محمد.. طفل تسرب من التعليم بسبب الثأر والأقدار تعيده لمدرسته فى الفيوم

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 07:56 ص
محمد.. طفل تسرب من التعليم بسبب الثأر والأقدار تعيده لمدرسته فى الفيوم الطفل محمد وشيرين محمد رئيسة الوحدة المحلية لقرية كفر محفوظ
الفيوم – رباب الجالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محمد نور طفل بمنزلة الرجال حكمت عليه الظروف أن يصبح عائلا لأسرة كبيرة مكونة من والدته وإخوته وجدته وزوجات أعمامه، بعد وفاة أعمامه وسجن والده وباقى أقاربه الرجال فى خصومة ثأرية، فأضطر الطفل المسكين للتسرب من التعليم لينفق على أسرته ويمنع شقيقاته البنات من الخروج للعمل فلم يجد سبيلا إلا جمع القمامة من القرية التى يستأجرون بها منزلا للعيش فيه ويبيعها إلى التجار ليعود إلى أسرته بقوت يومهم، وشاءت الظروف أن تعين بقريته رئيسة شابة للوحدة المحلية ولفت نظرها الصغير الذى يستيقظ فى الصباح الباكر كل يوم ويترقب وصول سيارة القمامة للوحدة المحلية ليجمع منها ما يمكن له أن يبيعه فقررت التقرب منه بطرق مختلفة وعلى أيام متفرقة روى لها قصته وقررت إعادته لتعليمه ووفرت له مستلزماته الدراسية.

 

وقالت شيرين محمد رئيسة الوحدة المحلية لقرية كفر محفوظ بمركز طامية، إنها منذ تعيينها للقرية قررت الاهتمام بالتعليم وتنظيم زيارات منظمة للمدارس بالقرية وعمل حملات توعية للتلاميذ ومسابقات بالمدارس.

رئيسة الوحدة المحلية

رئيسة الوحدة المحلية
 

وتروى رئيسة الوحدة المحلية لقرية كفر محفوظ ، فى يوم أثناء قدومها لعملها بالوحدة فى السابعة صباحا، شاهدت طفل فى سن الدراسة يقف ويترقب وصول سيارة القمامة ثم يقوم بجمع الكرتون والبلاستيك منها ويذهب، وبدأت أترقبه كل يوم فوجدته يأتى فى نفس الموعد فتأكدت أنه متسرب من التعليم، وعندما سألته أجابنى بأنه متسرب بالفعل ولكن شعرت بخوفه منى وعدم رغبته فى الحديث فتركته وبدأت فى التقرب منه يوما بعد يوما، مثل أن اشترى فطارا وأطلب منه تناوله معى بمكتبى حتى أصبحت بيننا صداقة وروى لى قصته وأنه اضطر للتسرب من التعليم منذ عدة سنوات بعداما وقعت خصومة ثأرية بين عائلته وعائلة أخرى ومات أعمامه وسجن والده وانتقلوا من قريتهم إلى قرية كفر محفوظ، واستأجروا منزلا للعيش فيه وأصبح هو مسؤلا عن أسرة كبيرة من السيدات والبنات ولذلك تسرب من التعليم، وعرضت عليه الرجوع للمدرسة ولكنه رفض فى البداية وطلبت منه التفكير فى الأمر وبعد أيام عاد وأخبرنى بأنه موافق بشرط أن أوفر له ما يجمعه من القمامة من سيارة الوحدة المحلية كل يوم وقبلت شرطه، وتحدثت إلى مصطفى خليل مدير الإدارة التعليمية الذى رحب وحضر فى اليوم التالى وألحقناه بالمدرسة ووفرنا له ملابس وشنطة مدرسية.

 

وناشدت رئيسة الوحدة المحلية من يستطيع مساعدة محمد وأسرته من أهل الخير أن يقدموا له يد العون ليصبح فردا صالحا بالمجتمع.

 

وقال محمد لـ"اليوم السابع"، إنه اضطر لترك تعليمه والذهاب بأسرته الكبيرة المكونة من 8 سيدات و15 طفلا إلى قرية كفر محفوظ بعد خصومة ثأرية أزهقت أرواح أفراد عائلتة وأدخلت الباقيين إلى السجن ووجد نفسه فى الثانية عشر من عمره مضطرا لتحمل المسؤلية لأنه يرى أنه رجل وأنها مسؤليته أن ينفق عليهم فترك مدرسته وبدأ يبحث عن عمل فوجد أن أفضل وسيلة هى جمع الكرتون والبلاستيك من القمامة وبيعها بالكيلو ولكن واجهته مشكلة أن القرية مشتركة فى منظومة نظافة والوحدة المحلية تجمع القمامة من الأهالى فكنت انتظر أمام الوحدة المحلية حتى تصل سيارة القمامة وأجمع منها الكرتون والبلاستيك وأذهب لبيعهم فأحيانا يكون المبلغ 20 أو 30 جنيها فأضطر للتجول فى الشوارع ربما يلقى أحد المارة بـ "كانز" فارغ أو زجاجة بلاستيكية أو قطعة من الكرتون فأجمع كل ذلك واجتهد حتى أجمع مبلغ 50 أو 80 جنيها تكفى لشراء الطعام لأسرتى يوميا.

 

ولفت محمد إلى أن رئيسة الوحدة المحلية عندما طلبت منه رجوعه للمدرسة، ظن أن جدته لن توافق ولكنه فوجئ بأنها قالت له "أرجع للمدرسة وربنا هيرزقنا" وبالفعل أخبرت الأستاذة شيرين عن رغبتى فى العودة للمدرسة واستجابت لى وعدت إلى المدرسة ولم أصدق نفسى من الفرحة وأحاول أن أجتهد من أجل تحقيق حلمى فى أن أصبح حاصلا على كلية مع تمسكى بجمع القمامة للإنفاق على أسرتى حتى يخرج أبى من سجنه ويتحمل معى مسؤلية الأسرة.

 

وعن طلب المساعدة قال محمد " أنا لا أمد يدى أبدا أنا بشتغل لأن الشغل مش عيب حتى لو فى الزبالة "

الطفل محمد
الطفل محمد

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة