"ماتدفنش راسك فى الرمال..ممكن تعمل مشروع نعام"..للقادرين إنشاء المرزعة يكلفك 500 ألف..وللمبتدأين ربى فوق السطح.. مهندس زراعى يتغلب على مشكلة التسويق بـ"صفحة فيس بوك".. ومتخصصون: مناخنا المناسب يدعم نجاح المشروع

الخميس، 16 نوفمبر 2017 11:07 م
"ماتدفنش راسك فى الرمال..ممكن تعمل مشروع نعام"..للقادرين إنشاء المرزعة يكلفك 500 ألف..وللمبتدأين ربى فوق السطح.. مهندس زراعى يتغلب على مشكلة التسويق بـ"صفحة فيس بوك".. ومتخصصون: مناخنا المناسب يدعم نجاح المشروع المهندس الشاب فى مزرعة النعام الخاصة به
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النعام ذلك الطائر المشهور لدى المصريين بأنه لا يطير!، وليس هذا فحسب إنما يدفن رأسه فى الرمال لا أكثر أو لا أقل، قد تكون معلومات جديدة على البعض بأن هذه الطيور له فوائد أخرى مثل إمكانية تربيتها بسهولة والاستفادة من عائده، كما أن تناول لحومها أمر فى المتناول إلى حد ما، ومن الشباب الذين أمنوا بتلك الفكرة عادل حمدان "22 عامًا" متخرج حديثًا من كلية الزراعة بجامعة عين شمس، نجح فى إقامة مزرعته الخاصة لتربية النعام منذ شهرين، وذلك بعد 4 سنوات عمل فى هذا المجال خلال فترة الدراسة.

ويكشف المهندس الزراعى الشاب أسباب اهتمامه بالنعام تحديدًا وإقامة مشروع للاستثمار فيه لـ "اليوم السابع"، قائلاً :"خلال سنوات دراستى الأربعة كنت أعمل فى مزارع النعام كتسويق وإشراف، وركزت على هذا الطائر خلال دراستى فى كلية الزراعة، وأقمت مشروع تخرجى عنها أيضًا، والحمد لله بعد التخرج قمت بإنشاء مزرعتى الخاصة".

المهندس الزراعى اثناء الاعتناء بالنعام

وتابع حمدان حديثه :"النعام متواجد بمصر منذ عام 2000 لكن تربيته بدأت فى الانتشار خلال عامى 2005 و2006 وتضاعف الوضع بدءً من عام 2014 لأن الكثيرين بدأوا فهم حقيقة ما هو النعام؟، ومدى جدوى الاستثمار فى هذا المجال، واللافت للنظر أن توزيع لحوم النعام لم يعد قاصرًا على الفنادق والمطاعم السياحية إنما بدأ فى الامتداد للمناطق الشعبية مثل عين شمس والمطرية وفيصل وإمبابة، وأصبح له زبائنه الذين يشترونه"، مضيفًا :"لا يوجد استيراد نعام حاليًا بالخارج، وتتركز جهود أصحاب المزارع على عملية التحسين الوراثى فقط، عبر تفريخ البيض ثم رعاية الكتاكيت الصغيرة، والتى تظل فى طور التسنين لمدة 5 سنوات حتى تصير أمًا قادرة على أن تبيض بعد ذلك".

فى بيتنا نعامة

 وحول تكاليف إقامة مشروع مزرعة نعام، يقول المهندس الزراعى :"إذا أراد شاب إقامة مزرعة جيدة قادرة على المنافسة بالسوق حاليًا سيحتاج إلى رأس مال قد يصل إلى 500 ألف جنيه، مستدركًا :"ومع الوضع بالاعتبار الظروف المالية لكثير من الشباب فيمكنهم البدء بتربية نعام على نطاق ضيق مثلا فوق سطح منزلهم إذا توافرت مساحة، وأجرينا تلك التجربة منذ 3 سنوات والحمد لله حققت ربحًا لكن من الضرورى أن يكون النعام فى مرحلة التسمين وليس الأمهات"، مشيرًا إلى أن وجود زبائن يشترون منه النعام فى مرحلة التسمين لتربيتها فى منازلهم.

شاب يربى النعام فوق منزله

يا تاجر النعام.. المكاسب فى انتظارك

ويوضح حمدان :"تكاليف شراء وتربية نعامة التسمين خلال 10 شهور شاملة الأعلاف يصل إلى 3 آلاف جنيه، وعندما تصل إلى 100 كيلو تقريبًا يمكن بيعها مقابل مبلغ يتراوح من 7 آلاف إلى 7 آلاف ونصف"، مضيفًا :"مكسب الشاب قد يصل إلى 3 آلاف جنيه صافى لكن المشكلة التى تواجه كل العاملين فى مجال النعام هى التسويق ونشر فكرة التجارة فيه وشراء لحومه بالنسبة للمواطنين"، موضحًا أن العلف الخاص بالنعام يكون نسبة البروتين به تصل إلى 24%، وسعر الطن منه يصل إلى 3200 جنيه، وتختلف طرق تقديمه من مزرع لأخرى.

ويُضيف المهندس الشاب عن أسرار تلك التجارة قائلا :"النعام يباع فى شكل مجموعة والتى تتكون من ذكرين وأنثى فى عمر الـ 5 سنوات، ويصل سعر المجموعة إلى 45 ألفا جنيه"، مضيفًا "كيلو النعامة القائم يتراوح ما بين 70 لـ 75 جنيه، أمّا المذبوح فيبدأ من 120 جنيهًا حتى يصل إلى 200 جنيه، وتختلف الأسعار هنا فالمشفى يصل إلى 180 جنيهًا، والذى به عظام قد يتراوح من 110 لـ 120 جنيهًا، بينما الريش تتراوح من 150 لـ 190 جنيهًا على حسب المنطقة التى تُباع بها هل تنتمى للفئة الشعبية أو السكانية أو الراقية؟"، مشيرًا إلى أن سعر بيضة النعام للأكل 250 جنيها، والتفريخ 650 جنيها.

وعن أعداد مزارع النعام فى مصر، يوضح المهندس الشاب :"الكبيرة التى تنافس فى السوق قد تصل إلى عشرة، وهى المزارع التى تضم من 10 إلى 15 مجموعة لديها"، مضيفًا :"أمّا باق المزارع قد تضم من 3 إلى 6 مجموعات، وذلك بخلاف حالات التربية الفردية فى البيوت أو فوق أسطح المنازل مثلما أشرنا من قبل".

اللى يجى فى الريش أرباح

ومن الأشياء المشهورة عن النعام هو ريشيها، وهنا يقول المهندس الشاب :"الريش بكل تأكيد يدخل فى التجارة بقوة نظرًا لاستخدامه فى مجالات متعددة منها الأزياء كالريش الأبيض فى فساتين الأفراح والمخدات والأجهزة الإلكترونية"، مؤكدًا أن كيلو الريش يبدأ من 250 جنيه ويصل إلى 650 جنيه، وأحيانًا 850 جنيه على حسب النوع والجودة".

مشكلة التسويق.. وفيس بوك هو الحل

وتعليقًا عن المشاكل التى تواجهه بيزنس النعام فى مصر، يقول حمدان :"اعتقد أن التجارة بدأت تأخذ حقها فى مصر لكن المشكلة الوحيدة هى التسويق الضعيف إلا أننا نعمل على هذا الموضوع فعدد المهتمين أيضًا بالمجال ليس كبيرًا والذين يدرسون بتعمق عن النعام يعدون أصابع اليد"، مضيفًا :"حاولت التغلب على هذا العقبة عبر إقامة أول صفحة خاصة بالنعام على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وبدأت فيها شرح كل شىء عن النعام، وسبق وأن أطلقت مبادرة خاصة باستبدال محاولات السفر للخارج من قبل الشباب الراغب فى الهجرة بأى صورة بإقامة مشروع مزرعة نعام".

ويضيف الشاب صاحب الـ 22 عامًا :"لا يوجد أى مشكلات تخص ترخيص المزارع لأنها تعامل على أنها مزرعة تربية حيوانية كالمعتاد فقط تبلغ عن عدد المجموعات التى تمتلكها"، مضيفًا :"يتميز النعام بأنه أقوى مناعة بالطيور والأمراض لا تؤثر فيه إلا أن إذا كان بجانبها مزرعة دواجن فهنا يختلف الأمر نسبيًا ويجب على المربى الحفاظ على نعامه".

