بالصور.. مخابرات العالم تخترق قلب طهران.. تجسس المفاوضين النوويين الإيرانيين يشعل النار فى الرماد.. اعترافات الخبير المصرفى درى أصفهانى تكشف أسرار خيانات الاتفاق النووى الكبرى.. و3 جنسيات تحل لغز القضية

الإثنين، 09 أكتوبر 2017 04:30 ص
بالصور.. مخابرات العالم تخترق قلب طهران.. تجسس المفاوضين النوويين الإيرانيين يشعل النار فى الرماد.. اعترافات الخبير المصرفى درى أصفهانى تكشف أسرار خيانات الاتفاق النووى الكبرى.. و3 جنسيات تحل لغز القضية اختراق خطير فى الدولة الإيرانية
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ألقى خبر حكم حبس المفاوض النووى عبد الرسول درى أصفهانى الذى كان عضوا فى فريق الاتفاق النووى الإيرانى حجرا ثقيلا فى بحيرة مياه راكدة، مع مزاعم الإدارة الإيرانية بأنها جزيرة الأمن والاستقرار، لكن الوقائع الدامغة تميط اللثام عن اختراق عميق فى قلب طهران حتى أعلى المستويات بدءا من كوادرها ونخبتها ووصولا لقادتها فى مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد، وما خفى كان أعظم.

 

ليس المفاوض النووى الأخير

فقبل عدة أشهر ألقت السلطات الإيرانية القبض على المفاوض النووى عبد الرسول درى أصفهانى وحاكمته فى مايو الماضى ثم أصدرت محكمة الجنايات الاولى حكمها عليه، لكنها لم تؤكد الحكم الإ قبل أيام إذ أراد المحققون الانتهاء من تحليل اعترافات أصفهانى على عدد آخر من زملائه المفاوضين النوويين خاصة أن وسائل إعلام رسمية إيرانية أشارت إلى أن القضية تحمل فى طياتها أسماء متهمين آخرين.

عبد الرسول أصفهانى
عبد الرسول أصفهانى

 

وفقا لوكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، التى تعد إحدى ذراعى الحرس الثورى الإعلاميتين جنبا إلى جنب مع وكالة فارس، فإن أصفهانى قد حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ فى قضايا أمنية من طرف محكمة الثورة فى العاصمة طهران، بالسجن لخمس سنوات.

 

وقالت الوكالة، إن المحكمة حكمت على العضو السابق فى فريق المفاوضين الإيرانيين المشاركين فى المحادثات النووية مع القوى العالمية، عبد الرسول درى أصفهانى، والذى شغل منصب المسؤول عن الشؤون المصرفية خلال المفاوضات "بالسجن خمس سنوات بعد أن أيدت محكمة الاستئناف حكم إدانته".

 

المهم فى هذا السياق أن اعترافات أصفهانى شملت الإدلاء بتفاصيل لم تكشف عنها إيران حتى الآن حول اختراق أجهزة مخابرات دولية لعدد آخر من المفاوضين النوويين الذين شاركوا فى التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة نهار الرابع عشر من يوليو بالعام 2015.

 

وهنا إشارة إلى أن هناك عضوا آخر فى فريق التفاوض النووى ألقى القبض عليه فى وقت سابق من العام الماضى 2016، ولم يتم الكشف عن اسمه أو هويته حتى الآن.

 

أسماء جواسيس الاتفاق النووى

ليس هذا فحسب بل إن هناك ثلاثة آخرين من أعضاء فريق الاتفاق النووى توجه إليهم السلطات القضائية تهما بالتخابر وإفشاء معلومات حول نوايا إيران فى أثناء ماراثون المفاوضات النووية إلى جهات وأجهزة معلومات غربية، يرجح على نحو شبه مؤكد أن تكون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سى آى إيه.

جيسون رضائيان
جيسون رضائيان

 

هذا ليس تخمينا بل تحليل مبنى على معلومات أدلى بها كريمى قدوسى عضو لجنة الأمن القومى فى مجلس الشورى الإيرانى الإسلامى (البرلمان) وهو الذى كشف فى حديثه مع الصحفيين عددا من الاعترافات المدهشة لأصفهانى حول ما جرى خلف كواليس الاتفاق النووى.

 

قدوسى الذى غالبا ما يستمد معلوماته بشكل دقيق من منصبه النيابى داخل البرلمان وقربه من أجهزة المعلومات الإيرانية قال أيضا إنه إضافة إلى أصفهانى فإن هناك ثلاثة جواسيس آخرين هم "مشكور، ورمضاني، وسيروس ناصرى"، وقد كانوا يحضرون جلسات المفاوضات النووية الإيرانية، ثم يدلون بتفاصيل ما تفكر فيه إيران وأوراقها الاستراتيجية إلى مشغليهم فى أجهزة الأمن الأمريكية.

 

3 جنسيات للجاسوس النووى

اللافت فى قصة الجاسوس النووى عبد الرسول درى أصفهانى أنه يحمل جنسيتين أخريين غير الجنسية الإيرانية وهما الجنسية البريطانية والجنسية الكندية، وكان يظن على ما يبدو أن جوازات السفر الغربية تحصنه من المثول للمحاكمة، غير أن الأحداث أثبتت العكس من ذلك.

 

وتشير طريقة كشف الجاسوس النووى إلى واقعة غريبة إذ اعترف عليه، جيسون رضائيان، مراسل صحيفة "واشنطن بوست"، الذى اعتقل لأكثر من عامين فى طهران بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يطلق سراحه فى صفقة الإفراج السجناء الشهيرة بين الولايات المتحدة وإيران فى يناير بالعام 2016، أى بعد دخول الاتفاق النووى حيز التنفيذ وبعد توقيع الاتفاق بنحو 6 أشهر.

 

وشغل عبدالرسول درى أصفهانى منصب مسؤول فريق التفاوض الإيرانى بشأن الخدمات المصرفية والبنكية مع القوى الغربية خلال مفاوضات فيينا، وقد قام حينها ببيع معلومات اقتصادية لجهات أجنبية مقابل تلقيه مبلغ 7500 يورو شهريا، ويرجح على نحو دقيق أن تلك الأجهزة هى إم آى سكس البريطانى وسى آى إيه الأمريكى.

كريمى قدوسى
كريمى قدوسى

 

على كل حال يبدو أن الإدارات العليا فى طهران بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب أوراقها والبحث فى السبب النفسى الذى يجعل مفاوضين نوويين، من المؤكد أنهم ليسوا بحاجة إلى المال، يتجسسون لصالح أجهزة مخابرات دولية، ويبيعون معلومات سرية تخص أمن بلادهم إلى بلاد أخرى، هل لأنهم يؤمنون بعدم عدالة قضية برنامج بلادهم النووى؟ وهل لأنهم يرون أن طموحات إيران ومغامراتها تضر الأمن والسلم الدوليين؟ أم لأنهم لا يثقون فى قيادة البلاد بدءا من مؤسسة المرشد وانتهاء بالحرس الثورى؟

 

علامات استفهام مهمة تبحث عن إجابات مقنعة، وإذا كانت اجهزة إيران قد ألقت القبض على خمسة مفاوضين نوويين فقط فإن ما خفى كان أدهى وأعظم وأمر.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة