العبث الإيرانى بالقضية الفلسطينية.. الدعم المالى واللوجيستى وقوده الدم والنار.. طهران تمول الفصائل المسلحة لخدمة أجندتها ومصلحتها الخاصة.. وتنشر المذهب الشيعى فى قطاع غزة بدعم حركة "الصابرين"

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 11:00 م
العبث الإيرانى بالقضية الفلسطينية.. الدعم المالى واللوجيستى وقوده الدم والنار.. طهران تمول الفصائل المسلحة لخدمة أجندتها ومصلحتها الخاصة.. وتنشر المذهب الشيعى فى قطاع غزة بدعم حركة "الصابرين" كتائب القسام وحزب الله ومرشد الثوره الايرانى
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عانت القضية الفلسطينية من التدخلات الإقليمية التى سعت لتطويع واستخدام القضية بغرض أهداف ومصالح شخصية ضيقة يكون بها أبناء الشعب الفلسطينى وقود لهذه الصراعات والأجندات التى عصفت بالإقليم خلال العقود الأخيرة، ولعل أبرزها التحركات الإيرانية والتركية والقطرية الرامية لإقحام قضية فلسطين فى لعبة المحاور التى تسيطر على المشهد الراهن بالإقليم.

 

وعملت طهران منذ نجاح الثورة الإسلامية فى البلاد على تشكيل كيانات مسلحة تكون موازية لسلاح الدولة وذلك فى إطار سياسيتها الخارجية لتصدير الثورة والسيطرة على قرار تلك الدول والتدخلات فى شؤونها الداخلية بشكل سافر، وتعد القضية الفلسطينية المتضرر الأكبر من العبث الإيرانى بسبب توجيه جانب كبير من الدعم الإيرانى سواء ماليا أو لوجيستيا للفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة.

 

ركز ملالى إيران وذراعهم العسكرى فى المنطقة المتمثل فى ميليشيا حزب الله على تسليح ودفع رواتب المقاتلين فى صفوف الفصائل الفلسطينية لا سيما دعم مقاتلى سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، وتهريب عدد كبير من الأسلحة والصواريخ لقطاع غزة عبر البحر أو عبر الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة.

 

العبث الإيرانى بالقضية الفلسطينية دفع قيادة حركة حماس والجهاد الإسلامى لإقحام قطاع غزة فى عدة حروب ليس خدمة للقضية أو لتحرير التراب الوطنى وإنما ارتبط تلك الحروب بصراعات إقليمية ودولية بين طهران وإسرائيل والولايات المتحدة، وهو الصراع الذى قدم فيه أبناء قطاع غزة آلاف القتلى والجرحى خلال حرب 2008 والتى دكت فيها تل أبيب غزة بأحداث تقنيات الأسلحة المتطورة والحديثة فى مقابل صواريخ باليستية تملكها الفصائل غير قادرة على دك العمق الداخلى للاحتلال الإسرائيلى.

 

ركزت طهران على تهريب أكبر كم من الأسلحة والصواريخ إلى قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة بحجة دعم المقاومة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى، لكن الدعم الإيرانى للفصائل الفلسطينية كان مرهونا بعدة شروط أبرزها دعم تلك الفصائل لما يسمى محور "المقاومة" والذى يضم سوريا وإيران والعراق وحزب الله، وهى الراية التى ترفعها طهران دوما للتدخل فى شئون الدول.

 

من إيران إلى العراق إلى سوريا وحتى لبنان يزعم ملالى إيران وقادة حزب الله أن تدخلاتهم السافرة فى الدول سالفة الذكر يأتى دعما للقضية الفلسطينية وتحركا لتحرير مدينة القدس، لكن هذه المزاعم لم يلمسها المواطن العربى أو الفلسطينى فطهران لم تطلق رصاصة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلى لكنها تدفع بالفصائل الفلسطينية للقيام بهذا الدور حال اقتضت المصلحة الإيرانية ذلك.

 

وليس خافيا على أحد محاولة طهران تسييس القضية الفلسطينية لصالحها عبر دفعها لرواتب مقاتلى سرايا القدس وكتائب عز الدين القسام، إضافة لتوفير التسليح المتوسط والصواريخ غير القادرة على اختراق العمق الإسرائيلى وهو ما يفسر زيف الرواية الإيرانية بأن طهران تدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح خدمة للقضية.

 

وتعد حرب 2008 التى دمرت عبرها البنية التحتية لقطاع غزة وأدت لمقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين من أبرز الحروب التى استخدمت فيها طهران الفصائل الفلسطينية للزج بها فى حرب غير متكافئة جاء توقيتها هام جدا لطهران التى كانت تسعى لإرباك الإقليم لكسب المزيد من الوقت للانتهاء من برنامج النووى.

 

يدرك أبناء الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية أن التحرك الإيرانى فى فلسطين يهدف لاستخدام القضية ذريعة للتدخل فى شئون الدول العربية، فيما يرى قادة بعض الفصائل الفلسطينية أن الدعم الذى تقدمه طهران ليس كافيا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى والدعم الإيرانى للفصائل الفلسطينية لن يمكنها من مجابهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية المتطورة.

 

وثبت التسييس الإيرانى للقضية الفلسطينية عبر وقف طهران الدعم المالى واللوجيستى لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس بسبب موقف الاخيرة فى الصراع فى سوريا ورفضها لوجود الرئيس السورى بشار الأسد فى سدة الحكم وتحريضها لعناصر بقتال الجيش السورى فى عدد من المحافظات.

 

ففى عام 1980 أعلن الخميني عن جيش القدس ثم تحول إلى "فيلق القدس"، وقال وقتها إن الوصول من القدس يبدأ بكربلاء العراقية لكن الجيش المزعوم قام بالبحث عن "طريق القدس" عبر سوريا واليمن والبحرين والسعودية والكويت، وحاول نظام الملالى دغدغة مشاعر الفلسطينيين بإطلاق ما أسماه "اليوم العالمى للقدس"، وارتكبت قوات جيش القدس مجازر بشعة ضد الفلسطينيين السنة فى لبنان وذلك فى إطار الصراع الطائفى الذى تقوده طهران فى محاولاتها لفرض مذهب طائفى بعينه فى لبنان.

 

وبدأ نظام الملالى فى اتباع استراتيجية جديدة فى الدعم المالى الذى تقدمه للفصائل والكيانات الفصائل وذلك بدعم الكيانات التى تنتمى للمذهب الشيعى وتقوم بنشره بين شباب قطاع غزة وهو التحرك الخطير الذى تقوده جماعة الصابرين التى يقودها هشام سالم وتحظى بدعم مالى ولوجيستى ضخم مكنها من استقطاب عدد كبير من شباب غزة عبر إغراءات مالية للانضمام لحركة الصابرين والانضمام للمذهب الشيعى.

 

وتصنف حركة الصابرين "حصن" على أنها تنظيم شيعى يتلقى تمويلا مباشرا من إيران، واعترفت الحركة فى عدة مناسبات بتلقيها تمويلا ماليا من طهران، وتشدد الحركة على ضرورة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة فلسطين بؤرة للصراع بين "المشروع الإلهي والمشروع الشيطانى".

 

ويرأس الحركة الأمين العام هشام سالم، وهو قيادى سابق فى حركة الجهاد الإسلامى، وكانت تقارير إعلامية قد نقلت أن طهران تقف بكل ثقلها المادى خلف حركة الصابرين.

 

وبدأت ميليشيا حزب الله فى تقديم كافة أوجه الدعم لحركة الصابرين التى تربطهم علاقات قوية ومتينة، وتعمل طهران على بث المذهب الشيعى فى غزة عبر حركة هشام سالم ويتشابه شعار الحركة مع شعار ميليشيا حزب الله اللبنانى.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة