دكتورة أسماء عبد العظيم تكتب: أكذوبة تسمى علم الطاقة

الأحد، 19 نوفمبر 2017 08:00 ص
دكتورة أسماء عبد العظيم تكتب: أكذوبة تسمى علم الطاقة د أسماء عبد العظيم أخصائى العلاج النفسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشر فى الآونة الأخيرة ما يدعون بخبراء الطاقة ونصائحهم المتعددة باختيار اللون المناسب لعنصرك فى الملبس أو ديكور المنزل وإلا تحدث المشاكل والأمراض وعدم التوافق الزوجى فضلا عن التحذير بعدم وضع البوتاجاز بجانب الحوض، وشباك المطبخ لا يكون فوق البوتاجاز، أو الثلاجة لا تكون على باب المطبخ، ودعواتهم بتفعيل ركن الثروة فى المنزل، وركن السفر، وركن العمل، وزعمهم أن لكل فرد فى المنزل له ركنه الخاص به وعلينا تفعيل تلك الأركان للحفاظ على صحة أفراد الأسرة وللحصول على المال والسفر والإنجاب.
 
سؤالى هنا من أين أتيتم بهذه المعرفة ؟؟؟
 
ولأنكم تستطيعون الحصول على كل ما تتمنوه من خلال تحقيق التناغم الطاقى هل امتلكتم ثروات الأرض ؟؟ هل سافرتم لكل بلاد العالم ؟؟؟
ألا تمرضون ؟؟ أحصلتم على فرص عمل بأكبر الشركات العالمية ؟؟؟
 
فى البداية،  ما هو علم الطاقة؟
 
أولا الطاقة ليست علم وإن كانت علما فلم لا تدرس فى المعاهد والجامعات؟ فأى علم هو عبارة عن مقدمات تؤدى إلى نتائج مثبتة بالأدلة، فالعلم عبارة عن موضوع وأهداف ومنهج (طريقة علمية فى البحث تؤدى لنتائج مثبتة)، إذا هل هناك ما يثبت أن وضع لوحة فى ركن السفر  بالمكان الذى أريد السفر إليه فإنى حتما سأسافر إليه !! أين الدليل ؟؟؟ أين الإثبات ؟؟؟ ما إثبات أن وضع لوحة بها آيات قرآنية على حائط خلفه حمام أو داخل غرفة النوم يجلب الطاقة السلبية !!
إن لم تكن الطاقة علم فما هى إذا !!!
 
قبل أن نتعرف عن الطاقة أحب عرض ما قاله أستاذ علم الاجتماع بإحدى جامعات ولاية ميتشجان الأمريكية بأن كثيرا من الناس يمارسون التشى كونج والتاى شى شوان يوميا دون أن يعرفوا أنهم يمارسون الطاوية.
 
الطاقة هى فلسفة أوجدتها ديانات وضعية (جهد بشرى وليست أديانا سماوية ) مثل البوذية والهندوسية، والطاوية  فى بلاد الشرق مثل الصين و الهند  حيث قدمت تلك الأديان تصورا مشوها للخالق وللوجود والكون والحياة وخلق الإنسان، فمن تلك المعتقدات ما ينادى بوحدة الوجود أى أن كل ما فى الوجود جاء من كل واحد  وتنبثق من هذا الكل، كل الكائنات فتستمد منه روحا أو طاقة كونية ولهذه الطاقة أسماء مختلفة فعند الهندوس اسمها البرانا، ومانا عند معتقدى الهونا، و كى فى تطبيقات الريكى.
 
والكائنات التى فاضت من "الكل" غير المرئى فلا شكل له ولا بداية ولا نهاية  فاضت بشكل ثنائي متناقض متناغم (الين واليانغ )وضرورة تحقيق التناغم بين الين واليانج ليعود الكل واحداً، ويتناغم الكون في وحدة واحدة؛ لا فرق بين خالق ومخلوق ولا بين إنسان وحيوان أو نبات وجماد، ولا بين جنس وجنس ودين ودين، في عالم يحفه السلام والحب، ويحكمه فكر واحد يعتمد فلسفة تناغم الين واليانغ من أجل وحدة عالمية ولتحقيق الاستقرار والراحة. 
 
وتتغير قوى الين واليانغ بحسب قوى العناصر الخمسة: (الماء، والمعدن، والنار، والخشب، والأرض)، والتي تتغير بحسب تأثيرات الكواكب وروحانياتها فضلا عن وجود الشكرات وهى منافذ الاتصال بالطاقة الكونية ولكل شكرة رمز (رموز آلهة ) وهى تمنح قوة خاصة لصاحبها إذا اهتم بها كما أنها تحب لونا خاصا بها وتتجلى فى نوع الأحجار الكريمة ونوع من الروائح والأزهار.
 
ما تم ذكره هو مقدمة بسيطة عن الطاقة فهى  فلسفة ظاهرها إيجابى وباطنها معتقدات وثنية وتغييب العقول عن دينهم وإبعادهم عن حسن الظن بالله  وتدفع الأشخاص يتبركون بحصان وفيل وحوض سمك ظنا منهم أنه النجاة وأيضا فى باطنها دعوات للاتكالية وهدم قيمة العلم والعمل فبدل من السعى والأخذ بالأسباب والبحث عن حلول لمشاكلنا نضع حصانا ولوحة وفيلا لنحقق الثروة والسفر والإنجاب والصحة والسعادة، وفى الحقيقة تلك اتجاهات معاصرة هدفها تفتيت المجتمعات لتغييب عقولهم وإبعادهم عن الله الخالق وتدفعهم إلى القيام بممارسات يومية وفى النهاية تتحول لعادة ثم عقيدة، فهذه الممارسات اليومية فى أساسها طقوس لديانات وثنية.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة