الحريرى يعود إلى لبنان.. رئيس الوزراء يصل بلاده بعد مباحثات مهمة مع الرئيس السيسي.. القاهرة تؤكد له دعمها الكامل لاستقرار لبنان ورفض مساعى التدخل الأجنبى.. وبيروت تراهن على دور مصر فى استقرار المنطقة

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 01:45 ص
الحريرى يعود إلى لبنان.. رئيس الوزراء يصل بلاده بعد مباحثات مهمة مع الرئيس السيسي.. القاهرة تؤكد له دعمها الكامل لاستقرار لبنان ورفض مساعى التدخل الأجنبى.. وبيروت تراهن على دور مصر فى استقرار المنطقة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخيرا تنفست بيروت الصعداء، بعودة رئيس وزرائها المستقيل، سعد الحريرى، بعد اللغط الذى أثير حوله مؤخرا، خاصة بعد ترويج الشائعات من جانب القوى السياسية المقربة لتنظيم "حزب الله" اللبنانى المدعوم من إيران، عقب إعلانه الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء عبر قناة تلفزيونية من المملكة العربية السعودية، مما دفع البلاد إلى أزمة سياسية.

 

وأعادت استقالة الحريرى المفاجئة فى الرابع من نوفمبر الجارى، لبنان، إلى واجهة التنافس الإقليمى بين السعودية وإيران الداعمة لـ"حزب الله" التنظيم الشيعى المتشدد الذى يشارك فى الحكومة، والتى استغلها فى صالحه وترويج أكاذيب بأنه أجبر على الاستقالة وأنه محتجز بالرياض، لكن عودته مساء أمس الثلاثاء، أحبطت تلك الأكاذيب التى طالما اعتاد عليها التنظيم اللبنانى المدعوم من طهران.

 
 
سعد في ضريح والده
سعد في ضريح والده

 

 

وعقب مباحثات مهمة للغاية أجراها الحريرى، مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال زيارته القصيرة للقاهرة عقب عودته من باريس، أعلن حسابه الشخصى على "تويتر" أنه وصل إلى قبرص للاجتماع مع رئيسها قبل عودته إلى بلاده للمشاركة فى احتفالات عيد الاستقلال اللبنانى اليوم الأربعاء.

 

ولعبت القاهرة دورا كبير فى تعزيز مفهوم الوحدة داخل الدولة اللبنانية، منذ استقلالها فى أربعينات القرن الماضى؛ حيث ظلت داعما للجمهورية اللبنانية فى فترات عصبية فى تاريخها، كما تقف مصر داعما كبيرا خلف استقرار لبنان ووحدته، فى وقت يواجه فيه هذا البلد العربى الشقيق تحديات كبيرة فى الداخل والخارج.

 

وتناول اللقاء بين الرئيس السيسي، والحريرى، تطورات الأوضاع فى لبنان، حيث استعرض "الحريرى" آخر المستجدات فى الساحة الداخلية اللبنانية، فيما أكد السيسى خلال اللقاء على خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكداً دعم مصر الكامل للحفاظ على استقرار لبنان وترسيخه.

رئيس مجلس الوزراء اللبنانى
رئيس مجلس الوزراء اللبنانى
 

وشدد الرئيس على ضرورة قيام جميع الأطراف اللبنانية بالتوافق فيما بينها وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبنانى الشقيق، ورفض مساعى التدخل الأجنبى فى الشؤون الداخلية للبنان.

 

وأشاد "الحريرى" بقوة وعمق العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان، مؤكداً اعتزاز لبنان بمواقف مصر الثابتة ودعمها لأمن لبنان واستقراره، وذلك من منطلق الدور الريادى والتاريخى الذى طالما قامت به مصر فى المنطقة والداعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام.

الحريري يقرأ الفاتحة
الحريري يقرأ الفاتحة
 

وأضاف الحريرى، أشكر مصر والرئيس السيسى على دعم لبنان واستقراره، وإن شاء الله غدا نحتفل بالعيد الوطنى فى لبنان وسيكون عيدا لكل اللبنانيين".