المهندس الشاب مع النعام

تربية النعام.. وكله بالعلم

ما سبق يظهر حماس كبير لشاب فى مقتبل حياته المهنية يحلم بالنجاح لكن ماذا يقول العلم عن هذا المجال؟، هل الطقس المصرى ملائم لتربية تلك الطيور؟، هل فرص نجاح الاستثمار فى النعام كبيرة؟، وللإجابة عن تلك الأسئلة أوضح الدكتور أيمن محمد حسن، أستاذ فيسيولوجيا الدواجن بكلية الزراعة جامعة شمس، أن مجال الاستثمار فى تلك الطيور خصب ومفتوح وقد يكون أفضل من مشاريع تسمين العجول والأبقار، مؤكدًا أن معامل التحويل الغذائى لدى النعام رائع، ولا يراه مشروع مقام من أجل الرفاهية.

وتعلقيًا على قلة المتخصصيين فى دراسة النعام، يقول الأستاذ الجامعى :"عليك العلم بأن الأساس لدى الأساتذة فى كلية الزراعة هو إفراز خريج جيد مُدرك لعصب صناعة الدواجن وهو كل ما يتعلق بالفراخ والبيض أولاً، ثم بعد ذلك من أراد التعمق فى شيء يتم مساعدته قدر المستطاع مثلا فى حالة النعام يتم منح الطالب كل الكتب اللازمة للتعرف على أسرار هذا العالم بشكل علمى مُفصل".

وعن توافر الظروف البيئية المناسبة لتربية النعام فى مصر، أوضح أستاذ فيسيولوجيا الدواجن، أن الوضع البيئى المصرى ملائم تمامًا، قائلاً :"الدولة رقم  1 فى العالم الخاصة بإنتاج النعام هى جنوب أفريقيا، وفى المركز الثانى إسرائيل، وأعتقد أن البيئة شبه الصحراوية مناسبة جدًا لإنتاج النعام، وهذا ما يتوافر فى مصر فالجو فى الصيف ليس حرًا بدرجة كبير وفى الشتاء لا تواجد الأجواء قارسة البرودة"، مضيفًا :"أعتقد أن السوق مفتوح لهذا النوع من الاستثمار، وبالفعل بدأت مزارع النعام يزيد عددها مؤخرًا".

تربية النعام

الأمن الغذائى ضرورة

وتتبقى جزئية أخيرة فى مسألة تجارة النعام وهى المتعلقة بصحة المواطن الذى يشترى تلك النوع من اللحوم، وتعلق على تلك الجزئية الدكتورة شيرين على زكى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، ورئيس لجنتى المتابعة الميدانية وسلامة غذاء، قائلة :"بالتأكيد أى استثمار فى مجال الحيوان هو أمر مربح، ومطبق  فى اتحاد المهن الطبية هو استثمار مربح جدًا"، مضيفة :"بالنسبة لجزئية مزارع النعام هى موجودة منذ فترة لكنه منتشرة مثل الوقت الحالى إلا أنها فى وجهة نظرى موجهة إلى شرائح وفئات معينة مثل الهايبر ماركت والمطاعم والفنادق السياحية".

وتعليقًا عن حديث العاملين فى تجارة النعام حول بداية ترويجها المناطق الشعبية، تقول الطبيبة البيطرية :"أنا ضد ذبح أى حيوان خارج الرقابة البيطرية، وبناءً عليه إذا انتشر بيع النعام بمختلف المناطق وكل الفئات لابد أن يكون هناك رقابة عليها، مضيفًا :"أقترح أن توفر الدولة أو الشباب العاملين بالمجال بالجهود الذاتى مجزر مخصص لذبح تلك الطيور، أو على الأقل تخصيص وقت معينة له، وستكون فائدة كبيرة إذا اقترحوا أن تباع لحومها فى منفذ هذا المجزر مثلما يحدث فى اللحوم الأخرى".

أوضحت عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين تفاصيل مقترحها، قائلة :"الرقابة على المنتجات الغذائية تتبع من الناحية الفنية إدارة الطب البيطرى بينما من الناحية الإدارية المحليات، لذا يمكنه التقدم بالطلب للمحافظة التابع لهم"، مضيفة :هذا المقترح يعتبر بمثابة مد يد العون لهؤلاء الشباب أو الفئة التى تريد فتح مجال جديد للاستثمار يعنى خدمة رقابية لهم وتحميه من أى دخلاء، وفى نفس الوقت تم تقديم خدمة صحية للمواطنين حتى لا يكون هناك غش أو لحوم فسادة أو أشياء من هذا القبيل".

تقديم الطعام للنعام






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة