طيلة 27 عاما عاش المصريون على أمل الصعود لكأس العالم فى كرة القدم، لكن فى كل مرة كان الحلم يتحول كابوسا فى اللحظات الأخيرة، وعندما يلتقى المنتخب الوطنى مع الكونغو مساء اليوم فى استاد برج العرب، ضمنالجولة قبل الأخيرة من تصفيات مونديال (روسيا 2018)، تكون الأمنية الغائبة أقرب من أى وقت مضى، وفى ظل هذا التاريخ الطويل من المحاولات الكروية الفاشلة حققت مصر حلمها لكن فى خيال صناع السينما، وبالتحديد فيلم "العالمى" الذى عُرض تجاريا للمرة الأولى فى العام 2009، ولعب بطولته الفنان يوسف الشريف، فهل يتكرر هذا السيناريو على أرض الواقع اليوم؟
تدور قصة فيلم "العالمى" حول حياة لاعب كرة قدم من أصول بسيطة، إذ استطاع اللاعب "مالك" - يجسد شخصيته الفنان يوسف الشريف - الاحتراف فى أحد الأندية الأوروبية الكبرى، وبعد تطورات درامية أصيب فى حادثة سير، لكنه استطاع العودة للملاعب مجددا، وليس هذا فحسب، إنما قاد المنتخب الوطنى للصعود إلى كأس العالم تحت قياد الكابتن حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأسبق، الذى ظهر فى الفيلم بشخصيته الحقيقية وهو يقود الفريق فى مواجهة الجزائر.
https://www.youtube.com/watch?v=G0Rvla_x6Fo
ويُعتبر مشهد متابعة الأب - جسد شخصيته الفنان القدير صلاح عبد الله - لمباراة مهمة ضمن التصفيات الأفريقية، يخسر فيها المنتخب الوطنى ويضيع معها حلم الصعود للمونديال، وبجواره نجله الذى يهون على والده مرارة الهزيمة ويهدئ من انفعاله قائلا: "أنا اللى هخلى مصر تصعد كأس العالم"، من المشاهد الرئيسية فى هذا الفيلم، وربما يُعد "ماستر سين" الفيلم، نظرًا لقوة تأثيره، خاصة أنه مشهد واقعى تكرر كثيرًا فى البيوت المصرية على مدار سنوات طويلة، لكنه لم يحدث فى الواقع حتى الآن، وظلت الجماهير المصرية أسيرة هدف مجدى عبد الغنى الشهير فى مونديال 90 بإيطاليا.
يوسف الشريف والمنتج والسيناريست محمد حفظى
اليوم تبدو كل الظروف مهيأة لتكرار سيناريو الفيلم فى الواقع، فالشوارع تزينت بأعلام مصر، وملايين المصريين يعبرون عن آمالهم ويكررون دعواتهم عبر "السوشيال ميديا"، والجميع ينتظرون أن تكون الليلة هى الفرحة المنتظرة بعد غياب، والعالمى محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى موجود أيضًا على أرض الميدان، تتعلق الآمال بقدميه وأهدافه الفاصلة فى اللحظات المهمة، خاصة أن قصة نجاحه فى أكبر الأندية الأوروبية نموذج ملهم للشباب المصرى، والتزامه مع المنتخب الوطنى وإحرازه لأغلب أهداف الفراعنة فى التصفيات الحالية زادت من الضغوط الملقاة على عاتقه.
ليس محمد صلاح وحده من يتحمل المسؤولية أمام المصريين، بل كل لاعبى المنتخب الوطنى من أكبر لاعب، الحارس المخضرم عصام الحضرى، إلى أصغر لاعب رمضان صبحى جناح ستوك سيتى الإنجليزى، كلهم أخبروا أهاليهم فى أيام مضت أنهم قادرون على تحقيق حلم المصريين الغائب، مثلما فعل الطفل الصغير فى فيلم "العالمى"، لكن السؤال من سيكون فيهم البطل فى الواقع اليوم؟ ومن سيسجل اسمه فى أرفع مكان بذاكرة الرياضة المصرية وفى قلوب المصريين؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة