يوسف أيوب

حادث الواحات ودرس الشائعات والحرب المعنوية

الإثنين، 23 أكتوبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من قتل الكاهن بتهمة أنه كافر، هو نفسه من حاول اغتيال الأديب الراحل نجيب محفوظ، واتهمه بالكفر رغم أنه لم يقرأ من أدبه سطرا واحدا، هو نفسه من قتل شبابنا من رجال الجيش والشرطة والأبرياء من المدنيين، كلهم ينتمون لتيار واحد، تيار الجهل والتطرف.
 
الإرهاب فى مصر لن يتوقف، هذه حقيقة يجب أن ندركها جميعا، فقدر مصر أن تبقى فى صدارة الدول المجابهة للإرهاب، والمتصدى لكل الأفكار المتطرفة، وهو ما أزعج الكثيرين فى الداخل والخارج، ممن أرادوا أن تبقى مصر رهينة لجماعة إرهابية تحركها مصالح دول إقليمية لا تريد لمصر أن تبقى قوية فبثوا سمومهم فى عقول شباب جاهل وبعضهم مستعد لبيع نفسه مقابل المال، فتلاقت المصالح بين دول تسعى لتدمير مصر، وجماعة لا دين لها سوى القتل والإرهاب والدمار، وشباب فاقدين للشعور بالوطنية، وجاهلين لأمور دينهم، وكانت النتيجة ما نراه يومياً من عمليات إرهابية يستشهد فيها خيرة شبابنا.
 
قدر مصر أنها ستظل فى وجه الإرهاب، لكن السؤال إلى متى! بالتأكيد الإجابة صعبة، خاصة أن هناك دولا وأجهزة مخابرات غربية وإقليمية ترصد ملايين الدولارات لجماعات الإرهاب لكى تنفذ أجندة ومخططات هؤلاء، لكنهم لم ولن ينجحوا فى تحقيق أغراضهم الدنيئة، لعدة أسباب، أهمها تماسك الشعب المصرى ووقوفه يداً واحدة خلف قيادته السياسية والقوات المسلحة والشرطة فى وجه الإرهاب، فضلاً عن تصدى جيشنا الوطنى لكل محاولات اختراق الأمن القومى بقوة وصلابة.
 
السؤال الجوهرى الذى يتردد الآن على ألسنة الجميع، لماذا تتصاعد هجمات الإرهاب خلال هذا الفترة تحديداً فى مصر، والإجابة بطبيعة الحال معروفة، لأنها مرتبطة بما حققته مصر خلال الفترة الماضية، فمن الطبيعى أن تزداد وتيرة العمليات الارهابية فى شهر اكتوبر لإفساد ذكرى نصر 6 أكتوبر العظيم، وهو تكتيك متبع من العناصر الإرهابية حتى يتم تشويه صورة الجيش وانتصاره خاصة فى نظر الأجيال الجديدة والشباب، وهو التكتيك الذى يظهر العداء الكامن تجاه مصر وجيشها فى عقول وقلوب هؤلاء الإرهابيين، حتى إن كان من بينهم مصريون، لكنهم لا يستحقون شرف الجنسية المصرية.
 
طبيعى أن تتعرض مصر لهجمات إرهابية، بعدما استطاعت القاهرة إتمام المصالحة الفلسطينية بعد وقيعة أستمرت لأكثر من عشر سنوات بين الفصائل الفلسطينية، خاصة حركتى فتح وحماس، فضلاً عن استقرار الأوضاع فى قطاع غزة، وهو ما مثل ضربة قوية للعناصر الإرهابية فى سيناء وقطع عنها محاور الإمداد اللوجيستى، ولذلك فإن هذه العناصر البائسة تسعى لإثبات عدم تأثرها بما حدث فى قطاع غزة، وقطع الإمداد الذ كان يأتيهم عبر القطاع، كما يحاول الإرهابيون بث روح النصر بينهم عن طريق تنفيذ عمليات كبيرة نوعيا.
 
ولا ننسى أن هناك دولاً على رأسها قطر الممول الأكبر للإرهاب فى المنطقة، غضبت من تحقيق مصر للمصالحة الفلسطينية، وكان متوقعاً أن تزيد من تمويلها وتخطيطها لكى ينفذ الإرهابيون التابعون لها عملية نوعية فى مصر، كنوع من التشفى والانتقام من نجاح القيادة المصرية فى الملف الفلسطينيى.
 
ولا ننسى أن الافتتاحات والإنجازات المتحققة خلال الفترة الماضية على الصعيدين الداخلى والخارجى تسببت فى توجيه ضربة إحباط لعناصر الجماعات الإرهابية، ولذلك فمحاولاتهم تنفيذ عمليات نوعية يأتى فى سياق إحداث حالة إحباط جمعى للرأى العام الداخلى.
 
من الطبيعى جداً أن تحدث عملية إرهابية، لكن ما ليس بطبيعى هو تعاملنا مع هذه العمليات، وأتحدث هنا تحديداً عن ترويج البعض لمعلومات خاطئة وشائعات كثيرة لا تمت للحقيقة والواقع بصلة، والغريب أن يتم تداول هذه الأكاذيب على نطاق واسع، وكأنها الحقيقة المطلقة، رغم يقين هؤلاء أن هذه الأكاذيب لها تأثيرات سلبية علينا جميعاً قد تفوق تأثير العملية الإرهابية نفسها، لأنها تستهدف الروح المعنوية لمجمل الشعب.
 
علينا جميعاً أن نتكاتف فى صف واحد لمجابهة الإرهاب، فشهداؤنا سواء من القوات المسلحة والشرطة هم أبطال ضربوا المثل فى الشجاعة والإخلاص للوطن، وأن تضحياتهم لن تذهب سُدى، ولا يجب أن نكون أقل منهم، آخذاً فى الأعتبار أن الحرب على الإرهاب، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى اجتماعه أمس مع الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع، واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، والوزير خالد فوزى رئيس المخابرات العامة، وعدد من قيادات ومسؤولى وزارتى الدفاع والداخلية، «لها طبيعة خاصة تختلف عن الحروب النظامية، وأن رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل نجحوا خلال السنوات الماضية فى تجنيب الوطن المسارات التى شهدتها الدول التى تفشى فيها الإرهاب، ونجحوا فى استعادة الاستقرار والأمن ومحاصرة الجماعات الإرهابية والتضييق عليها».
 
ما حدث فى الواحات درسا لنا جميعاً، وعلينا ألا نخطئ الهدف الذى نسعى له، وهو القضاء على الإرهاب، وعدم السماح بتحقيق أهداف الإرهاب فى التأثير على الروح المعنوية للشعب المصرى الذى يعى تماماً حجم التحدى ويقدر تضحيات الشهداء الذين يقدمون أرواحهم الغالية فداءً لأمن الوطن وسلامة المواطنين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة