معاناة يومية يتعرض لها أولياء أمور طلبة رياض الأطفال بالمدارس الرسمية، حيث تحول الذهاب للمدرسة إلى كابوس بدلا من حلم ليبدأ الطفل حياة ومستقبل جديدين، بعد تسكين الطلاب بمدارس تبعد بمسافات طويلة عن دائرتهم السكنية، لتستغرق رحلة الطفل للذهاب للمدرسة 3 ساعات فى بعض الأحيان.
المشكلة بدأت بعد ظهور نتيجة التقديم عبر موقع وزارة التربية والتعليم، ليفاجأ الأهالى بتسكين أولادهم فى مناطق سكنية بعيدة من منطقتهم الأساسية، ولم تقف المشكلة عند هذا الحد بل وصلت لرفض مديرية التربية والتعليم بالقاهرة لتظلمات الأهالى وعدم تطبيق قانون لم شمل الأسرة لنقل الأطفال بصحبة أخواتهم الأكبر سنا فى نفس مدارسهم.
وأوضحت السيدة فاطمة محسن والدة الطالبة ندى محمد عبد المحسن أنهم قاموا بالتقديم عبر موقع وزارة التربية والتعليم للمدارس الرسمية التجريبية لغات متميزة وعادية، إلا أنهم فوجئوا عند ظهور النتيجة بتسكين ابنتهم بمدرسة تبعد عن منطقة سكنها بنحو ثلاث ساعات.
وتابعت السيدة فاطمة أن ابنتها ندى تم قبولها بمدرسة الشهيد محمد أبو شقرة المستقبل 15 بإداراة الخليفة والمقطم، على الرغم من سكنها بالمعادى.
وأضافت أنها ليست مشكلة ابنتها فقط، بل يوجد عدد كبير من أولياء الأمور تم تسكين أطفالهم بمدارس بعيدة عن سكنهم، مؤكدة أنها قامت بتقديم تظلم بمديرية التربية والتعليم لنقل ابنتها مع أختها الموجودة بمدرسة زهراء المعادى المستقبل، لكنه قوبل بالرفض، بحجة أن القبول تم على أساس السن وليس المنطقة السكنية.
وقالت السيدة فاطمة: "لا أستطيع أن أتكبد مشقة ومعاناة بين ابنتى الأولى فى مدرسة والثانية فى مكان يبعد عن دائرة سكنى بمدرسة أخرى".
وعن نفس المشكلة تتحدث السيدة هناء على سنوسى قائلة: "ليا ابن عنده 5 سنين و7 أشهر و13 يوما، السنة دى قرروا أنهم يقبلوا كل اللى سنه فوق الخمس سنوات ودى حاجة كويسة بس لو كان التزموا بالمربع السكنى".
وتابعت السيدة هناء: "أنا كنت عاوزاه يبقى مع أخته فى نفس المدرسة إلا أن الإدارت اللى نزلتنا بعيد جدا ومعرفش عناوينها، دا بالإضافة لأنى معايا بيبى صغير وأنا اللى بنزل أودى بنتى المدرسة فالموضوع هيبقى صعب أودى مين الأول وأنا كمان معايا البنوتة".
وأوضحت السيدة هناء أنها تتبع إدارة المطرية، وبها مدرستين هما طه حسين وخديجة وبهما فصول بها أماكن لقبول الطلاب، لكن لم تتم الموافقة على نقل الطفل.
وأضاف السيد سامح رمضان محمد والد الطفله هنا سامح رمضان أن الوزارة لم تقبل سنها 5 سنين و شهور وقدم 15 رغبه بعيده ولكنها جاءت بعيدة عن التجمع السكنى، ويطالب بلم الشمل مع اخواتها بمدرسة عمر بن عبد العزيز التجريبية بالبساتين.
وقالت فريدة مجاهد، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، بمحافظة القاهرة، إنه لا يوجد ما يسمى بقانون لم شمل الأسرة فى تنسيق القبول برياض الأطفال، موضحة أن المحافظة تعانى من أزمة عدم وجود أماكن بالمدارس رسمية للقبول.
وأضافت وكيل وزارة التربية والتعليم، فى تصريحات لـ" اليوم السابع"، أن الوزارة تسكن الطفل حسب رغبات ولى الأمر، مؤكدة أن ولى الأمر يسجل عدة رغبات أثناء تقديمه لنجله إلكترونيا على موقع المديرية وبالتالى يتم التسكين حسب الأماكن المتاحة ورغبات ولى الأمر، ومن ثم لا يوجد ما يسمى بقانون لم شمل الأسرة.
وأوضحت فريدة مجاهد، أنه بالنسبة لمدارس المستقبل التابعة لإدارة الخليفة والمقطم فإن المربع السكنى لها هو المحافظة بأكملها لانها متميزة عكس المدارس الرسمية فالمربع السكنى للطفل هو الإدارة التعليمية أى أن الطالب يسكن حسب الرغبات التى كتبها فى استمارة التقدم على المدارس التابعة للإدارة.
وأشارت فريدة مجاهد، إلى أن المديرية سكنت 32 ألف طفل فى المراحل الأولى لتنسيق رياض الأطفال ومتبقى 9 آلاف سيتم تسكينهم وتوفير قاعات لهم ومدرسين، موضحة أن الكثافات مرتفعة ومن ثم تلبية رغبة كل ولى أمر فى تسكين ابنه فى المدرسة التى يرغب فيها يحتاج إلى فصول وقاعات جديدة وليس من السهل توفيرها.