أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

البحث عن موناليزا مصر

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الفيلم المهم «امرأة من ذهب» للمخرج البريطانى «سيمون كيراتس»، تسعى سيدة نمساوية يهودية للحصول على لوحة فنية، رسمها الفنان النمساوى الشهير «جوستاف كليمت» لعمتها، بعد أن سرقها النازيون من بيت أسرتها ثم تم الاحتفاظ بها فى أحد أكبر متاحف النمسا، وقد اجتهد مخرج الفيلم فى تصوير مدى معاناة اليهود أثناء حكم النازية ومدى الظلم الذى تعرضوا له، وقد نجح فى هذا نجاحا كبيرا، وبناء على هذا فاز المخرج بتعاطف كل من يرى هذا الفيلم مع قضية السيدة «ماريا ألتمان»، التى تريد استرجاع لوحة عمتها، لكنها تصطدم بأن النمسا كلها تتمسك بهذه اللوحة التى مكثت لأكثر من نصف القرن فى المتاحف النمساوية، حتى إن أحد النمساويين المتعاطفين مع «ماريا» قال لها: من المستحيل أن تسمح النمسا بإعادة هذه اللوحة إليك، لأنها مغروسة فى وجداننا منذ الصغر، فهى بالنسبة لنا «موناليزا» النمسا، فى إشارة منه إلى لوحة «الموناليزا» التى رسمها الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشى واحتفظ بها متحف اللوفر فى باريس.
 
حينما سمعت هذه الكلمة «موناليزا النمسا» سألت نفسى: ما هى اللوحة التى من الممكن أن نعتبرها «موناليزا مصر»؟ هل هى إحدى لوحات محمود سعيد، التى جسد فيها الكثير من الشخصيات المصرية، أم هى لأحد تماثيل مختار التى جسد فيها الفلاحات المصريات؟ أم أن مصر لا تملك «موناليزتها» الخاصة، فالرجل النمساوى الذى قال للسيدة «ماريا» هذه الكلمة ربط هذا الوصف ليس بجمال اللوحة فحسب، بل بتوغل هذه اللوحة فى وجدان النمساويين، فما هى اللوحة التى من المفترض أنها توغلت فى وجدان المصريين؟
 
للأسف إن بحثت عن هذه اللوحة لن تجدها، لماذا؟ لأن حركة النقد الفنى فى مصر غير فعالة على الإطلاق، ويتقاسم مسؤولية هذا الموات كل من النقاد والفنانين والمؤسسات الفنية على حد سواء، ولهذا لا نعرف فى غالبية الأوقات ما هو القيم وما هو الردىء فى الفن المصرى، وإذا أضفنا إلى هذا ظاهرة الاستسهال التى تنتاب غالبية فنانينا، سنجد أن الانحدار يشهد الآن أزهى عصوره، ولذلك فإنى أدعو وزارة الثقافة إلى عمل معرض فنى لاستعراض أهم اللوحات التى تجسد المرأة المصرية تحت عنوان «موناليزا مصر»، ليختار منها الجمهور والفنانون والنقاد اللوحة الأكثر تعبير عن هويتنا الوطنية، وأن يكون هذا المعرض مدخلا لربط وعى الجمهور بالفن التشكيلى المصرى الذى يحترم فى كل العالم ويحتقر فى مصر فحسب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة