ساعة الصفر مش بس سلاح وجنود.. كيف تحكم المد والجذر بقناة السويس فى لحظة العبور؟.. معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية يجيب: قدمنا حسابات علمية لعدم إعاقة القوارب المطاطية.. وتجنب إعاقة الجنود بأشعة الشمس

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 11:35 ص
ساعة الصفر مش بس سلاح وجنود.. كيف تحكم المد والجذر بقناة السويس فى لحظة العبور؟.. معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية يجيب: قدمنا حسابات علمية لعدم إعاقة القوارب المطاطية.. وتجنب إعاقة الجنود بأشعة الشمس ساعة الصفر مش بس سلاح وجنود
كتب: مدحت عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبقى ذكرى حرب السادس من أكتوبر حاضرة فى الأذهان تعكس عبقرية التخطيط والإدارة والتنفيذ، وكما ساهمت حرب السادس من أكتوبر فى تقديم دروس عسكرية فى فنون الحرب، مازال نصر أكتوبر يقدم دروسا فى كيفية الاستعداد للحرب على الرغم من مرور 44 عاما عليها، ومن بين هذه الدروس كيفية الإعداد لساعة الصفر لبدء الهجوم وعبور قناة السويس.

 

ويذكر التاريخ خطة الخداع الاستراتيجى التى اتبعتها مصر فى حرب النصر لتضليل الجبهة الإسرائيلية، من بينها تعمد إظهار حالة التراخى بين صفوف الجنود، ولكن تحديد ساعة الصفر، التى كانت فى الثانية ظهرا سبقها استعداد علمى بجانب الاستعداد الحربى بين صفوف الجنود، حيث أراد الجيش فى ذلك الوقت دراسة اتجاهات الشمس فى ذلك اليوم وحركة المد والجزر فى القناة السويس لمعرفة الوقت المناسب للعبور بحسابات علمية لا تترك مجالا للصدفة.

 

وعن هذا الدور يقول الدكتور محمد غريب أحمد استاذ متفرغ بقسم بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المركز لعب دورا علميا فى حرب أكتوبر، عندما طلب منه تحديد اتجاهات الشمس فى وقت العبور، وكذلك دراسة حركة المد والجزر فى قناة السويس، وهو ما يعكس كيف كانت قيادة الحرب حريصة على اتباع الاسلوب العلمى فى تحديد ساعة الصفر.

 

ويوضح الدكتور محمد غريب، أسباب اعتماد الجيش على المعهد القومى لدراسة اتجاهات الشمس وحركة المد والجذر وتأثيرهما على قرار العبور، حيث أن حركة المد والجذر من الممكن أن تؤثر بشكل سلبى على حركة القوارب المطاطية التى استخدمها الجنود فى عبور القناة، وتعوق توجيهها فى الاتجاه المطلوب، كما أن اتجاه الشمس عنصر قد يعوق حركة الجنود فى حالة تعامد الشمس على وجههم عند عبور القناة.

 

التفسير السابق لأسباب اختيار ساعة الصفر فى نصر أكتوبر، يضاف إلى أسباب عبقرية اختيار هذا التوقيت لتحقيق كافة عناصر النجاح، من بينها أن يوم 6 أكتوبر يوافق عيد الغفران عند الإسرائيليين، وهو ما يجعل الفرصة مهيأة لتحقيق أكبر نسبة نجاح للضربة العسكرية لأهداف فى حالة من الغفلة، سبقها خطة خداع استراتيجى محكمة بدءا من الرئيس السادات، الذى أجرى جولة فى المملكة العربية السعودية وسوريا، ومطالبة الدبلوماسيين المصريين فى المحافل الدولية الحديث عن الرغبة فى تحقيق السلام، وحتى على مستوى الجنود فى الجبهة الأمامية للحرب.

 

وتعكس خطة ساعة الصفر، براعة التخطيط التى كانت تجسد لمبدأ مازالت تعيش عليه العسكرية المصرية حتى الآن، وهو عدم ترك أى مجال للخطأ حتى ولو كان بهامش بسيط، فحركة المد والجذر بقناة السويس من الممكن أن يترتب عليها اختلاف حسابات القيادة العسكرية المحددة لزمن العبور إذا ما كانت غير مواتية، كما أن تقدير مثل هذه العوامل المناخية لا يمكن أن تعتمد على قرار فردى صرف دون اللجوء إلى حسابات علمية تقضى على هامش الحظ عند العبور خاصة فى اللحظات الحاسمة التى يتوقف عليها نجاح العبور أو الفشل فيه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة