عدوى تغيير الرؤساء تغزو القارة السمراء..الحزب الحاكم فى جنوب أفريقيا يطالب باستقالة "جاكوب زوما" من السلطة.. القيادة الحزبية الجديدة تدعو للاستفادة من تجربة زيمبابوى.. ومسئولون يتوقعون الإطاحة به قبل الانتخابات

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 07:00 م
عدوى تغيير الرؤساء تغزو القارة السمراء..الحزب الحاكم فى جنوب أفريقيا يطالب باستقالة "جاكوب زوما" من السلطة.. القيادة الحزبية الجديدة تدعو للاستفادة من تجربة زيمبابوى.. ومسئولون يتوقعون الإطاحة به قبل الانتخابات الرئيسان روبرت موجابى وجاكوب زوما
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتداول الشعوب الأفريقية فيما بينها فكرة تبدو وكأنها عدوى تنتقل لاإراديًا، كما أنها مزعجة لزعماء القارة، خاصة هؤلاء المعمرين فى السلطة، ويتمثل ذلك فى الدعوات الشعبوية المتتالية فى عدة دول بتغيير القيادة السياسية وفق تداول سلمى وديمقراطى للسلطة، والتى غالبًا ما تتزامن مع تحركات عسكرية من قبل الجيش لدعم المطالب الشعبية فى التغيير، رغبة من تلك الأجيال أن ترى حكامًا جدد فى ريعان شبابهم على رأس الحكم فى أوطانهم، بدلًا من الوجوه الثابتة للزعماء الطاعنين فى السن، والمتشبثين فى مقاعد الحكم حتى أخر نفس لهم على وجه الأرض، أو تنحية حاكم فاسد أضر بمقدرات وثروات البلاد.

وتختلف بداية التحركات من بلد لأخرى للإطاحة بنظام حكم، فهناك ما كانت الإنطلاقة الأولى فيها للجيش، ثم تبعها الحراك الشعبى، أو العكس، فى النهاية يجتمع الطرفان على مطلب واحد هو كتابة نهاية حكم فاسد أو طال زمنه كثيرًا حتى أصبح طاعنًا غير قادر على تقديم المزيد للبلاد، وأخر تحركات التغيير فى القارة الأفريقية، كانت فى زيمبابوى، التى تحرك جيشها لاعتقال من أسماهم بالمجرمين حول الرئيس، وانتهى بإستقالة الرئيس روبرت موجابى الذى حكم البلاد ما يقرب من 40 عاما ، ومن المنتظر أن يقوم إمرسون منانجاجوا النائب السابق بأداء اليمين رئيسا للبلاد يوم الجمعة القادمة ، بعد ظهور مسيرات وصفت قائد الجيش بأنه "صوت الشعب"، وهو ما أيده أخيرًا الحزب الحاكم فى البلاد.

ويبدو أن الحراك الشعبى للتغيير لم يتوقف عند زيمبابوى كثيرًا، حتى انتقل إلى جارتها المتاخمة حدوديًا جنوب أفريقيا، التى يحوم حول رئيسها جاكوب زوما، اتهامات بالفساد تهدد بالإطاحة به من الحكم، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى العام 2019، وبالعودة بالزمن قليلًا، نجد أن الرئيس الجنوب أفريقى، كان أول الداعمين لرئيس زيمبابوى، فى أزمته الحالية، رافضًا التغيير غير الدستورى فى الحكم - بحسب وصفه - وهو ما يعكس إلينا مدى تخوف "زوما"، من نجاح الأمر فى زيمبابوى، وتكراره معه هو شخصيًا.

وتكرارًا لسيناريو التغيير فى زيمبابوى، ولكن باختلافات بسيطة فى تسلسل الأحداث والبدايات، قال مسئول كبير بحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم فى جنوب أفريقيا، أن على الحزب حمل الرئيس جاكوب زوما، على الاستقالة من رئاسة الدولة بعد مؤتمره الشهر المقبل، لأن البلاد بحاجة ماسة إلى تغيير القيادة شأنها شأن زيمبابوى.

الرئيس الزيمبابوى موجابى

 

وفى هذا الصدد، شهد الحزب خلافات شديدة هذا العام، حين شوهت سلسلة فضائح فساد صورة الرئيس جاكوب زوما، قبيل مؤتمر الحزب فى ديسمبر المقبل، الذى سيُنتخب فيه خليفة لـ"زوما"، والحزب منقسم بين فصائل تساند "نكوسازانا دلامينى زوما"، وهى وزيرة سابقة، وزوجة سابقة لزوما، وأخرى تدعم "سيريل رامافوسا"، نائب الرئيس، على منصب زعامة الحزب.

ومن جهته، قال جاكسون مثمبو، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى، إن أيًا من كان سيختاره الحزب الشهر المقبل، فإنه يتعين عليه أن يبلغ "زوما"، بضرورة الرحيل للسماح للحزب الحاكم بتحسين أدائه، مؤكدًا أنه "لا يمكنك إبقاءه هناك"، مضيفًا أن الحزب الحاكم يمكنه أن يتعلم مما يحدث فى زيمبابوى، حيث يضغط حزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوى "الجبهة الوطنية الحاكم"، على الرئيس روبرت موجابى، لترك منصبه.

رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما

 

وتابع المسئول فى الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا، "فى زيمبابوى يصفون ذلك بالإجراءات التصحيحية غير الدموية، ونحن بحاجة إلى القيام بهذه التحركات التصحيحية فور انتهاء المؤتمر"، وقال مثمبو، إنه إذا لم يخرج الحزب الحاكم من مؤتمره فى ديسمبر، بصورة جديدة فسيكون مصيره "الفشل"، مضيفًا "نحن من أدخلنا جنوب أفريقيا فى هذه الفوضى بانتخاب زوما رئيسا، وكان ينبغى لنا التدقيق عن كثب فى مؤهلات الرجل، وبإدراكنا المتأخرارتكبنا خطأ كبيرا فى التقدير".

وفى السياق ذاته، أكد قضاء جنوب أفريقيا، أن رئيس البلاد، جاكوب زوما، يمكن أن يلاحق بتهمة الفساد فى ملف مرتبط ببيع أسلحة، فتح ضده قبل نحو 10 سنوات، وبعد اتهام "زوما"، رسميًا، أسقطت التهم فى 2009، بعدما رأت النيابة العامة أن دوافعها سياسية، حيث كان "زوما"، يخوض حينذاك معركة سياسية طاحنة مع الرئيس ثابو مبيكى، بينما منذ 2009 يحاول أكبر حزب معارض هو التحالف الديمقراطى، إعادة فتح الملف، وحقق هدفه فى 2016، عندما رأت محكمة فى بريتوريا، أن التخلى عن ملاحقة جاكوب زوما، "غير عقلانى"، واستأنف الرئيس والنيابة العامة هذا الحكم.

وقالت المحكمة، إن طلبات الاستئناف رفضت، وأضاف القاضى ليش، أن الأسباب التى قدمت لوقف الملاحقات لا تمنع دراستها، فيما يواجه "زوما"، منذ أشهر فى سلسلة من الفضائح السياسية والمالية، علمًا أنه يفترض أن يغادر السلطة فى 2019 مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة، وتنتهى فترة "زوما"، الثانية كرئيس للبلاد فى 2019، لكن القيادة الجديدة للحزب الحاكم قد تطيح به من السلطة قبل انتهاء مدته مثلما حدث مع الرئيس السابق ثابو مبيكى.

 

جيش زيمبابوى

وكان حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى، أعلن فى مايو الماضى، أن لجنته التنفيذية تساند "زوما"، بعد مطالبات له بالاستقالة، ونجا "زوما"، فى أغسطس الماضى، من اقتراع على الثقة فى البرلمان، فيما لا يزال الرئيس الجنوبى، يحظى بدعم قوى فى الحزب من شرائح مثل النساء والشباب، وكذلك فى المناطق الريفية، حيث يساند زعماء القبائل الرئيس المتمسك بالتقاليد.

وتراجعت الأغلبية التى يحظى بها الحزب الحاكم فى السنوات القليلة الماضية، ويتوقع بعض المحللين أن يخسر انتخابات 2019، وكان ذلك حتى وقت قريب أمرًا غير متصور بالنسبة لحزب يقود البلاد منذ وصوله إلى السلطة بأغلبية ساحقة فى عهد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، فى نهاية عصر الفصل العنصرى عام 1994.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة