د.أيمن رفعت المحجوب

نبراس العدالة فى الحقد والجهالة

الجمعة، 10 نوفمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 أشرقت على البشرية روحانية الأديان الموحدة، لتبرز قداسة الإنسان كإنسان، وتعلى كرامته كأفضل المخلوقات كما ذكر الله فى كتابه العزيز، وتعلن بأن الله تعالى إنما خلق الانسان لكى يكون أكثر من منتج مادى، وأن غايته النهائية شيء أخر غير الأمن الجسماني.
 
فالإنسان قد خُلق لكى يعيش أخاً فى رعاية الله، وأن كل رجل حفيظ على أخيه، وأن علينا أن نتراحم ونتكافل ويحب بعضنا البعض ولا ينكر إلا مكابر أثر الوازع الدينى، والزاجر الروحى والشعور الإنسانى الذى خلفته الأديان فى مفاصل حياتنا البشرية، وسعيها للتخفيف من طغيان المادة على الروح، والقسوة على العطف، والأنانية على الغيرية، وتصعيدها لقيم الحياة، بإعلانها أننا لن نستطيع أن نعبد ربين : الله والمال !
 
وإن أكرمنا عند الله أتقانا، وأن علينا أن نرحم من فى الأرض لنكون جديرين برحمة من فى السماء. فكانت الأديان السماوية بذلك نداء الفطرة فى ساعة العسرة، وقبس الأمل فى تيه الضياع، وبلسم الرحمة يُندى على جراحات الظلم والقسوة، ونبراس العدالة فى عالم التفاوت والتطاحن والحقد والجهالة.
 
ولقد رانت على الإنسانية حيناً من الدهر هذه الروحانية السامية والمُثل العلوية الراقية، ولكن وللأسف ما لبثوا البشر أن عادوا إلى جاهليتهم الأولى، فأخذوا يفرقون بين الدين وممارسته، ولم يعدوا يعتقدون بأن الإيمان الدينى يتمشى مع ظروف حياتنا الحديثة، وأخذت الصلة تتحطم بين الإيمان والعمل، وبذلك فقد أخفقنا بشكل ليدعو إلى الرثاء فى أن نرى أنه من الممكن الحصول على " عدالة اجتماعية " دون أن نمارس الالحاد والمادية ! .. وهوما بيّنه " ول ديورانت " فى كتابه مباهج الفلسفة " حيث قال : أن ثقافتنا اليوم سطحية، ومعرفتنا خطرة، لأننا أغنياء فى الآلات، فقراء فى الأغراض، ولقد ذهب اتزان العقل الذى نشأ ذات يوم من حرارة الايمان الدينى، وانتزع العلم منا الأسس المتعالية لأخلاقياتنا.
 
الأمر الذى يجعل سؤال " سقراط " ما زال مطروحاً على الساحة : "كيف نهتدى إلى أخلاق طبيعية تحل محل الزواجر العلوية التى بطل أثرها فى سلوك الناس، إننا نبدد تراثنا الاجتماعى والدينى بهذا الفساد الماجن من جهة، وبذلك الجنون الثورى المعاصر من جهة أخرى فاحتارت الأمم وانهارت القيم .






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الحقد والجهاله

نهتدي الي أخلاق طبيعيه بالإيمان والعلم والقدوه الحسنه...

عدد الردود 0

بواسطة:

اعلامى شريف

اللهم حسبنا ونعم الوكيل

بالفعل مقال ممتاز د أيمن فقد اصبحنا نعيش في غابة قلت الاخلاق والقيم وانعدم الضمير واصبح الكل يأكل بعضه مقابل المصلحة الأخ يأكل مال اخيه ويحاربه والأب يحارب ابنه ويأكل ماله والابن يحارب ابيه والعائلات تحارب بعضها من أجل ميراث قطعة ارض لن يأخذ الانسان منها اكثر من متر مربع .واخيرا فقد تعرضت وانا اعلامى لظلم كبير من المسئولين بالتعليم بالعريش .وهم يصرون على التحدى والتعنت والحرب ضدى بل والتحريض احيانا كثيرة لمجرد أننى اطالب بحقى في العمل بالاعلام وقد قاموا بنقل حالات كثيرة من مدارس بها عجز بالمخالفة للقانون الى مدارس بها زيادة وايضا يطنشون على مخالفات كثيرة بالقانون ارضاءا لمصالحهم وللأسف الشديد من يقوم بالحرب ضدى هم من ترقوا للعمل بالادارات والمديريات دون وجه حق وهم في سنى خوفا وحقدا من ان اكون افضل منهم ان حصلت على فرصتى الكاملة .سألجأ لطلب رسمى لسيادة المحافظ بالعمل بمركز اعلام المحافظة واتمنى ان انال ما استحقه من مكانة فقد حصلت على جوائز صحفية وادبية كثيرة ولى اعمالى الاعلامية المميزة ..اللهم انت حسبنا ونعم الوكيل في كل ظالم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة