"يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى.. أستشهد تحتك وتعيشى أنت.. فداكى وفدا أهلى وبنيانى.. أموت ويا صاحبى قوم خد مكانى.. دا بلدنا حالفة ما تعيش غير حرة.. قدمت بيتى وسكيت دكانى.. يا شطى وبحرى وشبكى وسفينتى"، هكذا تغنى الخال عبد الرحمن الأبنودى بمدينة السويس، ودور أهلها فى المقاومة الشعبية ضد إسرائيل، بالتزامن مع بطولات الجيش المصرى.
وتحتفل محافظة السويس، اليوم، بعيدها القومى "عيد المقاومة الشعبية بالسويس" والمتزامن مع ذكرى انتصار قوات المقاومة الشعبية على قوات الجيش الإسرائيلى التى حاولت اقتحام المدينة قبل ساعات من تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وبدأت الاشتباكات يومى 24-25 أكتوبر عام 1973 بين الجيش الإسرائيلى والجيش المصرى فى مدينة السويس، والتى كانت آخر معركة كبرى فى حرب أكتوبر، قبل سريان وقف إطلاق النار.
ففى 23 أكتوبر ومع توقع وصول مراقبى الأمم المتحدة، قررت إسرائيل اقتحام السويس، على افتراض أنها ستكون فى حالة من الضعف، أوكلت المهمة إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة، ولكن تعرض اللواء لكمين وتعرض لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة والعديد منهم أصبحوا محاصرين داخل المبانى المحلية، ليكتب أهالى المدينة وأفراد المقاومة الشعبية محلمة بطولية كبيرة بعدما نجحوا فى عمل مصيدة لقوات المظلات، راح ضحيتها من الجانب الإسرائيلى 80 قتيلا و120 جريحا.
وطالما تغنى الشعراء ببطولات السويس ودونوا ملحمتها فى المقاومة الشعبية، فى حروب مصر المختلفة بداية من حرب 1956، ونكبة 1967، وحرب الاستنزاف بعد ذلك، إلى نصر أكتوبر عام 1973، وكان من أبرز من كتبوا عن السويس.
عبد الرحمن الأبنودى
ومن أشهر ما كتب أغنية بيوت السويس، والتى جاءت تعبيرا عن حبه للمدينة التى عاش فيها فترة طويلة من حياته وكتب فيها ديوانه الشهير "وجوه على الشط"، حيث وثق لحرب الاستنزاف ومواطنيها البسطاء مثل إبراهيم أبو العيون – سيد طلب – إبراهيم أبو زعزوع – أب سلمى – أم على – فتحية أب زعزوع – سيدة – البت جمالات – محمد عبد المولى – الحاج على وسيد طه.. وجوه وشخوص من دم ولحم.
الكابتن غزالى
يظل الكابتن غزالى رمز شعراء المقاومة الشعبية، الذى بدأ حربه ضد الاحتلال باستخدام الكلمة، وذلك بعدما جمع رفاقه من أفراد المقاومة فى بدروم عمارة اتخذوها خندقا ومركزا لتجمعهم، وعلى نغمات السمسمية خرجت الكلمات المعبرة عن الأحداث والتى تزرع الأمل فى العودة إلى النصر، وأطلق عليها فرقة أولاد الأرض، وكان من أبرز من غنوا "وعضم إخواتنا نلمه نلمه نسنه نسنه نعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر هديه لمصر.. فات الكتير يا بلدنا مابقاش إلا القليل فات الكتير يا بلدنا مابقاش إلا القليل.. مابقاش إلا القليل".
نزار قبانى
كتب الشاعر الكبير نزار قبانى قصيدة بعنوان "رسالة جندى فى جبهة السويس"، تعبيرا عن ملحمة المقاومة بمدن القناة عام 1956، حيث يقول فى مطلع القصيدة "يا والدي! .. هذى الحروف الثائرة .. تأتى إليك من السويس .. تأتى إليك من السويس الصابرة .. إنى أراها يا أبى، من خندقى، سفن اللصوص .. محشودةٌ عند المضيق .. هل عاد قطاع الطريق؟ .. يتسلقون جدارنا.. ويهددون بقاءنا.. فبلاد آبائى حريق .. إنى أراهم، يا أبى، زرق العيون .. سود الضمائر، يا أبى، زرق العيون .. قرصانهم، عينٌ من البللور، جامدة الجفون .. والجند فى سطح السفينة.. يشتمون.. ويسكرون .. فرغت براميل النبيذ.. ولا يزال الساقطون.. يتوعدون".
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس حسين سيد حسن
غنوة الأبنودي
للأسف أخطأ المحرر حين قال عن غنوة يا بيوت السويس غناها الخال أبنودي بعد انتصارات 73 والصواب : غناها له محمد حمام بعد نكسة 67