاستقرار وبناء الدولة، من خلال رؤية إقليمية جماعية، ومشاركة محلية فاعلة، إضافة إلى المصالحة والعدالة والإنصاف وصولا إلى إعادة الإعمار والتنمية.
وأكد أن الدول العربية تحتاج إلى رؤية جماعية تتجاوز الحدود الوطنية، وتستطيع تحقيق هذه الرؤية من خلال تجميع الموارد فى المنطقة، كالموارد البشرية، ورأس المال، بحيث تكون فيه التنمية على مستوى المنطقة فعلاً جماعيا واستثمارا لمواجهة التحديّات التنموية والبيئية والإقليمية، إنّ رؤية واسعة النطاق كهذه، أمر فى غاية الأهميّة لمواكبة التطوّرات العربية، حتى لا نبقى فى حلقة مفرغة من الصراعات والتنمية الغائبة.
وقال رئيس اتحاد المصارف العربية "علينا أن نقر بأن التنمية تتطلب مجتمعا مدنيا نشطا ومشاركة واسعة بين الحكومات والقطاع الخاص، وهيئات المجتمع المدنى، وإن الحد الأدنى من الأمن مهم لتنفيذ إعادة الإعمار، كما لا يمكن حماية الإستثمارات فى مجال إعادة الإعمار من دون مصالحة حقيقية فى جميع إنحاء المنطقة، ووضع التشريعات والقوانين التى من شأنها حماية الإستثمار والمستثمرين" لافتا إلى أنه بفعل إنعدام الإستقرار، تحول الإنفاق إلى الأمن بعيداً عن أساسيات التنمية، وتراجعت بعض أهمّ مؤشرات التنمية مثل حريّة التعبير ومشاركة المرأة، والفقر، إضافة إلى تحديات مالية بسبب تراجع أسعار النفط بشكل كبير، وإستثمار مليارات الدولارات خارج المنطقة.
وأكد محمد جراح الصباح أن إتحاد المصارف العربية، يسعى إلى تعزيز ثقافة الإستثمار فى القدرات المستدامة على المستويات الإقليمية والوطنية، ومعالجة قضايانا الإقتصادية والإجتماعية ضمن رؤية إقليمية متماسكة، وتشجيع المسؤولية الإقليمية لوضع كرامة الإنسان والتنمية البشرية فوق كافة الشواغل السياسية والطائفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة