استقبل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، نظيره المصرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم فى قصر الإليزيه التاريخى بوسط العاصمة الفرنسية باريس، وهو ما أعاد إلى الأذهان التاريخ الحافل بالأحداث الكبرى، تلك التى شهدها القصر الذى بنى خصيصا لتدوين وقائع التاريخ وتسجيلها فى سجلات الحضارة البشرية الحديثة.
الإليزيه من الداخل
يعد قصر الإليزيه المقر الرسمى لرئيس الجمهورية الفرنسية، أحد أقدم القصور الرئاسية فى العالم وبعد عدة أشهر يكون قد أكمل ثلاثة قرون وبذلك يعتبر واحدا من أهم مقرات السياسية فى كوكبنا، ويبلغ من الضخامة بمكان لدرجة أنه يحتوى على ثلاثمئة وخمسين غرفة موزعة على خمسة عشر ألف متر مربع بين قاعة الشرف شمالا إلى حديقة مساحتها نحو 20 ألف متر مربع جنوبا.
من داخل الجدران يضم القصر مكتب رئيس الدولة ومقر اجتماع مجلس الوزراء، ويقع القصر بالقرب من شارع الشانزلزيه فى وسط العاصمة الفرنسية باريس، تلك التى تسمى فى أدبيات العالم الحديث عاصمة الجن والملائكة والنور والنار، نظرا لاحتوائها على كل المتناقضات ولأنها العاصمة التى تسهر ولا تنام أبدا.
حديقة قصر الإليزيه
يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن الثامن عشر وتحديدا بالعام 1718 حينما اشترى الكونت هنرى لويس قطعة أرض فى باريس وشيد عليها قصرا ليسكنه، وبالفعل تم بناء القصر خلال أعوام 1718 و1722، وحين توفى الكونت هنرى لويس عام 1753 بيع القصر إلى جان أنتوانيت بواسون مركيزة بومبادور (1721 ـ 1764).
خلال القرون التالية أجريت عليه العديد من التعديلات إلا أنه بالرغم من ذلك حافظ على تصميمه الكلاسيكى الذى اشتهر به بين القصور الحاكمة فى عواصم العالم.
لقطة بانورامية لقصر الإليزيه
وتعنى كلمة "الإليزيه" فى اللغة الفرنسية "الجنة"، وهو كذلك بالفعل؛ ففى العام 1753، اشترى الملك الفرنسى آنذاك لويس الخامس عشر القصر؛ ليكون مقرا لإقامة عشيقته المفضلة الماركيز دى بومبادور.
بومبادور على الفور أرادت تحويله إلى جنة فقامت بتكليف المهندس المعمارى لاسورانس بإدخال تعديلات على القصر، فغطى الجدران بألواح خشبية، كما بنى درج كبير يربط طابقى القصر ببعضهما، كما اختارت دى بومبادور الأقمشة والرخام والمفروشات لوضعها فى القصر، وأشرفت على تزيين الجدران، وعملت على إقامة حديقة تحيط بالقصر مليئة بالنباتات وتحوى شلالات وكهفا ذهبيا؛ وبالتالى يكون تحفة تسرها وتسر عشيقها لويس الخامس عشر.
مدخل القصر من الخارج
فى الأعوام الأخيرة قررت السلطات الفرنسية فتح قصر الإليزيه أمام الزائرين خلال أيام إحياء التراث الأوروبى وتحديدا فى يومى السبت السابع عشر من شهر سبتمبر والأحد الثامن عشر من شهر سبتمبر عام 2016، من الساعة الثامنة صباحاً حتى السابعة مساءً، حيث يُسمح لجميع الزوار بمن فيهم المعاقين دخول القصر وزيارة غرفه والتنزه فى حديقته، لتكون "الجنة" ملكا للعامة كما كانت ملكا للنبلاء والملوك فى القرون الثلاثة السابقة.
وفى الشهور الأخيرة، خاصة مع صعود الرئيس إيمانويل ماكرون إلى قمة السلطة فى الجمهورية الفرنسية، أجرت سيدة فرنسا الأولى بعض التعديلات على التصميم الداخلى للقصر، مؤكدة قولها: "لقد أجرينا بعض التعديلات الطفيفة على التصميم الداخلى للقصر، بشكل أساسى حاولنا التخلص من الستائر الداكنة على النوافذ، والآن المظهر العام والإطلالة على حدائق القصر أصبحت أكثر انفتاحا".
وهكذا انتقل القصر بين العشاق والتجار والملاك والملوك وأخيرا إلى الرؤساء الذين تناوبوا عليه منذ الحرب العالمية وحتى الآن؛ وبالرغم من اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم إلا إن أحدا لم يحدث تغييرا على تصميمه الخارجى منذ عهد نابليون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة