أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

متى يتحرك الجيش ؟

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالها محمد نجيب للملك فاروق وهو يودعه على يخت المحروسة: "لقد وقفنا بجوارك عندما حاصر الإنجليز القصر سنة 1942، لأن الشعب كان يرفض ذلك، والآن نطالبك النزول عن العرش لأن الشعب يريد ذلك" واستجاب الملك ونال التحية العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة احتراماً لملك مصر، حتى أثناء إقصائه عن الحكم، فالعقيدة الراسخة للجيش المصرى هى تعظيم مفهوم الوطنية، متمثلة فى الاستجابة لإرادة الشعب، وعبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى بقوله " لما الشعب يأمر "، فأصبحت إرادة الشعب هى المحرك على اتخاذ القرارات.
 
واستجاب الجيش لإرادة الشعب فى ثورة 23 يوليو، بعد أن استفحل الفساد وسادت المحسوبية، فجاء الجيش ليحدث تغييراً سياسياً واجتماعياً غير مسبوق، وصعد إلى السطح أبناء الطبقة المطحونة، العمال والفلاحون والموظفون، وحققت مجانية التعليم عدالة اجتماعية ، وإحلالاً مستحقاً لأبناء الطبقة الجديرة بتولى المناصب وإحداث التغيير.
 
لم تنكسر إرادة الشعب بعد هزيمة 5 يونيو، لأن الجيش الذى انتكس فى حرب غير عادلة، قرر إزالة آثار العدوان، وإعادة بناء القوات المسلحة، ليرفع عن كاهل الشعب المذلة والهوان ، ودخل الجيش سباق مع الزمن لتهيئة البلاد للحرب ، ووقف الشعب صفاً واحداً وراء جيشه، متحملاً كل الأعباء والتضحيات، لاستعادة الأرض والكبرياء والكرامة.
 
ومن أحشاء الهزيمة بدأت بوادر النصر، وأدركت إسرائيل أن بقاءها فى سيناء مستحيل، وذاقت ويلات حرب الاستنزاف، التى مهدت الطريق للنصر العظيم، وعندما قبلت مصر وقف إطلاق النار، لم تبتلع طعم السلام الزائف، لإيمانها بأن الثمن يجب أن يكون انتصاراً يجبر العدو على قبول تسوية، لا تفريط فيها ولا مساومة ولا تنازل عن شبر واحد، فالسلام ليس منحة ولا عطية من إسرائيل، وإنما بفرض إرادة النصر على موائد التفاوض.
 
الوطنية المصرية كانت المحرض والمحرك فى كل الأحداث أعقبت النصر، فالسلام لم تحتكره مصر وحدها، وإنما دعت شركاء الحرب، لقطف ثمار النصر، وعندما تأكدت أن هناك من يعرقل إرادتها ويزايد على مواقفها، وضعت جميع الأطراف العربية أمام مسئوليتها التاريخية، وتركت لهم الخيار، إما طرق الحديد ساخناً واقتناص الفرص، أو الجلوس فى سرادقات الشعارات، انتظاراً لسلام لن يتحقق، وصدقت رؤيتها فما أضاعوه بالتعنت والمراوغة، لم يعد فى استطاعتهم أن يحصلوا على جزء منه.
 
ووقف جيش مصر حارساً أميناً على مكونات الدولة وحمايتها من التفكك والانهيار، وعندما أراد الإخوان أن يمسحوا الوطنية ويطمسوا الهوية، خرج لهم نفس الأبطال الذين استعادوا سيناء، ودخل الجيش والشعب معركة استرداد مصر.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة