-
مدير إدارة مكافحة المخدرات السابق: الأستروكس لم يدرج بجدول المخدرات
-
أستاذ قانون: المتهمون بحيازة الأستروكس يحصلون على إخلاء سبيل
-
استشارى طب نفسى وعلاج إدمان: الأستروكس يستخدم فى تهدئة الثيران
انتشر فى الآونة الأخيرة مخدر "الأستروكس" الذى فرض نفسه بقوة بين أفراد عائلة المخدرات المشهورة، وتحول المخدر الجديد من كيف لمتعاطى المخدرات من أبناء الطبقة الثرية، إلى الانتشار بقوة فى الأحياء الشعبية، حيث أصبح يزاحم مخدر الحشيش والبانجو والترامادول، وامتلك شعبية كبيرة بين المتعاطين.
ونظرا لكون المخدر لم يدرج حتى الآن بجدول المخدرات المجرم تداولها قانونا، إلا أنه بعد اكتشاف خطورته وتسببه فى الوفاة، وتحوله من الاستخدام الطبى كمهدئ للثيران، إلى تعاطيه كمخدر، سارعت الأجهزة المسئولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، تمهيدا لإدراجه ضمن جدول المخدرات.
قررنا خوض مغامرة الكشف عن بيع المخدر الذى انتشر بالأحياء الشعبية، ووقع الاختيار على أحد أشهر شوارع حى بولاق الدكرور، وهو شارع ناهيا، حيث بدأت الرحلة فور الهبوط من سلم المشاة الواصل بين شارع السودان بالعجوزة، وشارع ناهيا ببولاق الدكرور، حيث الازدحام بكافة أنواعه، سيارات الميكروباص التى لا تحمل معظمها لوحات معدنية، وقائدى التوك توك ومشاحناتهم الدائمة، خطوات تقودنا للتقدم للأمام، حيث الشوارع الجانبية، متراصة على جانبى الشارع الرئيسى، العديد من الشباب يحتلونها، يكفى أن تسير فقط لتجدهم يعرضون عليك بضاعتهم، ومقولتهم الشهيرة "عايز حاجة يا باشا".
انطلقنا بالشارع حتى ناصية شارع يقف على ناصيته شاب فى العشرين من عمره، مجرد النظر له، اكتشف رغبتنا فى البحث عن المخدر، اقترب لنا، وسأل عن المطلوب، فطلبنا منه سيجارتين من مخدر الأستروكس، فأكد أن ما بحوزته حاليا منشطات فقط، يقصد أقراص الترامادول والتيدول وباقى العقاقير المخدرة، ونفى حيازته لمخدر الأستروكس، إلا أنه قرر مساعدتنا فى الوصول لبعض الأشخاص المتخصصين فى تجارة الأستروكس، ووصف لنا مكان تواجدهم، بشارع جانبى، بالقرب من مكان تواجده.
توجهنا متبعين وصف تاجر المخدرات بحثا عن مروجى الأستروكس، إلا أننا لم نتوصل لمكان تواجدهم، لنعود مرة أخرى إلى شارع ناهيا الرئيسى، وبمنتصف الشارع عثرنا على 3 شباب متوقفين بالجزيرة الكائنة بمنتصف الطريق، مجرد نظرنا لهم، اقترب أحدهم منا، واستفسر عن المخدر الذى نرغب فيه دون أى خوف ، سألناه عن مخدر الاستروكس، فأكد أنه موجود بحوزتهم، وسأل عن الكمية المطلوبة، فطلبنا منه "سيجارتين"، ففتح كيس صغير شفاف يحتوى على المخدر، وحصلنا منه على ورقة تحتوى على كمية صغيرة من المخدر تكفى تدخين سيجارتين، وحصل على مبلغ 30 جنيها، وأكد أنهم متواجدين دائما فى نفس المكان، إذا قررنا العودة للشراء منه مرة أخرى.
تجار الاستروكس بشارع ناهيا
الغريب فى الأمر، أن مروجى الأستروكس الثلاثة، كانوا يروجون بضاعتهم وسط الشارع نهارا، أمام المارة من المواطنين، دون الخوف من رصدهم من جانب رجال قسم شرطة بولاق الدكرور، أو ضباط إدارة مكافحة المخدرات.
والمثير أيضا أنه عقب تسجيل حالة بيع مخدر الأستروكس، وخلال سيرنا بشارع ناهيا، فوجئنا بتجار مخدرات آخرين يقفون بنواصى الشوارع الجانبية يعرضون بضاعتهم أيضا، وبالرغم من أن شارع ناهيا قريب من مبنى إدارة مكافحة المخدرات بالجيزة، وهى الإدارة الرئيسية المختصة فى رصد تجار المخدرات، والقبض عليهم، إلا أن تلك المنطقة، من أكثر المناطق التى تشهد ترويجا للمواد المخدرة بكافة أنواعها، وأصبحت مأوى لمروجى المخدرات بكافة أنواعها، ويتردد عليها الراغبين فى الحصول على الكيف الخاص بهم.
ومن جانبه ذكر اللواء أحمد الخولى مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات السابق، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن مخدر الأستروكس لم يدرج حتى الآن بجدول المخدرات المجرم تداولها، إلا أنه سيتم إدراجه بسبب خطورته وانتشاره.
وقالت مصادر أمنية، إن مخدر الأستروكس، أصبح صاحب شعبية كبيرة بين التجار ومتعاطى المواد المخدرة، وخاصة بالأحياء الشعبية، حيث حل بديلا للأقراص المخدرة والحشيش والبانجو، بسبب ارتفاع أسعارها، ولكون مخدر الاستروكس لا يواجه حائزه اتهاما بالاتجار أو تعاطى المواد المخدرة.
شاب يبيع مخدر الاستروكس بشارع ناهيا
وأضافت المصادر، أن حائزى مخدر الأستروكس يتم إخلاء سبيلهم عقب القبض عليهم، بعد تحليل المادة التى بحوزتهم بالمعمل الكيماوى، حيث يُثبت التحليل أن المخدر غير مجرم قانونا، ويعود التاجر أو المتعاطى إلى نشاطه مرة أخرى دون أى مساءلة قانونية.
احد تجار مخدر الاستروكس أثناء عملية البيع
وقال الدكتور أحمد الجنزورى أستاذ القانون الجنائى بجامعة عين شمس، لأن مخدر الأستروكس غير مدرج بجدول المواد المخدرة، وهو ما يؤدى إلى حصول المتهمين بحيازته على إخلاء سبيل بعد حبسهم احتياطيا، حيث يأتى تقرير المعمل الكيماوى ليثبت أن الحرز المضبوط بحوزتهم عبارة عن مواد عشبية.
مخدر الاستروكس بعد شرائه
شارع ناهيا ببولاق الدكرور
مخدر الاستروكس بحوزة الشاب
وفى ذات السياق، أكد الدكتور تامر حسنى استشارى علم النفس وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن مخدر الاستروكس عبارة عن أعشاب مستخرجة من شجرة الكرنبيات التى يستخرج منها مواد مخدرة أخرى، ويتم إضافة مواد كيمائية إليها مثل الكيتامين، وخلطها ثم بيعها بأكياس شفافة صغيرة الحجم.
وأضاف استشارى علاج الإدمان، أن تدخين سيجارة واحدة من المخدر قد تسبب الوفاة لمتعاطيها، نظرا لخطورة المواد الكيمائية المخلوطة بها، والتى تستخدم فى تهدئة الثيران، مؤكدا أنه فى بادىء الأمر كان يتم جلب العشب من الخراج والسماح بدخوله عبر المطارات، لكونه يستخدم كعلاج فى تهدئة الثيران والحيوانات، وغير صالح للاستهلاك الأدمى، إلا أن وزارة الداخلية أصبحت تفرض رقابة صارمة عليه، بعد انتشاره بين المتعاطين كمخدر.
وقال استشارى علاج الإدمان، إنه ثبت من خلال بحث أجراه صنودق مكافحة وعلاج الإدمان، انتشار مخدر الأستروكس بصورة كبيرة بين الطلاب، وتحوله إلى أشهر أنواع المواد المخدرة التى تشهد إقبالا كبيرا، وهو ما دفع مسئولى الصندوق إلى اتخاذ اجراءات للتوعية من خطورته.
وأضاف استشارى علاج الإدمان، أن الاستروكس يتسبب فى قلة النشاط والحركة واضطراب فى الجهاز الهضمى وتضخم فى الكبد، بالإضافة إلى تسببه فى توقف حركة القلب، وحدوث اضطرابات نفسية وادمان، كما يتسبب المخدر فى حدوث هلاوس بصرية وسمعية، ويصل تاثيره إلى الوفاة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
دى مصيبه سودا...والبيع بالقرب من مبنى فرقه مكافحه المخدرات
المخدرات والارهاب والفساد....تدمر اى مجتمع