هل ينجح العرب فى تقويض الطموح الإسرائيلى بإفريقيا؟.. ضغوط عربية تنجح فى تعطيل قمة إسرائيلية إفريقية بتوجو.. الصحافة العبرية تعترف: العرب وراء إلغائها.. وموقع القمة يعلن تأجيلها لأجل غير مسمى

السبت، 21 أكتوبر 2017 04:00 م
هل ينجح العرب فى تقويض الطموح الإسرائيلى بإفريقيا؟.. ضغوط عربية تنجح فى تعطيل قمة إسرائيلية إفريقية بتوجو.. الصحافة العبرية تعترف: العرب وراء إلغائها.. وموقع القمة يعلن تأجيلها لأجل غير مسمى مهمة عربية لتقويض الطموح الإسرائيلى فى أفريقيا
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بشعار "بناء الجسور نحو المزيد من الرخاء المشترك" بدأت إسرائيل فى الإعداد لقمتها فى إفريقيا، التى كان من المقرر انعقادها فى "مالو" عاصمة توجو خلال الفترة من 23 – 27 أكتوبر الجارى، فى إطار خطة وسياسة الحكومة الإسرائيلية للتوغل داخل القارة الإفريقية، وهو ما يمثل هدف رئيسى لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الخارجية.

 

شعار القمة .. بناء الجسور نحو المزيد  الرخاء المشترك

موقع القمة

وأجرت الحكومة الإسرائيلية استعدادات ضخمة للقمة، حيث تم تدشين موقع خاص بها للترويج لها قبل أسابيع من إطلاقها، إلا أنها صُدمت بطلب رئيس توجو "فورى جناسينجبى" تأجيل انعقاد القمة، بحجة الاستعداد لها بشكل أكبر، لضمان نجاحها بشكل كامل، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الإسرائيلية، فى بيان لها .

ضغوط من دول عربية وجنوب إفريقيا لإلغاء القمة

وفى البداية ربط البعض ما بين طلب رئيس توجو بتأجيل القمة، بسبب المظاهرات التى تشهدها بلاده، للمطالبة بتحديد مدة ولاية الرئيس، بسبب سيطرة عائلته على الحكم لفترة طويلة، إلا أن بعض التقارير التى نشرت فى المواقع الإفريقية، وكذلك فى الصحافة الإسرائيلية، أكدت أن تأجيل القمة جاء نتيجة ضغوط عربية وإفريقية مورست على توجو لإلغائها.

وقالت صحيفة "ذا سيتزن" الجنوب إفريقية، إن القمة تم إلغائها ليس فقط بسبب الأحداث السياسة التى تمر بها توجو حاليا، وإنما أيضًا نتيجة لضغوط سياسية قوية من قبل الفلسطينيين وجنوب إفريقيا وبعض الدول العربية.

وأضافت الصحيفة إن إسرائيل تحاول بقوة بناء تحالفات تكنولوجية واقتصادية وسياسية عبر القارة الأفريقية، وهذه القمة كانت تمثل لإسرائيل الجوهرة التى ستتوج بها جهودها لتقوية علاقاتها التجارية والدبلوماسية والأمنية مع القارة الإفريقية، خاصة أنها تأتى بعد الجولة التى قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلى العام الماضى لـ"4" دول إفريقية، وهى أوغندا وكينيا ورواندا وأثيوبيا، وكانت الجولة وقتها تحت شعار "إسرائيل تعود لإفريقيا .. وإفريقيا تعود لإسرائيل".

وأوضحت الصحيفة، أن هناك ضغوط قوية مورست من قبل جنوب إفريقيا وعدد من الدول العربية على "توجو" لإلغاء هذه القمة التى تعتبر ضوء أخضر لتطبيع العلاقات ما بين إسرائيل وإفريقيا، رغم ما ترتكبه إسرائيل من احتلال للأراضى الفلسطينية، واستمرارها فى إقامة للمستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة، والتى تعد جميعها أفعال مجرمة من قبل القانون الدولى.

 

Citizen

صحيفة ذا سيتزن تؤكد الضغط لإلغاء القمة

 

الصحافة الإسرائيلية تعترف بإلغاء القمة وليس تأجيلها

نفس المعلومات أكدتها الصحف الإسرائيلية، ومن ضمنها "هارتس" التى أكدت أن القمة تم إلغائها ولم تؤجل، وأن هذا القرار الذى اتخذته "توجو"، جاء بناء على ضغوط تم ممارستها بعض الدول العربية.

2

هاآرتس تؤكد إلغاء القمة

فلسطين تطالب البرلمان الإفريقى بإلغاء القمة نهائيا

المجلس التشريعى الفلسطينى طالب رسميًا البرلمان الإفريقى المنعقد فى جوهانسبرج، بدعم إلغاء هذه القمة بشكل نهائى، وليس تأجيلها فقط، وألقى السفير الفلسطينى هاشم الدجانى سفير فلسطين لدى جنوب إفريقيا كلمة أمام البرلمان، توجه فيها بالشكر مبدئيًا لكل أعضاء البرلمان الإفريقى على دعمهم فلسطين فى الحصول على صفة عضو مراقب داخل البرلمان الإفريقى.

وقال السفير فى كلمته "اتشرف بوجودى وسط أعضاء البرلمان الإفريقى، ويسعدنى أن أبلغكم خالص التقدير والشكر من قبل الشعب الفلسطينى والمجلس التشريعى الفلسطينى، على ما تمنحونه من دعم للقضية الفلسطينية، ولموافقتكم على منح فلسطين صفة عضو مراقب داخل البرلمان الإفريقى "

وأضاف: "دعونى أعبر عن تقديرى الشديد للبرلمان الإفريقى على دعمه القوى وتضمانه مع شعبنا الفلسطينى، ضد الاحتلال الإسرائيلى لنيل الحربة والاستقلال، والوصول لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بما يسمح بنشر السلام والاستقرار فى منطقتنا".

وتطرق السفير الفلسطينى فى خطابه للقمة الإفريقية الإسرائيلية قائلا: "بشأن ما أعلن حول تأجيل القمة الإسرائيلية الإفريقية فى توجو، نظل نطالب البرلمان الإفريقية، بالعمل سويا للوصل إلى إلغاء كامل ونهائى لهذه القمة، كما ندعو البرلمان الإفريقى، لتبنى دعوة حملة "مقاطعة إسرائيل" “BDS ، لقطع العلاقات التجارية والرياضية والثقافية والاقتصادية مع المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك منع المستوطنين الإسرائيليين من الدخول للدول الإفريقية، بما يضمن مزيد من الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية.

خطاب فلسطين امام البرلمان الافريقى

خطاب فلسطين للبرلمان الإفريقى

تحركات للبرلمان العربى لضمان إلغاء القمة

البرلمان العربى أيضًا كان له تحركات فى مواجهة انعقاد هذه القمة، حيث التقى الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربى، أثناء ترأسه لوفد البرلمان العربى المشارك بالاتحاد البرلمانى الدولى، الذى أقيم فى روسيا الأسبوع الماضى مع رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية توجو، ورئيس مجلس الشيوخ النيجيرى، ورئيس المجلس الوطنى بجمهورية جنوب إفريقيا، حيث شدد رئيس البرلمان العربى فى هذه اللقاءات على ضرورة تعزيز التضامن والتعاون العربى الإفريقى، خاصة حول القضايا المصيرية للعالم العربى وإفريقيا والارتقاء بعلاقات التنسيق والتعاون بين البرلمانات الإفريقية والبرلمان العربى.

وشدد رئيس البرلمان العربى خلال لقاءته، على أن قارة إفريقيا التى عانت من ويلات الاستعمار البغيض ونظام الفصل العنصرى تعرف أكثر من غيرها مدى عدالة كفاح الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى، وإن البرلمان العربى يوقن بأن برلمانات الدول الإفريقية لن تدخر جهدًا فى الاستمرار على ثباتها فى دعم الكفاح العادل للشعب الفلسطينى.

كما سلم النائب سفيان بن توفيق طوبال، المبعوث الخاص لرئيس البرلمان العربى، الدكتور مشعل بن فهم السلمى، رسالة لرئيس الجمعية الوطنية الكينية ونائب رئيس مجلس الشيوخ الكينى، وذلك خلال استقبالهما فى لقاءين منفصلين.

وأكد السلمى فى الرسالة التى وجهها لرئيسى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ بكينيا، أن البرلمان العربى يتطلع لدعم دولة كينيا لإلغاء القمة الإفريقية الإسرائيلية التى كان من المزمع عقدها بالعاصمة التوجولية شهر أكتوبر الجارى، وأجلت إلى إشعار آخر، باعتبار إسرائيل الآن الكيان الوحيد فى العالم الذى يحتل ويستعمر أراضى شعب آخر، ويضطهد شعبًا بأكمله من خلال ما يمارسه من سياسات الحصار والتهجير والاعتقال وسياسات الفصل العنصرى.

 

موقع القمة يعلن التأجيل ولا بيان رسمى بإلغائها

 

الإصرار على المطالبة بإلغاء القمة بشكل نهائى وليس تأجيلها فقط  يعود إلى أنه حتى الآن لم يصدر بيانًا رسميًا بإلغائها نهائيًا، والموقع الذى خصصته الحكومة الإسرائيلية للإعلان عن أخبار وتفاصيل القمة حتى الآن أعلن أن القمة مؤجلة فقط  .

ومن المؤكد أنه حتى وإن خسرت إسرائيل هذه الجولة من محاولات توغلها داخل القارة الإفريقية، إلا أن هذا لا يعنى أنها ستيأس من الاستمرار فى المحاولة، فى خوض مزيد من الجولات للوصول إلى هدفها فى توطيد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول القارة .

 

حاتم باشات: استمرار الضغط مهم وإسرائيل لن تستلم فى محاولاتها للتوغل داخل القارة

 

حاتم باشات عضو البرلمان الإفريقى، وعضو لجنة الشئون الإفريقية، قال إن الضغوط التى تم ممارستها حتى الآن قد تساهم فى إلغاء القمة بشكل نهائى خلال الفترة المقبلة .

وأضاف باشات لـ"اليوم السابع" إلى أن الضغوط الدبلوماسية عادة ما تؤتى بثماراها بقوة، لافتًا إلى أن الوفود العربية والإفريقية فى البرلمان الإفريقى،  نجحت فى العام الماضى فى انتزاع قرار هام باعتبار فلسطين عضو مراقب داخل البرلمان الإفريقى، فى حين تم رفض نفس الطلب لدولة إسرائيل، وهذه الوفود أيضًا لعبت دورًا هامًا فى المطالبة بإلغاء القمة الإسرائيلية فى توجو .

وفى السياق نفسه، قال باشات إن هذه القمة كانت تمثل أهمية قصوى لإسرائيل، لتتويج جهودها للتوغل فى القارة، خاصة بعد الجولة التى قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلى، العام الماضى فى عدد من الدول الإفريقية، معتبرًا أن النجاح فى تأجيل القمة أو إحداث توترات بشأن إطلاقها يمثل أزمة لإسرائيل، لأنها إثبات على قدرة الدول العربية فى مواجهة تمددها داخل القارة.

وتابع باشات: "الضغوط العربية لوقف القمة يجب أن تستمر، ولا يجب أن نرتكن إلى إعلان بعض الصحف الإسرائيلية إلغاء القمة، بل يجب أن تستمر المؤسسات العربية والإفريقية المضادة للوجود الإسرائيلى داخل القارة فى ضغطها لإغلاق الباب نهائيًا أمام إطلاق هذه القمة.

حاتم باشات عضو البرلمان الأفريقى

حاتم باشات عضو البرلمان الإفريقى







مشاركة



الموضوعات المتعلقة

إسرائيل تقرر نشر أجهزة تنصت بالقدس

الخميس، 19 أكتوبر 2017 09:16 ص

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة