أكرم القصاص - علا الشافعي

حنان شومان

الطوفان التليفزيونى حتى الآن أنجح من طوفان السينما

الجمعة، 10 نوفمبر 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليل جداً من أعمالنا الدرامية التليفزيونية المأخوذة من أصل سينمائى التى تستدعى التوقف أمامها إلا بالنقد السلبى كما حدث مع مسلسل الزوجة الثانية والكيف وغيرهم من الأعمال الأخرى، ومن القواعد السائدة أيضاً أن الأعمال الدرامية لا تجذب الأقلام للتصدى لنقدها سلباً أو إيجاباً، إلا فى شهر رمضان، الشهر الأشهر والأكثر كثافة للعروض الدرامية التليفزيونية، فلو سرنا على القاعدتين السالفتين فإن مسلسل الطوفان الذى يُعرض حالياً، سيكون مسلسلا سيئ الحظ، لأنه مطرود من العرض الرمضانى، ثانياً لأنه مأخوذ من أصل سينمائى، ولكن الطوفان قلب كل تلك التوقعات لعكسها.
 
عدم عرض المسلسل فى رمضان منحه فرصة جيدة جدا للمشاهدة المتأنية غير اللاهثة كما رمضان من مسلسل لآخر فلا يحسن المشاهدة، وبالتالى أى نجاح جماهيرى سيحرزه سيكون نجاحاً مستحقاً بسبب جودة المسلسل وليس توقيت عرضه الرمضانى.
 
المسلسل مأخوذ عن قصة للكاتب الكبير بشير الديك كان قد كتبها وأخرجها فى ثمانينيات القرن الماضى، حين كانت مصر قد تحولت لسياسة الانفتاح قبلها بسنوات، وكانت آثاره الاجتماعية قد حطت على شكل العلاقات فى مصر بصورة كبيرة، وبالتالى ظهر فيلم الطوفان وغيره من أفلام الثمانينيات لشباب السينمائيين النابهين آنذاك تعبر عن مجتمع تأكله المادة ويفقد إنسانيته، وربما كان فيلم الطوفان الذى قام ببطولته محمود عبد العزيز أقل أفلام تلك الفترة نجاحاً وشهرة حتى الآن.
 
القصة تحكى حكاية أسرة مصرية من الطبقة الوسطى بكل اختلافاتها وتلاحمها تهبط عليهم ثروة من السماء فتصنع زلزالا فى حياتهم، وبالتالى فهى قصة تليق بالثمانينيات وبغير الثمانينيات، ولكن الفرق أن بشير الديك شاب الثمانينيات قدمها فى عصره، بينما يقدمها الآن شابان فى 2017 هما وائل حمدى ومحمد رجاء ويخرجها مخرج مخضرم وكبير هو خيرى بشارة فماذا فعلا بطوفان بشير الديك؟
 
استطاع المسلسل حتى منتصفه أن ينقل الشخصيات بسلاسة ووضوح ويرسم ملامحها بشكل إنسانى دافئ فى الحلقات الأولى، ثم يبدأ بهدوء فى إفساح المجال للتغيرات المتتابعة، سواء بسبب الثروة التى هبطت عليهم أو اكتشافنا نحن المشاهدين جوانب جديدة فى الشخصيات حتى قبل أن تهبط الثروة.
 
يقدم الطوفان مجموعة من النجوم فى أفضل أحوالهم فى الأداء والفرصة الدرامية، وتأتى على رأسهم الكبيرة قيمة وقامة نادية رشاد الأم لتذكرنا بدفء أداء الأمهات العظام فى الفن المصرى، وتتألق وفاء عامر بدور جديد تماما عليها وعلى الدراما فلا هى من ذوى الإعاقة الذهنية بتقليديتها ولا هى الأنثى الجريحة بزواج زوجها أيضاً بتقليديتها، روجينا، بشرى، آيتن عامر، دينا، عبير صبرى حتى الوجه الجديد آية سليمان كلهن فى أفضل أحوالهن.
 
أما الرجال فى المسلسل فهم أيضاً على نفس قدر إجادة النساء فتحى عبد الوهاب، أحمد زاهر، إيهاب فهمى، محمود الجندى، مجدى كامل، والشاب محمد عادل الذى أعتقد أن هذا الدور هو أفضل والأكثر تأثيرا من كل ما قدمه سابقاً وربما سيؤهله لما هو أكثر من مجرد بطولة جماعية رغم قيمتها، ولكننى أود أن أتوقف أمام أداء ماجد المصرى، فماجد ممثل مجتهد ومتنوع الأداء ودوره فى المسلسل ربما الدور الأهم فى حياته حتى الآن ولكن للأسف عاب أداءه كثير من المبالغة.
 
الطوفان لم نشاهد إلا نصف عدد حلقاته وقد نجح حتى الآن فتُرى هل يكمل نجاحه بنفس العناصر أم كلما زاد عدد الحلقات قلت الجودة، لا أتمنى ذلك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التليفزيون والسينما

كلاهما طوفان مدمر للأخلاق والقيم والمبادئ ...

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

ثروة تهبط من السماء

تحياتى استاذة حنان وفكؤة المسلسل الثروة التى تهبط بملايين من السماء فكرة مستفزة نوعا ما فى وطن يعانى من اجل ان يستطيع البقاء على قيد الحياة التحليل جميل ورائع والعمل قد يكون ممتع ولكن فكرة الثروة المفاجئة تصيب الشباب بالاحباط كثيرا فى ظل الظروف الصعبة للغاية التى نمر بها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة