أعلنت شركة الصرف الصحى بالإسكندرية اختفاء ظاهرة انبعاث الروائح الكريهة من مدخل محافظة الإسكندرية الصحراوى، والتى كانت تثير استياء الوافدين إليها أو المغادرين منها،والسبب فى إعادة تشغيل موقع (9 ن) وهو مدفن صحى أنشئ خصيصا لنقل المخلفات الصلبة الآدمية من الصرف الصحى والذى كان متوقفا منذ 2013.
.jpg)
موقع 9 ن
وقامت شركة صرف صحى الإسكندرية فى 20 مايو 2017 بإعادة تشغيل موقع 9 ن بمنطقة العامرية بتحرك سبع سيارات عملاقة مجهزة خصيصا لعملية نقل الحمأة (المخلفات الآدمية الصلبة)، مما ساهم فى رفع كفاءة محطات الرفع واختفاء ظاهرة انبعاث الروائح الكريهة.
الموقع على جوجل
و كان لإغلاق الموقع عقب اعتراض بعض الأهالى فى 2013 الآثار السلبية، حيث ترتب على هذا الغلق كثيرا من المشاكل بتراكم الحمأة والرمال والمخلفات داخل محطات الصرف الصحى داخل المحافظة، وحدوث كثير من الهبوطات بشوارع الإسكندرية وكذلك ترسيبات داخل شبكات الصرف وخطوط الطرد بعموم المحافظة.
تغطية سيارات النقل
من جانبه قال اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": أن موقع (9ن) أنشئ خصيصا لاستقبال جميع المخلفات الناتجة من معالجة مياه الصرف الصحى بمدينة الإسكندرية، والتى تنتج من محطات المعالجة ومحطات الرفع بالمدينة، وكذلك مخلفات تطهير شبكات الصرف الصحى وهذه المخلفات هى (الحمأة – رواسب الرمال – مخلفات المصافى – الخبث) وتبلغ الكمية اليومية لهذه المخلفات حوالـى 600 طـن / يوم، بالإضافة إلى المخلفات الصناعية الصلبة والسائلة غير الخطرة والتى تماثل مخلفات الصرف الصحى فى مواصفاتها، مشيرا إلى أن الموقع أنشئ فى التسعينيات من القرن الماضى على مساحة 350 فدانا بتكلفة أكثر من مليار ونصف جنيه، ولكن بسبب اعتراض أهالى قرية أبو بسيسة بالعامرية على إقامة المشروع بالقرب من التجمعات السكنية، توقف التشغيل بالرغم من أهميته لرفع كفاءة عمل منظومة الصرف الصحى بالإسكندرية، الى أن نجحت المساعى مؤخرا إلى إعادة تشغيله وظهرت النتائج الايجابية لهذا التشغيل ، حيث إستقبل الموقع منذ تشغيلة و الى الان 700 ألف طن مخلفات صلبة و التعاقد مع بعض شركات الاسمنت لاستخدام المخلفات الصلبة بعد تجفيفها و تخليصها من الرطوبة كوقود بديل
.jpg)
إقامة غابات شجرية
و أشار اللواء محمود نافع إلى أنه تم الاستجابة لاشتراطات الأهالى بغطاء سيارات الشركة خلال نقل الحمأة والتعاقد لبيع الحمأة إلى مصانع الأسمنت وليس المزارعين بلجنة مشكلة بعضوية أحد أهالى المنطقة لضمان اشتراطات الأمان المطلوبة وبناء سور للموقع من الأشجار، وتركيب جهاز للكشف عن التلوث، كما تم تعيين 50 فردا من أهالى القرية للعمل بالشركة.
أما عن الموقع البديل المقترح فأكد أنه كان لا يصلح، حيث يبعد عن الإسكندرية بمسافة 140 كيلو متر ويقع على مساحة 50 فدانا فقط وغير مجهز لاستقبال الحمأة.
رئيس الشركة خلال إعادة تشغيل المدفن الصحى
و أكد رئيس شركة الصرف الصحى أنه تم مراجعة الاشتراطات والتعليمات البيئية والصحية لإعادة تشغيل الموقع ومراعاة البعد الاجتماعى لأهل المنطقة، حيث تم إنشاء محطة ثابتة للرصد البيئى وتجهيز طريق بديل خلفى تسلكه السيارات المجهزة لنقل الحمأة للموقع.
من جانبه قال الدكتور هلالى عبد الهادى رئيس قطاع محطات المعالجة ومساعد رئيس الشركة للمتابعة و التطوير، أن إعادة تشغيل موقع 9 ن قد أدى إلى رفع كفاءة عمل محطات الرفع والمعالجة ، مشيرا إلى أن الإسكندرية بها 143 محطة معالجة تعمل للتخلص الآمن من المخلفات السائلة وتبدأ القدرة الاستيعابية بها من 3000 متر مكعب /يوميا ، و حتى 1.2 مليون متر مكعب / يوميا ، موضحا أن أهم مشكلة تواجه تلك المحطات هى التخلص من الشحوم والزيوت والمخلفات الصلبة، خاصة خلال فصل الصيف بسبب زيادة الوافدين إليها والتى تستقبل 2 مليون سنويا، بالإضافة إلى أنها محافظة تحتضن 45% من حجم الصناعة فى مصر مما يؤثر على الشبكات خلال عملية الصرف الصناعى.
ولفت إلى أن نجاح المساعى لإعادة تشغيل موقع (9ن) للمخلفات الصلبة بالصرف الصحى، ساهم فى رفع كفاءة تلك المحطات وفى تجنب الإسكندرية كارثة بيئية، والقضاء على مشكلة انبعاث الروائح الكريهة من المدخل الصحاروى لمحافظة الإسكندرية، حيث يستقبل الموقع 2000 طن مخلفات أدمية صلبة يوميا، كما يساهم المدفن بصورة غير مباشرة فى خفض نسب التلوث وتنمية الثروة السمكية ببحيرة مريوط لارتفاع نسبة الأوكسجين فى مياه الصرف المعالجة التى يتم صرفها من مصرف القلعة إلى البحيرة مباشرة بعد تخليص المياه من المخلفات الصلبة
وأشار الدكتور هلالى عبد الهادى إلى أن وزارتى البيئة والصحة تقوم بالإشراف على الموقع لرصد أى آثار سلبية لإعادة التشغيل، و لم يتم رصد أى آثار سلبية إلى الآن.
وأوضح "هلالى" أن الموقع يقوم بمعالجة الحمأة معالجة بيولوجية بطريقة مصفوفات الكمر الهوائى، حيث تقوم الكائنات الدقيقة بمعالجتها وتحويلها إلى سماد عضوى آمن عن طريق ارتفاع درجات الحرارة إلى (55ْ – 65ْ م) خلال فترة المعالجة (ثلاثة أشهر)، وهذه الحرارة كافية للقضاء على جميع الميكروبات المرضية وبذور الحشائش، كما أنه تم التعاقد مع بعض شركات الأسمنت لاستخدام المخلفات الصلبة بعد تخليصها من الرطوبة بنسبة 80% لاستخدامة كوقود بديل، أما باقى المخلفات فيتم دفنها فى المدفن الصحى الموجود بالموقع والذى تم تأسيسه على أحدث النظم العلمية العالمية للمدافن الصحية.
وأضاف "هلالى"، أن الموقع يحتوى على مجموعة من الغابات الشجرية، بالإضافة إلى الحزام الشجرى حول الموقع والذى له أهمية قصوى فى الحفاظ على الحالة البيئية داخل وخارج الموقع، حيث يحتوى الموقع على مجموعة من الغابات الشجرية بمساحة 70 فدانا، وعددها حوالى 50 ألف شجرة وهذه الغابات تتكون من غابة لأشجار الجازورينا وغابتان لأشجار الكافور وغابة لأشجار الأكاسيا وغابة أشجار النيم، بالإضافة إلى مزرعة تجريبية لأشجار الزيتون.