"الكُتاب" بضم الكاف هو مكان لتحفيظ القرآن فى قرى ونجوع مصر المحروسة، فقد ظن البعض اندثارها، إلا أن المشهد فى قرى محافظة البحيرة يعد مختلفاً، فهناك عودة وبقوة للكتاتيب بالمحافظة وتلاحظ أيضاً أن هناك اتجاها من بعض رجال الأعمال بتوجيه زكاة أموالهم لإنشاء الكتاتيب على الطرق الحديثة للمساهمة فى تحفيظ الأطفال القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة ونطق اللغة العربية بشكل سليم.
والكتاتيب لها دور كبير فى تحفيظ الأطفال القرآن الكريم وظهر محفظو القرآن الكريم مرة أخرى بمحافظة البحيرة.
الشيخ حامد الخولى إمام وخطيب بالمعاش ومحفظ قرآن "كفيف"، كنت طفلاً فى السابعة من عمرى وأسكن ببلدتى قرية منية عطية والحمد لله رب العالمين رزقنى الله نعمة البصيرة وحرمنى نعمة البصر، وكان أقرب كتاب لى فى قرية الحجناية وكى أذهب إلى الكتاب لابد أن أسير من قرية أبو الفضل مروراً بالطريق الزراعى القاهرة الإسكندرية حتى أصل لقرية الحجناية والتى تبعد بحوالى 4 كيلومترات وكان العمل فى الكتّاب يبدأ من طلوع الشمس وحتى صلاة العصر.
وتابع الخولى كنت أنا وزملائى من أطفال القرية نحفظ القرآن الكريم فى فترة وجيزة جدا وبالفعل والحمد لله وبالرغم من كونى ضرير إلا الله رزقنى بحفظ القرآن الكريم كاملاً فى 3 سنوات، وكنت أعمل بالإعدادية مقيم شعائر كى أستطيع أن أدبر مصاريف الجامعة، والحمد لله تخرجت من كلية أصول الدين وأصبحت إمام وخطيب بوزارة الأوقاف حتى خرجت على المعاش والآن أعمل محفظ للقرآن الكريم للأطفال والكبار بالمنازل لكى أستطيع أن أتحمل أعباء الحياة ومستلزمات أسرتى.
وأضاف الشيخ حامد أحب أن أشير إلى أننى وغيرى كثيراً من المشاهير وعلى رأسهم عميد الأدب العربى طه حسين، رائد الثقافة فى مصر خريجى الكتاتيب.
وطالب الخولى وزير الأوقاف الاهتمام بعودة الكتاتيب مرة أخرى لتمتعها بالصرامة وتميزها بأساليب رائدة فى تعليم القرآن الكريم والحديث الشريف ومبادئ القراءة والحساب، مؤكداً أن الكتاتيب تعانى من الإهمال المتعمد من جانب الحكومة، فقد انصرفت الحكومة عن توجيه مزيد من الدعم إلى الكتاتيب واهتمت بالحضانات، معربا عن أمله أن ينظر الرئيس عبد الفتاح السيسى بعين الاهتمام لهذه الكتاتيب التى خرجت عظماء من كبار قراء الإذاعة والتلفزيون وأساتذة وعلماء فى كافة المجالات.
ومن جانبه قال ضيف سحيل رجل أعمال: إنه أنشا كتابا لتحفيظ القرآن الكريم بالمجان على الطريقة الحديثة بقريتى ثروت بأبو المطامير بمحافظة البحيرة، وأضاف سحيل أن الكتاب الجديد يضم 6 فصول تسع حوالى 200 طفل يتلقون علوم القرآن الكريم على أيدى مشايخ وعلماء من الأزهر الشريف بالمجان.
وأوضح ضيف سحيل أنه والكثير من رجال الأعمال بالمحافظة خاصة بالمنطقة الصحراوية يوجهون زكاة أموالهم فى إقامة كتاتيب لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم وعلومه لمواجهة الفكر المتطرف الذى يبدأ من مراكز تحفيظ القرآن التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية الذين يتخذون منها منبراً لغسل أدمغة الأطفال وتوجيههم لأفكار الجماعة المتطرفة.
وقال الشيخ محمد سعد محفظ قرآن بمركز دمنهور: إن هناك توافدا كثيرا من الأهالى على الكتاتيب بعد أن هجروها لزمن طويل لأنها تؤسس الأطفال أخلاقياً وعلمياً وثقافياً، والتى لا تبتغى إلا وجه الله الكريم، بعيداً عن مراكز الدروس الخصوصية التى تهتم بالمقابل المادى فقط، فضلاً عن حالة الانحدار الأخلاقى التى يعانى منها الكثير من الشباب والأطفال فى تلك المرحلة فكان لزاماً على الأهالى أن يتجهوا مرة أخرى للكتاتيب التى هى أكثر تأثيراً فى تربية النشء.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)