"اليوم السابع" يخترق عالم الإدمان بين الشباب.."س. محمد": بدأت رحلتى مع "الكيف" فى 6 ابتدائى وشربت حشيش داخل حمامات المدرسة.. والمخدرات تباع "تيك أواى" أسهل من الطعام.. والتضامن: الدراما تروج للمخدرات

الأحد، 08 أكتوبر 2017 08:09 ص
"اليوم السابع" يخترق عالم الإدمان بين الشباب.."س. محمد": بدأت رحلتى مع "الكيف" فى 6 ابتدائى وشربت حشيش داخل حمامات المدرسة.. والمخدرات تباع "تيك أواى" أسهل من الطعام.. والتضامن: الدراما تروج للمخدرات "اليوم السابع" يخترق عالم الإدمان بين الشباب والفتيات
كتب - مدحت وهبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-     40 ألف حالة تم علاجها خلال 8 أشهر من خلال 20 مستشفى متخصصًا

-     «غادة والى»: توفير مشروعات صغيرة للمتعافين بعد علاجهم بالمجان وفى سرية تامة

-     إحدى المتعافين: تغيرت حياتى بعد رحلة العلاج».. وكريم: نجاح الحكومة فى علاجى وإعادة اندماجى فى المجتمع مرة أخرى إنجاز كبير

نظرات عيونهم تعبر عن ندم شديد على السنوات، التى ضاعت من عمرهم، بسبب تعاطى المواد المخدرة، حيث اكتشفوا أن المخدرات وهم كبير، وأن ما يردده البعض بأنها منشطات غير صحيحة ومخالف للحقيقة، وأنها كانت سببا فى ضياع أحلى سنوات عمرهم، بمجرد أن تنظر  إلى وجوههم تجد شبابا وفتيات لديهم إصرار على العمل ومواصلة النجاح، بعد اجتيازهم برنامج العلاج من تعاطى المواد المخدرة، فمنهم من لجأ لسرقة الأموال من أسرته من أجل شراء المخدرات، ومنهم من باع متعلقات الأسرة وآخر استبدل نفقات دروسه فى مراحل التعليم بشراء الحبوب المخدرة، وأخرى قامت ببيع كل ممتلكاتها من أجل الحصول على حقن الهيروين، حتى لجأوا إلى الخط الساخن «16023» لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، التابع لوزيرة التضامن الاجتماعى لعلاجهم بالمجان وفى سرية تامة.

 
المدهش فى الأمر أن غالبية المتعافين من تعاطى المخدرات أكدوا أن المواد المخدرة تنتشر فى الكثير من المناطق وأن الحصول عليها أسهل من الحصول على السلع الغذائية، قائلين: «المخدرات بتوصلنا تيك أوى بالتليفون «وأنهم كانوا يتعاطون المواد المخدرة» الحشيش والترامادول والهيروين»خلال مراحل التعليم المختلفة، بداية من المرحلة الابتدائية وحتى مرحلة الجامعة، حيث يتم التعاطى داخل حمامات المدارس وكافتيريات الجامعات، وبعض أماكن البؤر التى يوجد فيها التجار، منها أماكن قريبة من منطقة المقطم دون وجود أى رقابة أو مسؤولية من جانب القائمين على هذه المدارس والجامعات، وكذلك دون رعاية حتى من أسرهم، مطالبين بتشديد الرقابة لمنع انتشار تجار المخدرات وحماية الشباب والفتيات من الوقوع فى براثين الإدمان.
 
 
«اليوم السابع» اخترقت عالم تعاطى المواد المخدرة، والتقت العديد من الفتيات والشباب المتعافين من تعاطى المخدرات، وبالرغم من رفض المتعافين الحديث عن تجربتهم فى تعاطى الإدمان لعدم كشف هويتهم، خاصة الفتيات، حيث إن علاجهم تم فى سرية تامة من خلال الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، التابع لوزيرة التضامن الاجتماعى، إلا أننا أكدنا لهم حرصنا على عدم كشف هويتهم ولا نشر صورهم والاكتفاء بنشر أول حروف فقط من أسمائهم، جعلهم يتحدثون عن رحلتهم خلال رحلة التعاطى حتى إلى لجوئهم إلى صندوق مكافحة الإدمان لتلقى العلاج واجتيازهم البرنامج ودمجهم فى المجتمع مره أخرى، سواء بالعمل أو استكمال دراستهم أو عمل مشروع صغير لهم من خلال المبادرة، التى أطلقتها غادة والى وزيرة التضامن، ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى: «بداية جديدة» بالتعاون مع بنك ناصر لتوفير قروض للمتعافين لعمل مشروعات صغيرة لهم.
غادة والى تصوير حسين طلال
غادة والى
 
«اليوم السابع» قامت أيضا بجولة داخل أروقة الخط الساخن«16023» لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، برئاسة غادة والى، وزيرة التضامن، لرصد كيفية تلقى المكالمات التليفونية من المتعاطين للمخدرات حتى علاجهم، حيث يوجد بالخط الساخن فريق متخصص لاستقبال المكالمات الواردة من المتعاطين للمخدرات، أو من أسرهم أو مكالمات المشورة، وذلك على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع بدون توقف، ويقوم الفريق بتسجيل بيانات الراغبين فى تلقى العلاج، حيث تتنوع الخدمات، التى يقدمها الصندوق بين توفير المشورة العلاجية ومتابعة الحالات الخاضعة للعلاج بالمجان وسرية تامة، إضافة إلى توفير المشورة للأسر حول آليات الاكتشاف المبكر وكيفية التعامل مع الحالات المرضية، وكذلك تقديم العلاج الدعم النفسى وبرامج إعادة التأهيل وبرامج الوقاية من الانتكاسة، ويتم تحويل المرضى إلى المستشفيات المتخصصة سواء المستشفيات، التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية، أو المستشفيات الجامعية المتخصصة أو المستشفيات التابعة للقوات المسلحة، ويتم تحويل المريض إلى أقرب مستشفى له وفقًا لحالته لعلاجه بالمجان وفى سرية تامة.
 
 
«لم أكن أتخيل تعاطى المخدرات وأنا طفلة فى سادسة ابتدائى»، بهذه الكلمات تحدثت «س، محمد» من منطقة الشروق وطالبة بكلية التربية الفنية، إحدى الفتيات المتعافين من تعاطى المخدرات عن رحلة معاناتها خلال الإدمان وتعاطيها المواد المخدرة بداية من المرحلة الابتدائية، حيث بدأت بشرب السجائر لتقليد أحد أقاربها ثم سرقة بغض زجاجات الكحوليات لتشربها، رغم أنها لا تعلم أن بداخلها خمرة، ولكنها كانت تعرف أن بداخلها شيئا وتريد خوض تجربة الشرب، مثلما يفعل أقاربها حتى دخولها مرحلة الإعدادية وتعرفها على أصدقاء فى المدرسة يتعاطون مخدر الحشيش، وقامت هى الأخرى بتعاطى المخدر ظننا منها أنها ستشعر بالسعادة، مثلما يردد بعض أصدقائها المتعاطون للمخدرات بجانب شرب الكحوليات، لافتة إلى أن رحلة التعاطى تطورت حتى وصل الأمر إلى أنها كانت تتعاطى مخدر الحشيش مع زملائها داخل حمامات المدرسة بجانب تعاطى حبوب الترامادول والكحوليات «الخمرة»..
 
«س، محمد» عادت لتؤكد أنها خلال فترة تعاطى المخدرات، التى ظلت منذ أن كانت طفلة فى مرحلة الابتدائى حتى بلوغها 19 عاما، كانت لا تشعر بأن المخدرات وهم وستجعلها سعيدة، لافتة إلى أنها كانت تتعاطى بعيدا عن أفراد الأسرة حتى قامت بسرقة خاتم ذهب من شقيقتها وبيعه لشراء المواد المخدرة وبعد ضيق الحال هربت من المنزل لمدة أربعة أيام وبعد العودة لأسرتها اعترفت لهم بتعاطيها المخدرات وهى فى عمر 19 عاما، مما جعلهم يذهبون إلى الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، لبدء لرحلة العلاج وإجراء التحاليل فى فرع الخط بمستشفى العباسية للصحة النفسية وتعافيها من الإدمان مع توفير برامج التأهيل النفسى للاندماج فى المجتمع مرة أخرى والعودة لاستكمال دراستها الجامعية بكلية التربية الفنية قائلا: «المخدرات وهم كبير وتباع تيك أوى واللى عايز يتعالج يروح الخط الساخن لصندوق الإدمان».
جانب من عمل الخط الساخن لصندوق الإدمان
جانب من عمل الخط الساخن لصندوق الإدمان
 
 
 
نفس السيناريو تكرر مع «ن، طه» من القاهرة خريجة بكالوريوس تجارة، حيث أكدت أن رحلة تعاطى المخدرات بدأت بالسجائر بمعدل 4 سجاير وهى فى رابعة ابتدائى، خاصة أن والدها ظل يغرس لديها بأنها كبيرة أشقائها، وأنها ستكون راجل البيت من بعده، لافتة إلى أنها كنت تشرب السجائر بعد خروج والدها ووالدتها من المنزل للعمل حتى مرحلة الثانوية، التى بدأت خلالها بتعاطى مخدر «الحشيش» مع زميلاتها من الفتيات، حيث كانوا يحصلون على المخدرات من خلال مكالمة تليفون ويأتى مندوب اليهم قائلة: «الحشيش والهيروين كان بيجيلنا بالتليفون وبأى كمية»، وأنها كانت تكذب على أسرتها للحصول على مبالغ مالية كبيرة بحجة شراء مذكرات للمذاكرة وسداد قيمة الدروس الخصوصية فى حين أنها كانت تحصل على الأموال لشراء المواد المخدرة منها الحشيش والترامادول والكحوليات حتى تعاطى مخدر الهيروين، بجانب عملها فى السياحة بعد دخولها الجامعة، مما جعلها تستطيع توفير الأموال لشراء الهيروين بكميات وصلت فى بعض الأوقات إلى 250 جراما، لافتا إلى أنها كانت تتعاطى المواد المخدرة داخل كافيتريات الجامعة حتى تعرضت لحادثة خلال استقلالها السيارة مع زملائها المدمنين، وبعدها أخبرت والدها بأنها تتعاطى مخدر الهيروين والحشيش وتريد العلاج، ولكنها لا تستطيع، حيث قام والدها بسؤال أحد أصدقائه وأخبره بالخط الساخن لعلاج الإدمان، وبدأت رحلة العلاج والتعافى من المخدرات والعودة إلى عملها والاندماج فى المجتمع مره أخرى، مطالبة الشباب بعدم الانسياق وراء الشائعات المغلوطة حول تعاطى المخدرات، وأن الإدمان وهم يدمر الصحة.
 
«امل.ر» خريجة دبلوم تجارة وإحدى المتعافين من تعاطى المخدرات وتعمل كوافيرة، لافتة إلى أنها بدأت فى تعاطى الحبوب المخدرة عن طرق إحدى زميلاتها ثم شراء الحبوب من الصيدليات، حتى تطور الأمر لتعاطيها مخدر الحشيش والهيروين وبالرغم من محاولة أهلها منعها من الخروج خارج المنزل لعدم تعاطيها المخدرات، إلا أنها قفزت من الدور الثانى للذهاب إلى أحد التجار لشراء مخدر الحشيش وتعرضت لكسر فى رجلها، لافتا إلى أنها ظلت تتعاطى المواد المخدرة لمدة 10 سنوات حتى لجأت للخط الساخن وعلاجها بالمجان وفى سرية تامة قائلة: «عايزة أقول للفتيات المخدرات تدمر كل شىء صحة والحكومة بتعمل حاجات كويسة فى علاج المدمنين بأسلوب علمى وناجح».
علاج ادمان المخدرات
علاج ادمان المخدرات
 
 
تعاطى المخدرات لم يفرق بين فتاة أو شاب أو طفل «كريم محمد»  من القاهرة أحد المتعافين من تعاطى المخدرات طالب بيزنس إنجلش بأكاديمة القاهرة، أنه بدأ تعاطى المخدرات بشرب السجائر وهو فى عمر 7 سنوات بعد وفاة والده، حيث إن سرته مكونة من 3 أولاد حتى قام بشرب الكحوليات وتعاطى مخدر الحشيش من خلال أحد أقاربه حتى تطور الأمر إلى تعطى مخدر الأفيون وأن أول تعاطيه لمخدر الحشيش كان عمره لا يتجاوز 9 سنوات وبعدها بعام تعاطى مخدر الهيروين، وأنه بدأ يلجأ لسرقة أسرته واللجوء لأقاربه للحصول على أموال لشراء المخدرات بجانب ظهور سلوكيات اندفاعية له بسبب تعاطى مخدر الحشيش حتى اتخاذ قراره بالعلاج لفرع الخط الساخن لصندوق الإدمان بمستشفى الدمرداش، ثم مستشفى المطار حتى تعافى من تعاطى المخدرات موجها لرسالة للشباب قائلا: «المخدرات وهم كبير وكنت فاكر إنى مش أقدر أضحك وأنبسط بدون المخدرات، ولقيت أن الضحك والفرحة الأساسية بتكون بعيدة عن المخدرات، وكنت فاكر إن فيه مواد منشطة، واكتشفت أن الإدمان تدمير للصحة، وأن الخط الساخن غير حياتى وهو وسيلة للى عايز يبطل.
 
من جانبها أكدت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، أنه يتم تنفيذ الخطة القومية لمكافحة تعاطى المخدرات بمشاركة العديد من الوزارات والمؤسسات المعنية، وأن الخط الساخن للصندوق «16023» تلقى اتصالات المرضى وأسرهم بهدف تقديم خدمة العلاج والمشورة بالمجان، وفى سرية تامة، كما أنه يتلقى البلاغات عن أماكن الاتجار وتعاطى المخدرات، وكذلك الإبلاغ عن المراكز الوهمية غير المرخصة لعلاج مرضى الإدمان، ويتم إبلاغ الجهات المعنية للتفتيش على هذه الأماكن، وضبط المخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، إضافة إلى تلقى بلاغات الأسر حول اشتباههم فى تعاطى سائقى المدارس للمخدرات، ويتم التعامل معهم، كما يتم توفير قروض لمتعافين الخط الساخن لإنشاء مشروعات صغيرة لهم من خلال مبادرة «بداية جديدة»، بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعى. 
الزميل مدحت وهبه مع احد المتعافين من تعاطى المخدرات
الزميل مدحت وهبه مع احد المتعافين من تعاطى المخدرات
 
 
وأضافت «غادة والى أن الخط الساخن استقبل خلال الثمانية أشهر الأولى لعام 2017 عدد 40 الف و790 مكالمة هاتفية ما بين مكالمات لطلب العلاج ومكالمات للمتابعة وأخرى للمشورة وأن محافظة القاهرة جاءت فى المرتبة الأولى، حيث بلغت نسبتها 28% يليها محافظة الجيزة بنسبة 13,8%، لافتة إلى تشغيل فرعين جديدين للخط الساخن «لعلاج مرضى الإدمان بكل من مستشفى العزازى بمحافظة الشرقية ومستشفى شبرا قاص بمحافظة الغربية لاستيعاب العدد الكبير من طلبات العلاج الواردة للخط الساخن، حيث تعتبر هذه الخطوة وسيلة لتحقيق اللامركزية فى تقديم خدمات العلاج من الإدمان بالمحافظات المختلفة، ليصل عدد المستشفيات والمراكز المتعاون معها الخط الساخن إلى 20 مستشفى ومركزا علاجيا تقدم خدمات العلاج بالمجان وفى سرية تامة.
 
وأوضحت «والى» أنه توفير فرص تدريب مهنى لشباب المتعافين، من تعاطى المخدرات، وذلك بالتنسيق مع مجلس التدريب الصناعى التابع لوزارة الصناعة، حيث سيتم تأهيل وتدريب المتعافين من مرض الإدمان عبر برنامج تدريب مهنى على الحرف والمهارات المهنية والصناعية، التى يحتاجها السوق المصرى، حيث يتم تنفيذ برامج تدريبية بهدف تعزيز المهارات المهنية للمتعافين من مرض الإدمان وتأهيلهم كعمالة فنية للعمل بالمصانع عبر برنامج توظيفى يتيح لهم فرصا تشغيلية، أو مساعدتهم للبدء فى مشروعاتهم الخاصة عبر توفير المساعدات الفنية والمادية لهم.
المتعافين من الادمان خلال تدريهم على صيانة الاجهزة
المتعافين من الادمان خلال تدريهم على صيانة الاجهزة
 
 
من جانبه أكد عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، أن الدراما تلعب دورًا رئيسيًا فى الترويج للمخدرات بين الشباب، لافتا إلى ارتفاع نسبة مشاهد التدخين الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان 2017 من 8,9٪ العام الماضى إلى 13٪ هذا العام، وكذلك ارتفعت نسبة مشاهد تعاطى المخدرات من 3٪ العام الماضى إلى 3,7٪ هذا العام، مع ملاحظة احتواء جميع الأعمال على مشاهد للتدخين وتعاطى المخدرات، وكذلك كثافة عرض مشاهد تعاطى الكحوليات، بالإضافة إلى منتجات لشركات التبغ فى الأعمال الدرامية من خلال الإعلان غير المباشر لعلامات تجارية لشركات تبغ بعينها، فى الوقت الذى خلتفيه الأعمال الدرامية من حالات التدخين والتعاطى بين الأطفال، بالإضافة إلى وجود تصنيف عمرى للأعمال الدرامية.
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة