لعبة "القط والفار" عرض مستمر.. أمريكا تستعد لضربة نووية ضد كوريا الشمالية.. تحركات عسكرية على نطاق كبير بالمحيط الهادئ.. بيونج يانج: لا مفاوضات مع واشنطن.. وخبير: 4 خيارات أمام الولايات المتحدة لتتعامل عسكريا

بعد استبعاد كوريا الشمالية، إجراء مفاوضات مع واشنطن حال استمرار التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومع إصرار بيونج يانج على استكمال القوة النووية بشكل تام، فإن الوضع يتجه نحو التعقيد أكثر فأكثر، والشاهد الأول هو التحضيرات العسكرية الجارية فى المحيط الهادئ ليست فقط لاستعراض القوة وإنما للتحضير لعمل ما قد يدخل العالم إلى الجحيم، إن لم يحقق نجاحا بنسبة 100 %.

فبحسب مدير الدراسات الدفاعية بمركز المصالح القومية فى الولايات المتحدة، هارى كازيانيز، فإن أى عمل عسكرى أمريكى غير مبرر سيأتى فى صورة ضربة وقائية، تهدف إلى منع كوريا الشمالية من الحصول على قدرة مستقبلية للهجوم على الولايات المتحدة.

ويقول كازيانيز فى تقرير له بموقع "فوكس بيزنس" إن هذه الضربة الاستباقية تختلف عن تلك التى يتم شنها لوقف هجوم عسكرى وشيك من العدو.

إحدى تجارب كوريا الشمالية

وأوضح  الخبير الأمريكى 4 خيارات أمام الرئيس دونالد ترامب للتعامل العسكرى مع كوريا الشمالية:

1- الضربات النووية الوقائية

أكد هارى أنه من المستحيل أن نستبعد تماما استخدام واشنطن للأسلحة النووية فى ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية، فإذا كان البرنامج النووى والأسلحة النووية لكوريا الشمالية تقع فى أعماق سحيقة تحت الأرض، فإن الأسلحة النووية قد تكون السبيل الوحيد لتدميرها بمعدلات عالية من الدقة.

وستكون القنبلة النووية الأمريكية B61-11 الخيار الأنسب فى هذه الحالة، إذ بمقدورها اختراق 30 قدما من الخرسانة.

ويرى الخبير أنه إذا افترضت إدارة ترامب أن النزاع العسكرى مع كوريا الشمالية أمر لا مفر منه، فإن الظروف تتشابه مع حدث مع اليابان عام 1945، عندما أيقنت واشنطن أن استخدام الأسلحة النووية سيكون الحل الأسرع وسيوفر الآلاف من أرواح الجنود الأمريكيين.

ويقول كازيانيز "إن الخيار النووى سيكون مؤامرة كبيرة، وإذا لم نحقق نجاحا بنسبة 100 %، فعلينا أن نتوقع أن تقوم كوريا الشمالية بالرد بمجموعتها الكاملة من الأسلحة التقليدية والنووية".

صاروخ كورى شمالى قادر على حمل رؤوس نووية

2- عملية قطع الرأس

يقول كازيانيز، إن مغامرة أخرى كبيرة عبر ضربة جوية صاروخية لقطع رأس النظام الكورى الشمالى، ويرتكز هذا العمل العسكرى على الاعتقاد بأن قيادة كوريا الشمالية - كيم جونج أون والقادة العسكريين والمدنيين الأوائل الأوفياء- إذا ما قتلوا فإن النظام سينهار تماما.

ويعتمد نجاح هذه العملية على معلومات استخباراتية شبه مثالية عن كافة الأماكن التى يمكن أن يتواجد فيها القادة، وعلاوة على ذلك، يتعين الافتراض أن الكثيرين منهم، بما فى ذلك كيم نفسه، سيكونون فى مخابئ عميقة يصعب تدميرها، حتى بالصواريخ التقليدية والقنابل التقليدية.

وإذا فشلت عملية قطع الرأس، فإن على الولايات المتحدة أن تتوقع استخدام كيم كل ما فى حوزته من قوة لتدمير كوريا الجنوبية وإطلاق أسلحته النووية معتقدا أن لا شىء آخر سيخسره.

زعيم كوريا الشمالية وسط القادة العسكريين

3- الهجوم البرى التقليدى بمئات الآلاف من الجنود

أما الخيار الثالث كما يذكر الخبير الأمريكى، يحتاج هجوما بريا تقليديا، تسبقه وتدعمه ضربات جوية وصاروخية، ومع ذلك، يعتقد جميع الخبراء تقريبا أن أى حرب من هذا القبيل ستكون مكلفة، وقد تؤدى إذا اندلعت إلى مقتل 20 ألف شخص يوميا فى كوريا الجنوبية، ولا نستطيع أن نستبعد استخدام كيم لترسانته الكيماوية والبيولوجية إلى جانب سلاحه النووى، وهذا هو خطر أى عمل عسكرى ضد بلد مسلح نوويا.

قوات الجيش الأمريكى

4- سيناريوهات ما بعد الهجوم

إذا كانت كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية منذ 10 سنوات على الأقل ولم تستخدمها ضد كوريا الجنوبية أو اليابان، وذلك بسبب اعتقادها بأن الاستجابة النووية الأمريكية ستكون سريعة وقاضية، فإن أسوأ السيناريوهات لا يتوقع أن تبدأ بيونج يانج بعمل نووى نتيجة قوة الردع الأمريكية.

وفى الواقع، يجب أن يكون كيم جونج أون، انتحاريا لمهاجمة الولايات المتحدة، لأن الرد الأمريكى سيؤدى إلى إبادته مع بلاده بالكامل، وأثبتت سلالة كيم مرارا وتكرارا أن مصلحتها الأكبر هى البقاء وإدامة النظام، وبالنظر إلى هذه الحقيقة، فإن واشنطن تسير على ما يبدو فى طريق قد يؤدى إلى نزاع عسكرى قد يأخذ شكلا نوويا.