 

من جهة أخرى، أكد بشارة خير الله مستشار الرئيس اللبنانى السابق ميشال سليمان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن مصر ستظل أم العرب جميعا وكثير من الآمال توضع على زيارة رئيس الوزراء السابق سعد الحريرى إلى القاهرة وهى خطوة إيجابية بكل الجوانب، موضحا أن الرئيس السيسى لديه من القدرات والخبرات ما يجعلنا نثق فى قدرته على المساهمة الكبيرة فى حل الأزمة اللبنانية، وهذه الزيارة تعكس استمرار مصر فى دورها الريادى بالمنطقة، فهذه ليست المرة الأولى التى تقف فيها مصر موقف المعضد للبنان.

 

من جانب آخر، أوضح خير الله أن توسع نفوذ حزب الله فى السلطة بلبنان وتورط حزب الله فى معارك خارج لبنان كما فى سوريا، كما أن تصريحات حسن روحانى التى أكد فيها أن القرار فى لبنان بيد حزب الله، زادت المشهد تعقيدا، وعلى حزب الله التخلى عن سياساته.

 

وقد تزينت شوارع العاصمة اللبنانية، بيروت، بلافتات داعمة لـ"سعد الحريرى"، مما تصفه بالرئيس وليس رئيس الوزراء، دلالةً على شعبيته وحب الفئات المجتمعية المختلفة له، وحملت اللافتات شعارات مختلفة منها "كلنا معك" و"كلنا فى انتظارك" و"نحن نريد رئيس وزرائنا" و"معك إلى الأبد"، إضافة إلى "كلنا سعد" و"لا سعد بدون سعد"، وذلك فى إشارة إلى عدم وجود سعادة فى لبنان بدون سعد الحريرى وعودته لمنصبه رئيسًا للوزراء.

لحظة وصول الحريري للبنان
لحظة وصول الحريري للبنان
 

كما تداول مجموعات شبابية، لافتات وقبعات مكتوب عليها بالإنجليزية "Running for you" و"we want our PM Back"، فى إشارة إلى المبادرة التى كان يرعاها "سعد الحريرى"، قبل استقالته، لإطلاق مشروع "نظام مشاركة الدراجة"، فى وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، حيث أطلق المبادرة بمشاركته ومئات الشباب فى تنظيم ماراثون للدارجات، لتشجيع المواطنين على استخدام الدراجات الهوائية بدلًا من السيارات والدراجات النارية، كونها وسيلة آمنة، وتساعد على الحفاظ على البيئة، على عكس وسائل المواصلات الأخرى، التى ينتج عنها عوادم تسبب التلوث الهوائى، إضافة إلى أنها وسيلة لتوفير استخدام الوقود.

 

فيما نشر حزب "تيار المستقبل"، الذى يتزعمه رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل، سعد الحريرى، صورة له أثناء استقباله عمته النائبة بهية الحريرى، فى منزله، فى العاصمة الفرنسية، باريس، وعلقت الصفحة على الصورة، عبر حسابها الرسمى على "تويتر"، "الرئيس سعد الحريرى، مستقبلًا النائبة بهية الحريرى، فى منزله بباريس"، وسبق ذلك تصريح مقتضب آخر للحزب، قال فيه، "على الحريرى العودة إلى بيروت للحفاظ على نظام الحكومة فى لبنان".

رئيس مجلس الوزراء اللبنانى
رئيس مجلس الوزراء اللبنانى
 

وعلى مستوى المشاهير من إعلاميين وفنانين، توالت التغريدات والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى، الداعمة والمؤيدة لعودة سعد الحريرى، إلى وطنه ومنصبه، مشددة على أهمية دوره لكل لبنان بمختلف طوائفه، ولعل أبرز المغردين فى ذلك الشأن، كان النجم اللبنانى، راغب علامة، الذى توالت تغريداته حول الأزمة، وكان من بينها "لبنان بكل طوائفه وبكل مناطقه يطالب بعودة الرئيس سعد الحريرى إلى أرض الوطن، الرئيس الحريرى رمز للاعتدال وعودته عن استقالته مطلب شعبى ووطنى فى هذا الظرف الصعب".

 

وبوصول الحريرى إلى بلاده، وصل قطار الأزمة اللبنانية، إلى محطة النهاية، عقب مغادرته السعودية، وزيارته لفرنسا، حيث التقى الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، والرئيس عبد الفتاح السيسى، ليعود بعدها إلى وطنه لبنان، مرة أخرى، بعد 17 يومًا من التصريحات والشائعات والمفاوضات لإنهاء الخلافات، فيما سبق "الحريرى"، رحلة العودة، بتغريدة عبر "تويتر"، أمس الثلاثاء، قال فيها "إن لبنان سيبقى أولًا".







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة