زينب عبداللاه تكتب: انتبه حتى لا تكون شريكا للإرهابيين.. الجماعات الإرهابية استخدمت التسريبات المفبركة للتأثير على الروح المعنوية بعد البطولات التى كشفتها الندوة التثقيفية.. والبعض سقط فى الفخ

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 05:44 م
زينب عبداللاه تكتب: انتبه حتى لا تكون شريكا للإرهابيين.. الجماعات الإرهابية استخدمت التسريبات المفبركة للتأثير على الروح المعنوية بعد البطولات التى كشفتها الندوة التثقيفية.. والبعض سقط فى الفخ القوات المسلحة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بخطوات ثابتة ومنضبطة وأجساد سمراء نحيلة استقوت بشمس الريف فأكسبتها لونا وقوة وثقة وصبرا وقدرة فائقة على التضحية، ظهرا لأول مرة فى الندوة التثقيفية السادسة والعشرين التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بداية الشهر الجارى، وقالا "إحنا مانعرفش الخوف لأننا على حق وهما على باطل..الشجاع بيموت مرة واحدة لكن الجبان بيموت ألف مرة".. هما المجندان المحمدان "محمد رمضان ومحمد أحمد" أبطال الملحمة البطولية التى وقعت يوم 24 من يوليو الماضى، واللذان دهسا سيارة مفخخة بواسطة المدرعة التى كانا يستقلانها بأحد الأكمنة بالعريش لينقذا الكمين والمدنيين على الطريق.

2210497511444922115
 

 

بلهجة صعيدية وإيمان وعقيدة ثابتة يتميز بها الجندى المصرى حكى كل منهما تفاصيل ما جرى: "أول ما العربية وقفت قدام الدبابة والسواق طلع السلاح قررت ألف مدفع الدبابة وأتعامل بالنص بوصة والموازى علشان أحمى الدورية والمدنيين اللى على الطريق"..هكذا تحدث أحدهما ليحكى الملحمة التى تحدثت عنها كل وسائل الإعلام العالمية لتشهد بكفاءة وتضحية وصلابة الجندى المصرى، بينما قال سائق الدبابة : " لقيت العربية هتنفجر فى الكمين والدورية فقررت أطلع عليها،ربنا بيلهمنا الصبر ومانعرفش الخوف وقادرين ننضف البلد من التكفيريين ولو اتعاد الموقف هكرره مرة واتنين وعشرة "

 

لم يفكر أى من الجنديين فى نفسه رغم أن ما فعلاه كان نتيجته المتوقعة انفجار السيارة المفخخة واستشهادهما نتيجة الموجة التفجيرية فى جسم الدبابة، وانصب تفكيرهما على كيفية إنقاذ الكمين والمدنيين حتى وإن كان الثمن حياتهما، فكر كل منهما بسرعة وحكمة واحترافية ولم ينتظر أمرا بالتضحية، ولكن اتخذ كل منهما قرارا فوريا بالاستشهاد، رغم حداثة سنهما ورغم أن مدة تجنيدهما لا تتعد 3 سنوات .

تعلم المحمدان وغيرهما من المجندين والضباط فى مصانع الرجال وعرفوا كيف يتم صناعة بطل وكيف تصبح التضحية والفداء والإقدام والقدرة على اتخاذ القرار جزءا من التكوين، حتى أبهرت العقيدة العسكرية للجندى المصرى كل العسكريين ووسائل الإعلام فى العالم وأثارت دهشتهم، ووصف المتخصصون العسكريون فى العالم بطولة المحمدان بالنادرة وقالت وسائل إعلام اسرائيلية "ليتنا بمثل هذه الشجاعة".

Lion120051
 

 

 عرضت الندوة التثقيفية السادسة والعشرين للقوات المسلحة بطولات ونماذج لجنود وضباط وشهداء وأسر تذوب عشقا فى تراب مصر، وتثبت أننا لا ننتصر على الإرهاب بالأسلحة فقط ولكن بالروح المعنوية والعقيدة الراسخة فى نفوس الجنود والضباط وأسرهم حتى وإن استشهد أى منهم.

 

تحدثت خلال الندوة السيدة منار محمد سليم زوجة البطل الشهيد العقيد أحمد منسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة بالعريش، وجاءت كلماتها ثابتة قوية مؤمنة راضية تلهب المشاعر، لتحكى عن زوجها الشهيد البطل وكيف كان يتمنى الشهادة ويسابق زملاءه فى الخطوط الأولى حتى يظفر بها، وكيف كان ملاكا يمشى قاضيا لحوائج الناس، متصدقا عطوفا على المحتاجين، يعلم طفليه "حمزة وعلى" معانى حب الوطن والفداء والتضحية، حتى أنه أحضر زيا عسكريا لطفله حمزة، ظهر به ابن البطل فى جنازة أبيه، ليؤدى التحية العسكرية لجثمانه محاولا أن يتمالك دموع طفل فقد أباه، كما أداها أمام الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية وكأنه يعد بأنه سيكمل مسيرة والده، قائلا :نفسى ادخل الكلية الحربية عشان أبقى بطل زى بابا "

 

فيما كشفت الزوجة الشابة الصامدة التى لا تقل بطولة وشجاعة عن زوجها الشهيد، عن خطاب كتبه الشهيد المنسى قبل وفاته لأعداء الوطن قال فيه : "جزيل الشكر لعدوى لأنك دخلتنى أرض الفيروز بلبسى العسكرى وخلتنى اصلى فى كل شبر فيها، هيروح مننا شهيد فى ألف غيره بيتسابقوا على دورهم فى الشهادة، بس اقسم بالله ملكش عيش فيها طول ما احنا فيها". 

 

بينما تحدث اللواء محمود جلال مروان، الذى كان قائدا للكتيبة 361 مشاة ميكانيكى، خلال حرب أكتوبر، والتى أسرت القائد الإسرائيلى عساف ياجورى، عن بطولة ابنه الشهيد مقدم شرطة أحمد محمود جلال مروان، الذى استشهد فى العريش أغسطس 2013.

 

انتقلت جينات البطولة من الأب إلى الإبن فقال الأب :" دعوت الله أن أنال الشهادة فى حرب أكتوبر فنالها ابنى أحمد فى الحرب على الإرهاب بالعريش "، حيث طلب الابن نقله إليها ليترك زوجته حامل، وينال الشهادة قبل مولد طفله الذى سماه الجد على اسم أبيه الشهيد .

قوات من الجيش المصري 9
 

هكذا عرضت الندوة التثقيفية بعض النماذج لبطولات الجنود والضباط وصمود الأبناء والزوجات والآباء والأمهات فى مواجهة الإرهاب، بكى الجميع وهو يستمع إلى هذه النماذج التى ألهبت الحماس ومشاعر الفخر فى النفوس ورفعت الروح المعنوية للجميع جنودا وضباط ومواطنين وأسر شهداء، وأدرك الجميع أننا سننتصر على الإرهاب طالما يتحلى الجنود والضباط بهذه العقيدة وتتمتع الأسر بكل هذا الصمود والقوة.

 

وأدرك الإرهابيون أنهم لن يصمدوا أمام هذه الروح المعنوية والعقيدة التى تصنع المعجزات مهما امتلكوا من أسلحة وارتكبوا من جرائم، وعرفوا أن هذه الروح أقوى من كل أسلحتهم ومؤامراتهم، فأرادوا كسر هذه الروح وحاشا أن يكون لهم ما أرادوا.

 

أيقن الأنجاس أن استخدام الحرب النفسية، قد يكون أكثر تأثيرا من استخدام السلاح، وهو ما فعلوه فى عملية الواحات الإرهابية مستخدمين تسريبات مفبركة حول ما حدث، فانساق البعض وراءهم محققا أهدافهم دون إدراك أو وعى .

 

انتشرت التسريبات بعد العملية الإرهابية بهدف التأثير على معنويات الجنود والضباط والمواطنين، من خلال بث السموم وكسر الروح المعنوية والتأثير على العقيدة الثابتة لدى الجنود والضباط والإيهام بأن النجاة ستكون لمن يترك سلاحه ويفر أمامهم.

 

استخدمت هذه التسريبات أقذر الأساليب النفسية لاستفزاز أسر الجنود والضباط والوقيعة بينهم وبين مؤسسات الدولة، والادعاء بأن الأجهزة الأمنية تفرط فى رجالها، وحاشا أن ينجح الإرهابيون فيما خططوا له، فهاهو اللواء محمد حلمى مشهور يتفحص جثمان ابنه الشهيد البطل إسلام مشهور فور وصوله، ليتأكد أنه تلقى الرصاص فى صدره ويحمد الله أن ابنه مات مقبل غير مدبر، وأنه واجه الإرهابيين ولم يفر أمامهم كما ادعت التسريبات، مؤكدا أنه على استعداد للتضحية بابنه الثانى فداء لتراب مصر.

 

ولكن أخطر ما فى عملية الواحات الإرهابية الخسيسة أن البعض وقع فى الفخ وانجرفت بعض وسائل الإعلام لإذاعة مثل هذه التسريبات، وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، غير مدركين أنهم يقدمون خدمات جليلة للجماعات الإرهابية ويحققون أهدافها، بما يفوق استخدام الأسلحة والرصاص، وهو ما ينبغى معه الحذر حتى لا نشارك دون أن ندرك فى تنفيذ مخططات الجماعات الإرهابية وأن نكون أداة يتلاعبون بها.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة