فوجئ سكان العقار رقم 7 بحارة القاضى بشارع قاعود بمنطقة الدراسات بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، بانهيار منزلهم عموديا، حيث سقط الطابق الأول أسفل الأرض، ثم مال على العقارين المجاورين له من الأمام واليسار، ما أسفر عن مصرع طفل وإصابة 3 آخرين.
ويوجود بهذا الشارع المئات من المنازل الآيلة للسقوط، بسبب قدمها ومرور عشرات السنوات على إنشائها دون صيانتها أو ترميمها.
وقامت قوات الدفاع المدنى، برئاسة اللواء مروان عبد المعطى، والمقدم أحمد عوض رئيس وحدة الإطفاء، بإغلاق جميع المحاور المؤدية لشارع قاعود، تمهيدًا للتأكد من خلو العقار المائل والعقارات المجاورة له من السكان.
وقال الدكتور هانى جميعة مدير مرفق إسعاف الدقهلية، فى تصريح لـ "اليوم السابع" أنه نتج عن ميل العقار، وفاة الطفل "هشام محمد صالح" 11 سنة، وإصابة شقيقته "منى محمد صالح"، 14 سنة، بكدمات فى جميع أنحاء الجسم، ووالدهما "محمد محمد صالح" 43 سنة، بأزمة قلبية، و"محمد محمود عبد الله"، بكسر فى الساق، وجارى البحث عن أى متوفين أو مصابين بالعقار.
وانتقلت وحدات حى شرق المنصورة إلى مكان المنزل المنهار، وتم فصل التيار الكهربائى ومياه الشرب، وقال حسام عبد اللطيف، رئيس حى شرق المنصورة، بمحافظة الدقهلية، فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، إن الطابق الأول سقط أسفل الأرض، واختفى تماما، ثم مال المنزل عقب الهبوط، على العقارين المجاورين له من الأمام واليسار، وكان العقار صادر له قرار تخفيف أحمال، بإزالة الطوابق الثلاث العليا، حيث يتكون من 6 طوابق مخالفة.
وعلى الفور تم استدعاء الإطفاء، والدفاع المدنى، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، وشركة الغاز الطبيعى، لتفادى أى أزمات قد تحدث، ومحاولة تدارك الوضع فى أسرع وقت.
وقامت النيابة العامة، بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، بإشراف المستشار أيمن عبد الهادي، المحامي العام لنيابات جنوب الدقهلية، بمعاينة العقار المائل، من الاتجاهين الأمامى والأيسر، والوقوف على أهم الملابسات الفنية للانهيار الأرضى الذى تسبب فى سقوط الطابق الأول أسفل الأرض، وميل العقار.
كما تفقد الدكتور أحمد الشعراوى، محافظ الدقهلية موقع انهيار العقار، وقام بفحص العقار من كل الجوانب الخاصة به، واستمع لشرح مفصل من رئيس حى شرق المنصورة للحالة الفنية للعقارات المجاورة، وأمر بتجهيز معسكر إيواء لـ 20 أسرة داخل نادى النصرية الرياضى بكامل المحتويات الخاصة به مع صرف 100جنيه إعاشة يومية لكل فرد من أفراد الأسرة لمدة 3 أيام، وتوفير كل المستلزمات التموينيه التى تكفيهم لمدة شهر كامل.
وتفقد اللواء طارق عطية مساعد وزير الداخلية، لمنطقة شرق الدلتا، واللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية، مقر إنهيار العقار، وأمر بسرعة إزالة أثار الإنهيار، وتأمين المنطقة بالكامل وإخلاء العقارات المحيطة به، وفرض كردون أمنى حول المنطقة.
فيما أكد مدير أمن الدقهلية، أن قوات الأمن تتابع الموقف بمنطقة العقار المنهار باستمرار، ولن تغادر قوات الدفاع المدنى، المنطقة حتى يتم تأمينها بالكامل، والتأكد من سلامة العقار.
وقال حمدى داوود، أحد سكان العقار المائل، إنه فوجئ فى تمام التاسعة صباحا، أن السرير ينزلق به، أثناء نومه، فقام وخرج للصالة ففوجئ بإنزلاق كافة قطع الأثاث.
وأضاف "داوود" فى حديث لـ "اليوم السابع"، أنا مريض، ومصاب بعدة أمراض بالجهاز الهضمى، وكنت ملقى على السرير، وحاولت الخروج من البيت مسرعًا فلم أتمكن، فخرجت لشرفة المنزل وجدت المنزل قد التصق بمنزل الجيران، فقفزت لمنزل الجيران، وفقدت الوعى، وتم نقلى للمستشفى، وفوجئت أن منزلى انهار، وفقدت كل ما أملك، وأنا أطالب المحافظة بسرعة توفير مسكن بديل لى، لأننى وزوجتى وأبنائى مهددين بالتشرد فى الشارع.
وقال خيرى المرسى محمود الخولى، وشهرته مصباح الخولى، أحد سكان العقار المائل: "كل واحد فينا كان يريد أن يخرج من المنزل، ولم نكن نعرف أن هناك قرار إزالة صادر له، ولم نستلم أى قرارات، ولم نذهب للقسم ولم نوقع على أى قرار، وأنا امتلك هذه الشقة من 8 سنوات، وأطالب بتوفير مسكن لى، هل ينفع أن أرمى أولادى السبعة فى الشارع، فأنا لدى 4 بنات و3 أولاد، البنات كلهم عرايس، وفى جامعات وكليات، والسكن الموجود فى نادى الناصرية، لا يناسبنى، هل يرضى أحد أن ينام فى الخيم، وذهبت ووجدت الخيم، القماشية، وبطانية، نحن نطالب بتوفير سكن بديل فى أسرع وقت.
وقرر الشعراوى، صرف 11 ألف جنيه لأسرة المتوفى والمصاب، و9 آلاف جنيه لكل أسرة من الأسر المتضررة بالعقار المنهار، وأسفر الحادث عن حالة وفاة واحدة لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات وثلاثة مصابين.
وكلف الشعراوى، رئيس حى شرق بتشكيل لجنة فنية برئاسة استشارى من كلية الهندسة جامعة المنصورة، للوقوف على أسباب انهيار العقار، مشيرًا إلى إسناد إزالة العقار لشركة المقاولون العرب بطريقة فنية حتى لا يحدث أية أضرار بالعقارات المجاورة، وضرورة إخلاء كل العقارات المجاورة الصادر لها قرارات إزالة والآيلة للسقوط حفاظا على أرواح المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة