وصل حوالى مليون شخص إلى السنغال الأسبوع الماضى، للحج إلى ضريح زعيم صوفى دينى غامض تم نفيه من قبل سلطات الاستعمار الفرنسى وتحدث عنه أتباعه كقديس.
وتقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن ما يسمى "ماجال توبا الكبرى" كما تطلق عليه بلغة الولوف المحلية فى السنغال، هو أحد أكبر الأحداث الدينية فى الإسلام والتى تحدث فى توبا، ثانى أكبر المدن السنغالية من حيث عدد السكان، ويشهد هذا الحدث احتفالا بتعاليم أمادو بامبا، مؤسس جماعو الإخوان الموريد، وهى طائفة كبرى فى الإسلام الصوفى.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن الصوفية ليست بطائفة ثالثة فى الإسلام، بعد السنة والشيعة، ولكنها تركز على العناصر الأساسية للدين والزهد.
وقد ولد بامبا فى السنغال بمنتصف القرن التاسع عشر، وكان والده معلم دين فى طائفة القادرية، أقدم الطرق فى السنغال. لكنه فى شبابه أسس طريقته الخاصة المعروفة باسم الإخوان موريد التى تؤكد على قيمة العمل الشاق. ورغم أنه كان من دعاة السلام، إلا أن سلطات الاستعمار الفرنسى فى السنغال اعتبرته عدوا ونفته إلى الجابون ثم إلى مورتوناتيا، وساهم هذا فى انتشار القصص المثيرة بشأنه التى تقول واحدة منها أنه بعدما حرم من الصلاة على قارب متجه إلى الجابون قفز بامبا إلى البحر وصلى على سجادة صلاة ظهرت بأعجوبة على سطح الماء.
وفى أوائل القرن العشرين، سمح لبامبا العودة إلى بلاده، بل إن السلطات الفرنسية منحته أرفع وسم عسكرى بعدما دعا أنصاره للقتال فى الحرب العالمية الأولى. وتوفى عام 1927 ودفن قرب مسجد تنوبا الكبير.
وفى هذا الحج إلى توبا، يتوجه أتباع الموريد من السنغال والعالم يوم 18 صفر إلى مدينة توبا ويزورن المسجد الكبير ويزورن ضريح بامبا الذين يعتقد أنه مزين بقوته الروحية.