قبل حوالى أسبوعين نشرت اليوم السابع تقريرا عن مبادرة شبابية أطلقها عدد من قاطنى منطقة شبرا الخيمة عبر صفحتهم على الفيس بوك لتطوير ورصف الشوارع الجانبية "بالإنترلوك" - البلاط المستخدم فى شوارع المشاة – وتفاعل معهم أحد ساكنى شارع 3 فى عزبة ناصر بالمنطقة، وبدأ تنفيذ المبادرة.
25 يوما من العمل المتواصل بسواعد الشباب والأهالى نجحت المبادرة الأهلية بالفعل فى تحويل حارة ترابية ضيقة إلى شارع يضاهى المناطق المتحضرة بجهود أهلية كاملة سواء فى التمويل أو التنفيذ وبمساعدة أحد رجال الأعمال الذى تبرع بسداد الجانب الأكبر من التكلفة، ونتج عنه قصة نجاح حقيقية لكنها لم تكن خالية من الصعوبات، لكنها قادت الشوارع المجاورة لأن تبدأ مشوارها هى الأخرى فى التطوير بجهود ذاتية، ولكن التمويل لا يزال عائقا كبيرا فى ظل عدم وجود اعتمادات مالية حكومية كما يقول الحى للإنفاق على تطوير الشوارع الجانبية.
إيهاب فاروق أحد ساكنى شارع 3 الذى أصبح مثالا يحتذى به الشوارع المجاورة فى النجاح، قال إن المشروع جاء من خلال فكرة طرحها مجموعة من الشباب على صفحة شباب شبرا الخيمة على الفيس بوك، فقرر أن يتفاعل معها بمشاركة ساكنى الشارع ولكن كان هناك معوقات كبيرة فى التمويل خاصة أن رصف شارع طوله 225 متر يتكلف ما يزيد عن 140 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير على أن يتحمله الأهالى وحدهم، ولم ينفق الحى أموالا فى عمليات الرصف فى حين اكتفى فقط بالمساعدات من خلال توفير بعض المعدات.
ويقول فاروق إن عملية التطوير تمت بالكامل بجهود أهلية وبمشاركة أحد رجال الأعمال من خارج المنطقة تماما، وأعلن رجل أعمال آخر من المنطقة التبرع بحوالى 50% من التكلفة إلا أنه تراجع ليصبح التبرع حوالى 35% فقط من التكلفة، وهو ما مثل مزيدا من الضغط فى ظل عدم مساهمة حى شرق شبرا الخيمة بأى أموال فى الرصف وإنما جاءت مساعداته فى توفير بعض المعدات، لكن لم يوف الحى بوعوده التى تتعلق بتوفير الدهانات والتشجير والإضاءة من قبل مسئولة تطوير العشوائيات بالحى رغم الاتفاق المسبق على ذلك.
وتابع فاروق: "ما حدث بشارعنا فى الحقيقة قصة نجاح بأيدى شبابه وسكانه ولكنها يصعب أن تتكرر بدون تمويل كاف ودعم حكومى فى التنفيذ خاصة وأن التنفيذ شهد العديد من المشاكل المتعلقة بتهالك البنية التحتية من مياه وصرف وكهرباء أخذت وقتا وجهدا كبيرا فى الإصلاح لعدم تعاون أحد إلا رئيسة الحي الدكتورة عزيزة السيد ونائبها فى ظل تراخى وعدم اهتمام باقى مسئولى البنية التحتية، حتى اضطررنا للاتصال بمسئول رفيع المستوى ساهم فى الإسراع بالإصلاحات".
ما ينقص الشارع حاليا هو كشافات الإنارة التى لم يقم الحى بتوصيلها حتى الآن، وبما أن أعمال التطوير تمت بالكامل بجهود الأهالى علقوا يافطات على الشارع كتبوا عليها: "تحية شكر إلى أهالى شارع 3 لتطوير الشارع الذى قام بمجهودات الشباب وليس بمساعدة أو فضل أى عضو من أعضاء مجلس النواب".
وكشف الأهالى عن وجود إحدى عضوات مجلس النواب تسكن بنفس الشارع لم تسهم فى أى من مجهودات التطوير سواء ماليا أو إداريا من خلال التواصل مع المسئولين، كما ظهر رئيس مجلس المدينة فى إحدى الصور على صفحة التواصل الاجتماعى باعتباره يتابع تطورات رصف الشارع، فى حين أنه لم يكن هناك أى اتصال له بما يحدث فى الشارع بحسب فاروق.
ورغم نجاح التجربة إلا أن هناك ما يمكن أن ينسف هذه الجهود فى ظل قيام إحدى نائبات مجلس النواب بالضغط على محافظ القليوبية والحى للقيام برصف وتطوير باقى الشارع وهو الجزء الذى تسكن فيه النائبة على نفقة الحى من خلال اعتمادات الخطة الاستثمارية للدولة، فى حين يرفض الأهالى تماما هذا الأمر حيث أنفقوا من جيوبهم لتطوير شارعهم تاركين هذا الجزء لتتحمل تطويره النائبة بجهودها، إلا أنها طلبت من المحافظة أن تتحمل هى النفقات بالكامل دون أى تدخل منها.
وقال هشام مراد أحد سكان الشارع أن تكلفة التطوير التى تحملها الأهالى بالفعل تتراوح ما بين 120 – 140 ألف جنيه، فى حين وافق المحافظ على صرف اعتمادات قدرها 3 ملايين جنيه لتطوير شارعين ونصف المحيطة بمسكن النائبة، مؤكدا أن هذا الأمر يرفضه الأهالى جملة وتفصيلا، فليس من المنطقى أن تجامل الحكومة نائبة برلمانية بتطوير شارعها بهذا المبلغ وإن كان سيحدث ذلك فليشمل كافة شوارع المنطقة لأنه حق لكافة المواطنين.
وأضاف مراد أن الشارع يحتاج كشافات إنارة تتكلف قيمتها حوالى 8 آلاف جنيه، فى حين وافق المحافظ على صرف اعتمادات لهذا الغرض بقيمة 74 ألف جنيه وهو مبلغ كبير جدا على تنفيذ أعمال الإنارة، ورغم ذلك لم يتم تركيب أى كشافات حتى الآن.
وقال عماد عبد العظيم أحد ساكنى شارع 3، أن ما حدث من أعمال تطوير يمكن أن تتكرر فى شوارع أخرى بالمنطقة ولكن ستواجهها عقبة التمويل، مؤكدا أن هناك حاجة لدعم رجال الأعمال فى مثل هذه المشروعات التنموية التى ترتقى بالمناطق الشعبية، ولابد من تعاون الحكومة ممثلا فى الأحياء والمدن بصورة أكثر فاعلية وسرعة مما تم فى هذه التجربة، مؤكدا وقوف رئيسة الحى بجوار الشباب فى تلك التجربة ولكن استجابة العاملين فى الحى كانت بطيئة وصعبة جدا وتمت تحت ضغوط كبيرة.
أما عبد الله عبد الجواد أحد السكان، قال إن هذه التجربة التى تمت بجهود أهالى الشارع شرف لكل من شارك بها وستكون بداية لتحقيق تجارب مماثلة فى كافة الشوارع المجاورة ولكن حتى يحدث ذلك لابد من دعم رجال الأعمال بالتمويل والحكومة بتسهيل العمل وتوفير المعدات وسرعة الإنجاز، وألا تكون الاستجابة نتاجا للضغط أو التواصل مع كبار المسئولين حتى يعمل الصغار.
من جانبه قالت الدكتورة عزيزة السيد رئيس حى شرق شبرا الخيمة أنه تم التنسيق مع أحد رجال الأعمال من المنطقة والاتفاق معه لتمويل تطوير 4 مناطق بالحى على غرار نموذج شارع 3 الذى تم بجهود الأهالى ورجال الأعمال، وسيتكلف تنفيذ هذه المناطق ما لا يقل عن 2 مليون جنيه سيتحملها رجل الأعمال بالكامل للنهوض بالمنطقة وتطوير شوارع الحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة