أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

صوت مصرى قوى فى نيويورك

الخميس، 05 أكتوبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت فى مقال أمس عن ضرورة وجود هيكل وكيان مؤسسى، يجمع تحت مظلته الجالية المصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ليكون بمثابة لوبى يدافع عن المصالح المصرية هناك، خاصة أن جهد الجالية مميز لكنه يفتقد الطابع الجماعى والمؤسسى أيضاً.
 
رأيت على مدار السنوات الماضية جهوداً كثيرة لأعضاء بالجالية كل هدفهم خدمة مصر بالطريقة التى يراها كل منهم مناسبة وتؤدى الغرض، فتجمع البعض تحت غطاء «النادى الثقافى المصرى فى نيويورك»، وآخرون أسسوا جمعية مصر للمصريين بنيوجيرسى، ومجموعة أخرى أسست «المجموعة المصرية الأمريكية»، وهناك شخصيات قررت العمل بشكل فردى، منهم على سبيل المثال هابى هلال فهمى، الذى عمل على تشجيع السياح الأمريكان لزيارة مصر بافتتاح شركة سياحة هناك، لمساعدة بلده وتنشيط القطاع السياحى، فهو يدرك أهمية وقيمة الكنوز التى تمتلكها مصر، وبحكم خبرته يعرف «مزاج» المواطن الأمريكى، وكيفية التعامل معه عن قرب، فتعامل مع الأمر بشكل مختلف.
 
لكن تبقى المشكلة قائمة، وهى أننا نبحث فى الولايات المتحدة عن صوت قوى لمصر بعيداً عن الجانب الرسمى، فغالباً لا يستمع أحد للرسميين ويبحثون دوماً عن المجتمع الأهلى، فهى من وجهة نظر الغرب الأصدق فى التعبير، ومن هنا يجب البحث عن بديل مناسب، وهنا كانت الخطوة التى قام بها الإعلامى الدكتور مايكل مورجان، الباحث السياسى فى مركز لندن للدراسات الاستراتيجية، المصرى المقيم فى نيويورك، فى غاية الأهمية، وتحتاج للبناء عليها مستقبلا، فهو اعتمد على ما لديه من رصيد فى التواصل مع شخصيات أمريكية مؤثرة، سواء فى مراكز صنع القرار أو الإعلام، وقرر افتتاح شركة American Pulse INC للإنتاج الإعلامى والعلاقات العامة، بهدف تقديم المستوى اللائق للإعلام بالخارج وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن مصر لدى الغرب، التى يسهم فيها الإعلام الغربى، وأيضا توطيد العلاقات العامة بين مصر والغرب عموما.
 
ورغم أن البعض ينظر لهذا المشروع، باعتباره تجاريا، لكنى أنظر له من زاوية أخرى تماماً، فهو الأول الذى يتم تأسيسه فى الولايات المتحدة بفكر ومضمون مصرى، وسيكون له مردود إيجابى فى توضيح ونقل وتصحيح الرؤية المصرية داخل المجتمع الأمريكى، وسيخلق آلية جديدة للتواصل بين الإعلام المصرى ونظيره الأمريكى، فنحن فى حاجة لمثل هذه المؤسسات الإعلامية والمهتمة بالاتصال المباشر والوجود المستمر داخل أروقة أهم المنظمات والمؤسسات الدولية والأمريكية، وعلى رأسها الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى، والكونجرس الأمريكى ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض وغيرهم من المؤسسات الحيوية فى الولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤدى إلى التلاحم الفكرى والإخبارى المباشر لما يحدث داخل هذه المؤسسات، وبالأخص تجاه مصر ومنطقة الشرق الأوسط بما تمر به من ظروف خاصة على الصعيد السياسى والاقتصادى والعسكرى.
 
أعتبر الخطوة التى قام بها الصديق مايكل مورجان مهمة جداً، ونستطيع البناء عليها مستقبلاً، لأننا فى أشد الحاجة لمشاريع مثلها، نحتاج شركات مصرية تخترق المجتمع الأمريكى، وتهتم بالوصول لأهم الشخصيات ومراكز الأبحاث والشركات الأمريكية، سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسى حتى يتثنى للمؤسسات الإعلامية المصرية والعربية الوصول إلى دوائر صناع القرار والمفكرين الأمريكيين لبحث الأمور التى تخص الشأن المصرى والعربى فى الولايات المتحدة الأمريكية، نحتاج إلى كيان مؤسسى يضع المصريين والأمريكيين على مائدة حوار واحدة، يتناقشون فيما بينهم حول القضايا الهامة التى تخص الأمن والاستقرار فى المنطقة وعلى رأسها قضايا الإرهاب والدول الداعمة له وغيرها من العديد من القضايا التى تهم الشأن المصرى، نحتاج إلى التغيير والتجديد.
 
ما قام به مايكل أعتبرها خطوة جريئة، وفى نفس الوقت تحفزنا وتؤكد أن الأمر ليس صعباً كما حاول البعض أن يروج للهروب من المسؤولية، نعم الأمر قد يكون صعباً لكن أبداً ليس مستحيلاً بشرط أن تتوافر الإرداة، وأن يكون هناك تكاتف بين كل المصريين حول تحقيق الهدف الذى نسعى له جميعاً، وهو إيجاد آلية للربط والعمل المشترك مع المجتمع المدنى والمؤسسات الأمريكية، لأن مشكلتنا الرئيسية أننا نتحدث دوماً عن المعوقات ونضعها أمامنا لنعرقل أى تقدم، والنتيجة أننا بلا صوت.
 
من المهم أن يكون للدولة صوتها الرسمى المسموع والقوى مع نظيراتها من المؤسسات الأمريكية، لكن الأفضل أن يتواكب مع ذلك نشاط أهلى وشعبى مؤسسى أيضاً، وكلنا تابعنا على سبيل المثال ما يقوم به اللوبى اليهودى فى توجيه دفة الرأى العام الأمريكى، سواء بسيطرته على الإعلام أو بالضغط على مراكز صنع القرار، يحدث ذلك ولازلنا نتفرج على أنفسنا ونتحدث مع بعضنا البعض، رغم أن الحل معروف للجميع ومنذ سنوات، وهو أنه إذا كنا نبحث عن الوجود فلنتحدث بلغة الآخر، لأن الآخر لن يستمع لنا مادمنا لا نتحدث بلغته.
 
الحل بالنسبة لنا بسيط، وهو أن نتوجه للغرب ونتحدث معه باللغة التى يفهمها، ونحن لدينا العديد من الكوادر القادرة على إيصال صوتنا بالطريقة المناسبة، التى يفهمها الغرب أيضاً، لدينا نماذج كثيرة ناجحة واستطاعت أن تحدث اختراقاً فى المجتمعات الغربية خاصة الأمريكية، لدينا كثيرون لكنهم بحاجة لمن يشجعهم على العمل، مايكل مورجان أخذ المبادرة ولم ينتظر دفعاً من أحد، لكن هناك من ينتظر، فهل نتركه؟ علينا أن نستغل كل طاقاتنا المهدرة، علينا أن نتحرك قبل فوات الأوان. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة