أكرم القصاص - علا الشافعي

"إحنا شعبين شوف الأول فين والتانى فين".. كيف تحدث أهالى الشهداء أمام تجار الدماء.. أصحاب البطولة يحولون المآتم لأفراح ويعلنون استعدادهم للخدمة مكان أبنائهم.. والإخوان والنشطاء يتاجرون بدمائهم

الأحد، 22 أكتوبر 2017 11:20 ص
"إحنا شعبين شوف الأول فين والتانى فين".. كيف تحدث أهالى الشهداء أمام تجار الدماء.. أصحاب البطولة يحولون المآتم لأفراح ويعلنون استعدادهم للخدمة مكان أبنائهم.. والإخوان والنشطاء يتاجرون بدمائهم شهداء الواحات قدموا افتدوا وطنهم
كتب ــ حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يمكن أن نقارن بين الأبطال وباعة الدماء، بين من ربوا أولادهم على عشق تراب هذا الأرض وبذل دمائهم فدائه، ووضعوا أنفسهم وسط النيران لنعيش جميعا فى أمان، وبين من يبيعون أنفسهم قبل أن يبيعوا أوطانهم لأى مشتر آت، ولكل من يدفع أكثر، من الصعب المقارنة بين المحاربين على الجبهة ومحاربين الكيبورد وتغريدات تويتر، ولكن ربما يكشف لنا ما قاله أهالى الشهداء، أصحاب الدم والألم والبطولة، وما قاله تجار الدماء الخيط الرفيع الذى يفصل بين الصدق والكذب، بين صاحب الألم العاشق لوطنه، وبين مدعى الألم الذى يقتل القتيل قبل أن يسير فى جنازته ليبكى عليه.

 

بين ما تقرأه من باعة الدماء عبر مواقع التواصل الاجتماعية، وبين الأصوات الصادقة لأهالى الشهداء ترتسم كلمات الخال الأبنودى، أحنا شعبين شعبين.. شوف الأول فين والثانى فين.. وآدى الخط ما بين الاثنين بيفوت.. أنتم بعتم الأرض بفاسها.. بناسها.. فى ميدان الدنيا فكيتوا لباسها.. وإحنا بتوع الأجمل وطريقه الصعب.

عمرو-صلاح

 

 

بصوت قوى، يتحدث وكأن وطن عمره 7 آلاف عام، يقف بشموخ يحمل جسد ابن ضحى بنفسه.. نطق والد البطل النقيب عمرو صلاح، يقول بقوة ووضوح، ابنى مش خسارة فى مصر.. وأنا مستعد أروح مكان أبنى وأكمل مسيرته".. ويتحدث شقيقه: "عمرو عاش راجل ومات راجل وهنفضل دائماً فخورين بكل اللى عمله".. يخرج بجوارهما صوت والد الشهيد أحمد شوشة يقول بفخر وعزة "نجلى تنمى الشهادة ونالها.. والجنازة كانت عُرس.. ابنى وحيد على بنتين.. ولو عندى 10 زيه هقدمهم فداء للوطن".. يتحدث الدكتور علاء الحايس، والد الشهيد محمد الحايس "محمد راجل ودافع عن بلده وشعبه".

 

تقف مذهولا أمام كلماتهم الثابتة، منطقهم الراسخ، تكتشف أن الله لا يرزق أحدا بالشهادة إلا وإن كان يستحقها، تتأكد أن هؤلاء من طينة أخرى، أن كلمة "خير أجناد الأرض" قيلت عن جند مصر لسبب واضح، أن هذا الوطن ظل صامدا 7 آلاف عام لوجود هؤلاء، لوجود شباب يقفون على خط النار، ولوجود آباء مثل ذرعوا كلمة وطن فى قلوب أبنائهم، ولوجود أمهات تكتم ألمها، وتخرج لتدعم وطنها دون أن تنتظر مقابل.

27514-الفريق-أحمد-شفيق-رئيس-الوزراء-الأسبق-(2)              

إلى الجوار كان يكتب باعة الدماء، كل يكتب على شاكلته، أحمد شفيق يجلس على وسادته المريحة فى الإمارات، يمسك هاتفه الحديث ويكتب بغطرسة عن الخلل الأمنى، ويتجار بدماء الشهداء على طريقته الخاصة، إلى جواره يخرج حزب النشطاء السياسيين لا تختلف تدويناتهم كثيرا عن تدويناته البائسة، لا تختلف رائحة تنظيراتهم وتحليلاتهم الاستراتيجية عن رائحة العطن المنبعثة من كلماته.

 

إلى الجوار يظهر الإخوان بميلشياتهم الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعية، يتاجرون بالدماء على طريقتهم الرخيصة، يرفعون أرقام الشهداء ويحاولون سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة فى نفس وطن كامل، يستخدمون نفس الطريقة التى يستخدمونها فى كل مرة ولا يجنون منها سوى المزيد من الكره، والمزيد من الرفض من الملايين من الشعب المصرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة