جمال أبو الفضل

رشيد.. من طى النسيان إلى مشارف العالمية

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رشيد .. تلك المدينة التى غابت سنين طويلة عن أنظار المسئولين على الرغم مما تملكه من مقومات هائلة أكسبتها أهمية بارزة فى التاريخ الفرعونى والمصرى حتى امتد اليها نظر الرئيس عبد الفتاح السيسى ليذيب الجليد عن جمالها ويزيل الغبار عن تلك الدرة الفاتنة الكامنة فى دلتا النيل. 
 
روزيتا الجميلة بنت الشاطئ، وهبة النيل الأعظم، لم تنتظر طويلا لتعلو اهتمامات السيدة المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، التى جعلت من رشيد قضيتها الأولى ومن تطويرها وتنميتها مشروعا قوميا لتعيد الى المدينة مكانتها المحورية فى التاريخ، كصاحبة الفضل فى فك طلاسم الحضارة الفرعونية عن طريق "حجر رشيد ".
 
كنت أحد الحاضرين والشاهدين على الاحتفالية الأخيرة التى نظمتها محافظة البحيرة وجامعة دمنهور، تحت عنوان ( رشيد محل ذاكرة .. شاهدة على العلاقات المصرية الفرنسية)، وشاهدت مدى اهتمام الوفد الفرنسى الحاضر بتاريخ المدينة ومدى تعلقهم بذكرياتهم التاريخية التى أثرت فى الحضارة الفرنسية ذاتها، الأمر الذى انتقل فى خاطرى بالمدينة من مجرد مركز فى البحيرة الى واجهة عالمية وصفحة بارزة فى كتب التاريخ .
 
السيد هيرفى حفيد شامبليون العالم الأثرى العظيم الذى تولى فك رموز حجر رشيد، وقف أمام الحاضرين تلمع عيناه بشىء من الحنين وكأن الزمن قد عاد به الى تاريخ جده، فوجدته منبهرا تعلوه الدهشة من عظمة ما يرى ومن كم ما تحتويه المدينة من آثار وتراثيات لم يغيبها الزمن أو تندثر تحت تقلبات السنين .. وقف هيرفيه موجها الدعوة الى جميع المنظمات العالمية المعنية بالآثار وحفظ التراث للتواجد هنا فى رشيد وتحويلها الى أكبر متحف مفتوح فى العالم ووضعها تحت مظلة اليونسكو . 
 
كذلك المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، لم تدخر جهدا منذ توصية الرئيس عبد الفتاح السيسى، حتى أن السيدة لم تجلس فى مكتبها بقدر ما تناوبت على زيارة المدينة يوما بعد يوم، وللقادمين الى رشيد .. ستلاحظون مدى التحول التى آلت اليه المدينة على الرغم أنها لم تستوفى سوى جزء بسيط من بنود استراتيجية التطوير .
 
السيدة المحافظ، لم تكتف فقط بعرض الاستراتيجية ولكنها تعهدت أمام الحضور من المصريين والجالية الفرنسية بمواصلة الجهود حتى تصل بالمدينة الى المكانة التى تتبوأها تاريخيا وتصبح منارة للمستقبل والحاضر وأملا للباحثين عن الأصالة والساعين الى الترفيه والتريض.
 
احتفالية رشيد استمرت فعاليتها 3 أيام، بين دمنهور ورشيد والاسكندرية، شهدت خلالها محافظة البحيرة نظرة اخرى من الاهتمام، ونوعا من تدعيم العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى الثقافى والعلمي، حتى أن جامعة دمنهور صاحبة المبادرة كانت حاضرة بقوة كممثل اكاديمى تنويرى للمحافظة التى بدأت تتخذ سبلا متوازية فى كل المجالات للوصول الى العالمية .. فكل الشكر لكل القائمين على نجاح الاحتفالية والمهتمين بتطوير رشيد بداية من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والمهندسة نادية عبده، ووصولا إلى عمال مصر الوطنيين فى كل بقعة من رشيد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة