يعتقد البعض أنه مجرد كافيه أو مقهى ثقافى لا يقدم لرواده الشيشة، لكن "البنزينة" تتجاوز ذلك بكثير، فهى مشروع شبابى هو الأول من نوعه فى محافظة مطروح، ويعد تطبيقاً عملياً لمفهوم التنمية البشرية، من خلال توفير مساحة مشتركة للتعلم والعمل ودعم المواهب، ولاقت الفكرة إقبالا كبيرا من الشباب والفتيات مع افتتاح المشروع، خاصة مع الشهرة الواسعة التى اكتسبتها البنزينة قبل افتتاحها، لشهرة أصحابها بين شباب المحافظة، كونهم من رواد العمل العام والتطوعى والتنمية البشرية خلال السنوات الماضية.
وأطلق خالد حمد صاحب فكرة المشروع اسم "البنزينة" عليه، وعكف مجموعة من الشباب والفتيات، من المهتمين بالعمل العام والتطوعى، منذ فترة على تنفيذ مشروع "البنزينة" بأنفسهم، بعد استئجار شقة وممر خارجى يحيط بها بالدور الأرضى، بإحدى العمارات، فى وسط مدينة مرسى مطروح، وحولوها جدرانها إلى جداريات ولوحات فنية، ورسم لوحات لرموز الفن والثقافة، كما نفذوا المكتبة ومعظم الأثاث يدويا، ويعملون على تقديم الخدمة لرواد المكان بأنفسهم منذ افتتاحه.
تتكون البنزينة من صالة يوجد بها مكتبة صغيرة ومجموعة قليلة من الطاولات والمقاعد، تستخدم فى القراءة والمذاكرة، وإنجاز الأعمال على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالرواد، خاصة مع توفير خدمة الإنترنت المجانى عن طريق "الواى فاى"، بالإضافة إلى غرفتين إحداهما مجهزة قاعة للندوات والتدريب وإنجاز الأعمال الجماعية والاجتماعات، يتم تأجيرها بأسعار رمزية، للمجموعات التى تحتاج لمكان مماثل، والغرفة الثانية للإبداع وأنشطة الرواد الفنية والثقافية وتنفيذ مشروعات التخرج.
وتم تحويل الممر المحيط بالمكان إلى قاعة تضم عددا كبيرا من الطاولات والمقاعد، يستغلها الرواد فى الجلسات الجماعية أو الفردية، ويمكن استغلالها فى الندوات وعرض المواهب والأنشطة الثقافية والفنية.
ويتوفر فى المكان المشروبات الساخنة والباردة، ولا يتم تقديم الشيشة وإن كان يوجد ركن لمدخنى السجائر.
أكد خالد حمد مؤسس مشروع البنزينة أنها أول مشروع مساحة عمل مشتركة بمطروح، فهو يوفر مساحة لأى أحد يحتاج لمكان للمذاكرة أو العمل أو تعلم شىء، فطابع المكان الهدوء.
وأوضح أن الفكرة شبابية، يقوم عليها مجموعة من الشباب من شركاء العمل العام والتطوعى، وأن المكان لا يقدم محتوى محدد، فالمحتوى يحدده الرواد، وعلينا توفير المساحة لهم، فمثلا يجيد موهبة معينة يمكنه أن يأتى ويعلم الراغبين فى ذلك، ومن يريد أن يتعلم شيئا يخبرنا ونحن نوفر له من يعلمه، ونوصل الناس ببعضها "البنزينة بنشبك الناس مع بعض، وبنشارك الناس".
وأشار صاحب الفكرة إلى أنها جديدة على مطروح، وأن الفكرة جاءتهم بعد فترة من العمل فى مجال التنمية، واكتشفنا أن هناك إمكانيات كثيرة جدا، ولا يوجد مكان لاستيعابها، فمن هنا جاءت فكرة البنزينة، والفكرة ليست جديدة على محافظات أخرى فى مصر، لكنها جديدة على محافظة مطروح.
وكشف حمد سبب اختيار اسم البنزينة لمشروعهم لأن فكرة المكان تقوم على مساعدة رواده فى تجديد طاقتهم وتوفير مكان لإنجاز العمل والمذاكرة وتبادل الخبرات، واستيعاب المواهب، بالإضافة إلى تبادل المساعدة، وذلك قياساً على دور البنزينة فى تمويل السيارات بالوقود، حتى يتمكن محركها من العمل والحركة.
ونوه إلى أن المشروع يميل أكثر للتنمية البشرية والرعاية الاجتماعية، وليس الغرض الأساسى منه الربح، فالهدف الأول هو إيجاد مساحة لأى أحد لديه شىء يستطيع تقديمه ولأى أحد يحتاج لتعلم شىء، ويأتى الجزء الربحى فى المرتبة الثانية من أجل الإنفاق على المشروع للقدرة على الاستمرار والتطوير.
.jpg)
البنزينة فكرة شبابية توفر مساحة مشتركة بمطروح
.jpg)
قاعة البنزينة للتدريب والعمل الجماعة
.jpg)
أهداف البنزينة على لوحة فى مدخلها
.jpg)
مكتبة وتوفير مناخ للقراءة داخل مشروع البنزينة
.jpg)
قاعة القراءة وإنجاز الأعمال المكتبية
.jpg)
لوحات رموز الفن والثقافة تزين الجدران
.jpg)
فكرة البنزينة تقدم خدمات ثقافية وتتجاوز فكرة الكافيه
.jpg)
توفير مساحة للمشاركة وأجواء هادئة لإنجاز الأعمال
.jpg)
قاعة الإبداع وإنجاز مشروعات التخرج والأعمال الفنية
.jpg)
أصحاب الفكرة نفذوا المكتبة والأثاث واللوحات الفنية بأيديهم