"الأسطى منال" سائق سيارة ربع نقل يستقلها عمال المزارع بصحراء بنى سويف.. وتؤكد: الستات بيحسدونى على شغلى ونفسى أستخرج رخصة قيادة وأقابل الرئيس السيسى وأقوله إن الست المصرية بـ100 راجل وإحنا معاك ع الحلوة والمرة

السبت، 07 أكتوبر 2017 12:52 م

"الأسطى منال" مع محرر اليوم السابع

بنى سويف - هانى فتحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

والدى توفى وعمرى 6 أشهر وشقيقتى ربتنى ورفضت الزواج لأثبت ذاتى فى العمل
أهالى القرية وأقاربى "بيشجعونى" على العمل ولم يعترض أحدا على قيادتى السيارة
أعمل مقاول أنفار وأنقل العمال يومياً بعد صلاة الفجر وأى مشاوير لأهالى قرية الحيبة
قابلت مدير الأمن بالطريق وأوصلته لنقطة الشرطة بالقرية

"الأسطى منال" نموذج جديد للمرأة المصرية التى لا تعرف المستحيل ولا تقف أمامها أى عقبات من أجل الحصول على لقمة عيش بالحلال.. الجبل والصعيد كلاهما له قوته وسطوته فى وضع المرأة وتحركها بالمجتمع، ولكن الأمر مع "منال" الوضع أصبح مختلفاً فقد إستمدت من الجبل قوته لتستكمل حياتها بالكفاح والشقاء دون أن تكل أو تمل لتعمل سائقة لسيارة ربع نقل فى المزارع بصحراء مركز الفشن بمحافظة بنى سويف.

الزميل هانى فتحى مع الاسطى منال

إسمها بالكامل كما هو مدون فى تحقيق شخصيتها منال أحمد صالح .. ولكنها معروفة بين هذا المجتمع ذا الجغرافيا القاسية والظروف الصعبة بالأسطى منال وهو اللقب المحبب لها .. برنامج يومها يبدأ كل يوم مع دقات الرابعة فجراً .. تؤدى الصلاة ثم تذهب إلى مسجد بقرية الحيبة لتقل 20 عاملاً بينهم سيدة واحدة إلى المزارع يسعون على رزقهم ورزق أولادهم .

اليوم السابع إلتقت الأسطى منال بعد عودتها من يوم عمل شاق لتتعرف على طبيعة حياتها ..جلست بجوار سيارتها الربع نقل ولم تطفئ كاسيت السيارة الذى تنبعث منه تواشيح وأشعار ابن الفارض بصوت ياسين التهامى..تقول منال أنها تربت يتيمة فقد توفى والدها وعمرها لم يتجاوز 6 أشهر و ولم تذهب الى المدارس وقامت شقيقتى بتربيتى .. وعندما شب عودى إشتغلت فى الحقول بحصاد القمح وجمع القطن و"حش البرسيم" وإستمر ذلك حتى وصل عمرى إلى 20 عاماً .. بعدها بدأت أفكر فى تربية الماشية خاصة وأن والدتى توفيت أيضاً وأصبحت يتيمة الام والاب.

رحلة داخل السيارة مع منال

إستكملت منال حديثها لليوم السابع وهى تقود السيارة ..قالت :لدى شقيقان كانا يعملان فى الخارج وشقيقتى الكبرى وأنا أصغرهم جميعاً.. رفضت الزواج كثيراً وفضلت أن اعمل وأثبت ذاتى من خلال العمل مهما كان شاقاً.. وعن كيفية إمتهانها القيادة قالت "منال" : الموضوع بدأ بعدما إشتري شقيقى سيارة ربع نقل وأعطاها لحد السائقين .. وفى ذات مرة كنت استقل معه السيارة نتحاسب على مصاريفها فإختلفنا ففوجئت به يتركنى فى السيارة ويمشى وكنت على بعد 5 كيلومترات من المنزل.

ذهول الأهالى مع قدوم منال وهى تقود السيارة

وأضافت "كنت بشوف السواق بيسوق إزاى ، وكنت بحب القيادة جداً ، شغلت العربية ومشيت بالراحة لحد ما وصلت القرية ، الناس كانت مذهولة الجميع كان يصفق لى ، لم يتهكم عليا أحد من أهالى القرية بالحديث أو الاستهزاء".

الزميل هانى فتحى مع الاسطى منال

وتقول الأسطى منال ، أنها منذ لحظة قيادتها للسيارة بدأت التفكير جيداً فى القيادة وتولى مهام السيارة ، مشيره إلى أنها أخذت شغل مقاولات فى المزارع حيث كانت تجمع العمال وتذهب بهم كل صباح بالسيارة إلى المزارع لتشرف على العمل وتعيدهم إلى القرية مرة أخرى .

الجميع رحب بفكرة منال

وأكدت "الأسطى منال" أن أشقائها وأقاربها لم يرفضوا فكرة قيادتها للسيارة والعمل عليها كذلك أهالى القرية ساعدوها وقاموا بتشجيعها، بالإضافة إلى أن السيدات من الأهالى كانوا يحسدونها على مهنتها الجديدة على المجتمع الصعيدى النسائى.

تواصل السيدة الحديث لـ"اليوم السابع" وهى تقود سياراتها عبر طرق جبلية وعرة بها ارتفاعات ومنحدرات ، قائلة " تعرضت للكثير من المواقف أثناء قيادتى للسيارة فكثيراً ما يستوقفنى الضباط فى الأكمنة الموجودة على الطريق الصحراوى ، ويتعجبون ويتعاطفون معى ويتركونى لمواصلة الرحلة رغم عدم وجود رخصة قيادة معى بعدما استخرج لهم رخصة السيارة".

قصة منال مع مدير الأمن

وفى إحدى المرات كان يسير مدير الأمن واستوقفنى للسؤال على نقطة شرطة الحيبة عندما وجدنى سيدة لم يسألنى على الرخصة وتقدمت الموكب لتوصيلهم لنقطة الشرطة".

الاسطى منال امهر سائق فى بنى سويف

وتقول الأسطى منال أنها تعبر بسيارتها الربع نقل عبر المعديات النيلية إلى الجانب الغربى من النيل ، وتقوم بتوصيل من يحتاج للذهاب للمستشفى ، وكذلك تعمل فى فترة المساء فى مشاوير توصيل طلبات وأثاث ونقل أثاث العروسين وزفة العروسة .

منال تحلم برخصة قيادة ومقابلة الرئيس السيسى

وتتابع الأسطى منال " لا احتاج إلى أى شيء سوى أن تساعدنى وزارة الداخلية فى استخراج رخصة قيادة بعد أن تقوم باختبارى بالإضافة إلى بناء منزل خاص بى ونفسى أقابل الرئيس السيسى وأقوله إن الست المصرية بـ100 راجل ومعاك على الحلوة والمرة ، اعمل فى تلك المهنة لان الله جعلنى سبب فى فتح أرزاق ومنازل 20 عامل يعملون معى كل صباح فى المزارع .