"لا تقطع رأسا.. لا تزنى.. لا تسبى" أول دروس العائدين من داعش.. "صنداى تايمز" فى جولة بمركز تأهيل الفارين من التنظيم.. أحد المدربين: المقاتلون الأجانب الأصعب فى تبديل آرائهم.. والتائبون: نرغب فى حياة طبيعية

الأحد، 19 نوفمبر 2017 11:30 م
"لا تقطع رأسا.. لا تزنى.. لا تسبى" أول دروس العائدين من داعش.. "صنداى تايمز" فى جولة بمركز تأهيل الفارين من التنظيم.. أحد المدربين: المقاتلون الأجانب الأصعب فى تبديل آرائهم.. والتائبون: نرغب فى حياة طبيعية عناصر تنظيم داعش فى مركز إعادة التأهيل فى شمال سوريا
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اهتمت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية بتسليط الضوء على مركز إعادة تأهيل متشددى داعش، الذى يديره متطوعون فى شمال سوريا، بهدف محاربة تطرف مئات من مقاتلى داعش الذين ألقى القبض عليهم أثناء فرارهم من "خلافتهم" المزعومة بعد انهيارها وتعرضهم لسلسلة من الهزائم

وقالت الصحيفة إن الطلاب يجلسون فى فصول يحرسها مسلحون على استعداد للتدخل فى أى لحظة، ويأخذون دروس فى الدراسات الدينية ومهارات القيادة والأخلاق مع التركيز بشكل خاص على الإجابة على سؤال "لماذا ليس من الصحيح قطع رؤوس الناس!". 

ومنذ افتتاح المركز السورى لمكافحة التطرف فى الشهر الماضى، التحق 100 عضو سابق فى إيزيس بأمل ضعيف فى أنهم سيتعلمون من الخطأ ويصبحون أعضاء فاعلين فى المجتمع.

 

 
مركز إعادة تأهيل عناصر داعش
مركز إعادة تأهيل عناصر داعش (مصدر الصورة - صنداى تايمز) 
 

وأوضحت الصحيفة أنه منذ افتتاح "المركز السورى لمكافحة التطرف" الشهر الماضى التحق 100 عنصر سابق فى تنظيم داعش بهذه المؤسسة أملا فى تعلم الأمر الصحيح من الخطأ ويصبحون أعضاء فاعلين فى المجتمع.

وأوضحت "صنداى تايمز" أن بعض الطلاب يشعرون بالدهشة حيال ما يتعلمونه، فيقول غازى خالد وهو سورى يبلغ من العمر 19 عاما "أخبرنا المعلم أنه ليس من المفترض أن تُقطع اليدين عقابا على السرقة ..لم يكن لدى أى فكرة عن هذا".

ومثل خالد، تضيف الصحيفة، كان معظم الطلاب - وأكثرهم حماس كذلك - من الشباب السوريين. لكن ضم المركز كذلك مقاتلين أوكرانيين لا يتحدثون العربية بشكل جيد ولم يكن لديهم أى فكرة عما يقوله المدرس

 

 
تنظيم داعش
تنظيم داعش (مصدر الصورة - صنداى تايمز) 
ويقول المعلمون إن المقاتلين الأجانب يصعب التأثير على آرائهم من السكان المحليين، إذ أن الكثير منهم كانوا زعماء بارزين فى التنظيم، في حين كان السكان المحليون جنود مشاة انضموا فقط لأن المسلحين عرضوا عليهم المال والسلطة بعد أن استولوا على مدنهم وقراهم.
 
وقال البعض – السوريين- إنهم خيروا إما الانضمام إلى داعش أو الموت. وأعرب الجميع - ربما بسبب إدراكهم لظروف أَسرهم – عن عدم تأييدهم  قط لقطع الرأس أو أخذ الأيزيديات كسبايا و"عبيد جنس". 
 
ونقلت "صنداى تايمز" عن أسامة البالغ من العمر 17 عاما قوله: "انضممت إليهم لأنني اعتقدت أنهم سيكونون جيدين في قتال (الرئيس بشار الأسد)". "بعد ذلك رأيت الفرق بين ما يدعون له وبين ما يمارسونه".
 
عناصر التنظيم أثناء إعادة التأهيل
عناصر التنظيم أثناء إعادة التأهيل (مصدر الصورة - صنداى تايمز)
أما المدرس إبراهيم نجار (40 عاما) فيقول "لم يفتح أى من هؤلاء الرجال عقولهم من قبل".
 
وأضاف قائلا للصحيفة "معظم سلوكهم ينبع تنفيذا للأوامر. فهم لا يؤمنون بقوة على الإطلاق. لذلك أقول لهم إنه في الإسلام، لا يعاقب من فقد عقله والحيوانات على أخطائهم لأنهم ليس لديهم عقل خاص بهم. هل هم مثل ذلك؟ لماذا لا يستخدمون عقولهم؟ "
 
وقال نجار إن الخطوة الأولى هي دحض - من خلال القرآن الكريم والشريعة – إدعاء داعش أن كل من لم يعلن الولاء لأبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، مرتد. وأوضح "وأشرح لهم كيف أن هناك الكثير من المسلمين الذين لا يعتقدون أنه زعيما شرعيا".
 
وأضاف قائلا إنه يساعدهم على تشغيل عقولهم من خلال تساؤلات مثلا أسباب قطع داعش للانترنت داخل أراضيها، فى محاولة لاستغلالهم. 
 
وأضافت الصحيفة أن المركز بالنسبة لكثير من المقاتلين المحليين هو أولى تجاربهم مع التعليم، فيؤكد نجار أن معظمهم لا يستطيع القراءة. 
 
وتابع قائلا "إن أمراء داعش قالوا لهم بالضبط ما يريدون الترويج له. كل هؤلاء الناس يسيئون فهم القرآن. ففى العراق كانت هناك حربا دائرة منذ 15 عاما وفي سوريا أيضا. ولم يتمكن الناس من الوصول إلى المعرفة لفترة طويلة - الأمر الذي جعل من السهل داعش المجيء إلى هنا وفرض أفكارهم ".
 
ويأمل نجار أن يفكر الطلاب مرتين قبل أن يتبعوا أى زعيم دينى آخر دون تفكير، ولكنه يعترف أنه رغم الاستجابة الجيدة للدروس، إلا أنه من الصعب معرفة ما إذا كانوا  ولكن في حين أن معظم الاستجابة بشكل جيد لدروسه، فإنه من الصعب معرفة ما إذا يؤمنون بما يطرح عليهم من أفكار جديدة وما إذا كانوا يقتنعون بالدروس. 
 
وأضاف نجار "نحن نراقبهم من خلال سلوكهم ولغة الجسد. وإذا لم يركزوا فى دروسهم فنحن نعرف أنهم بحاجة إلى وقت..لكنهم أذكياء للغاية، فحتى إن اختلفوا فى الرأى لن يظهروا ذلك، لأنهم يعرفون أنهم ليس لديهم سلطة هنا".
 

وأوضحت "صنداى تايمز" أن آلاف مقاتلى داعش قتلوا فى معركة تدمير "الخلافة" التى تضمنت قصف بطائرات قوات التحالف وقذائف هاون، لافتة إلى أن الطلاب الذين هرب العديد منهم من خلال دفع أموال للمهربين لتهريبهم هم المحظوظون.

وقال حسين ناصر (26 عاما) مؤسس المركز "ان الجيش السورى الحر اعتقل بعض مقاتلى داعش الموجودين الآن فى المدرسة خلال المعارك وانشق البعض وهرب البعض الآخر". وأضاف "لقد أحيلوا إلينا من قبل المحاكم المحلية والسجون".

ويعتقد المنظمون أن مواجهة تطرف المقاتلين هو السبيل الوحيد لوقف تشكيل تنظيم جديد مماثل لداعش

وأضاف قائلا "هم يقولون إنهم فروا بسبب القتال. لكننا نعتقد أنهم يأتون إلى هنا لبدء تنظيما جديدا مقارب لداعش. وهدفنا الرئيسى هو وقف ذلك ".

ويقول كثير من الطلاب إن لديهم آمالا كبيرة فى الحياة بعد التخرج.ويريد البعض القتال من أجل الجيش السورى الحر، والبعض الآخر يأمل فى ان يحظى بحياة طبيعية. ولكن أغلبهم يريدون مغادرة سوريا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة