أمين صالح

خلى بالك.. فيس بوك بيراقبك حتى فى سريرك

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أن تهرول إلى الموبايل وتفتح فيس بوك، أول شيء يجول فى خاطرك حين تصحو يوميا، عندما تسير فى الشارع أو المواصلات العامة، حين تجلس مع أصدقائك، مع أفراد عائلتك، لنصل إلى حقيقة لا يختلف عليها اثنان تتبلور فى أن فيس بوك وغيره من موقع التواصل الاجتماعى لها دور مؤثر فى صياغة العقل البشرية، فالعالم كله أصبح بين يديك على جهاز صغير تتواصل من خلاله مع الجميع وفى أى وقت.

 

مواقع التواصل الاجتماعى لها إيجابيات عدة، لكن فى نفس الوقت لها مخاطر أكثر حدة، والحديث عنها أصبح بمثابة عملية معقدة فى تفاصيلها التى لا ترتبط بالتواصل فقط، وإنما تسير فى اتجاهات مختلفة لترسم حقيقة العالم وما يدور بداخله، فالآن بإمكانك أن تخرج لايف من داخل الأحداث فى سوريا، أو ما يدور بالعراق، وما يجرى فى ليبيا واليمن فى نفس اللحظة، لتعيش الحدث بكل تفاصيله، ليصبح غول "السوشيال ميديا" هو العدو الأكبر للصحف والفضائيات، ولم يعد تستطيع أى مؤسسة إعلامية أن تجابه هذا التطور الهائل.

 

أرباح تفوق ملايين الدولارت تحققها شركات الاتصالات والإنترنت يوميا، سواء من خلال الإعلانات أو التطبيقات أو التسوق، ولكن ما يحدث داخل مواقع التواصل الاجتماعى فاق هذا الأمر، إذ تستخدمه أجهزة المخابرات العالمية فى صياغة العقل البشرية، فالفيسبوك وجوجل يصلان إلى كل ما يتعلق بحياة الإنسان، لو أنك تفضل الرياضة ستجد أن مواقع التواصل تقدم لك يوميا أخبار الرياضة وما يتعلق بهذا المجال، لو أنك مهتم بالفن ستجد أول ما يظهر لك أخبار الفن وهكذا..هل سألت نفسك كيف يحدث ذلك؟..هل تحققت من الكيفية التى وصل بها لعقلك ليختبر ما بداخله؟

كل كلمة تكتبها على فيس بوك أو تقرأها، تحلل على الفور من قبل القائمين على هذا الموقع العملاق وتوضع فى بوتقة بها العديد من التحليلات والدراسات على أعلى مستوى من الدقة والتركيز، ويعاد بلورتها مرة ثانية فى خدمات واهتمامات يرسلها لكل مستخدم ، ليس ذلك فحسب بل ، يحاول الموقع العملاق أن يذهب بك إلى قضايا وملفات بعينها تحقق أهداف بعينها لتساعده على الوصول إلى تكوين شخصية الإنسان وتناولها بشكل مختلف لتخدم أهدافا قد تكون تسويقية أو مخابراتية.

 

لو أنك فتحت كاميرا الموبايل وصورت بعض اللقطات الخاصة بك أو بأسرتك.. تجد حسابك على فيس بوك يظهر لك الصورة على الفور ويسألك هل تريد تحميلها ويشاهدها أصدقاءك؟.. هل سألت نفسك كيف يصل الموقع العملاق إلى كاميرا هاتفك الذكى؟ ولم يفعل ذلك؟.. الإجابة على هذا السؤال مفادها أن كل تطبيق تحمله على تليفونك سواء كان فيس بوك أو غيره من الألعاب يطلب ملء أذونات خاصة تسمح له بمعرفة كل ما تفعله خلال الهاتف، صور ومكالمات ومعلومات، أى أن كل ما تفعله بالكامل مراقب من قبل القائمين على التطبيقات ومواقع التواصل، الأمر لا يقف عند هذا الحد، هل تعلم أنه بإمكان هذه الوسائل أن تتجسس على أى صوت أو حدث تقوم بها والهاتف الذكى بجوارك؟.

 

التعامل الساذج مع فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى يؤدى بنا إلى نتائج غير محمودة على الإطلاق، فأطفالنا فى عمر سنوات قليلة يستخدمون مثل هذه الوسائل باستمرار، وتؤثر فى شخصيتهم ويتأثرون بها، تشكل وعيهم وتحدد أهدافهم، تنقل لهم الواقع بطريقة خاصة وترسم مستقبلهم كما تريد، لذا وجب علينا جميعا أن نتعامل بجدية مع هذا الملف حتى لا يصبح مجتمعنا فريسة سهلة لمواقع التواصل الاجتماعى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة