المحبة والإخلاص.. ملخص حواديت "جنينة الحيوانات".. الحراس يؤكدون: أوفى من البشر.. ولحظات الموت والميلاد لا تنسى.. القردة لوزة تحتمى بحارسها من غضب البرنس.. وحارس الغزالة: اخترت للحلوين أسامى أحلى من أسماء بناتى

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 04:01 م
المحبة والإخلاص.. ملخص حواديت "جنينة الحيوانات".. الحراس يؤكدون: أوفى من البشر.. ولحظات الموت والميلاد لا تنسى.. القردة لوزة تحتمى بحارسها من غضب البرنس.. وحارس الغزالة: اخترت للحلوين أسامى أحلى من أسماء بناتى ملخص حواديت جنينة الحيوانات
سلمى الدمرداش - إسراء عبدالقادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«حديقة الحيوان»، إنسانية خلف الأسوار، اعبر بواباتها فى هدوء، واترك لعينيك وقلبك العنان لحياة أخرى قائمة على المبدأ القرآنى «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»، امض فى طريقك شاهد ولاحظ وتأمل.

 

«الحياة الآدمية فى عالم الحيوان».. هذا هو عنوان جولتنا التى سنصطحبك فيها بحديقة الحيوان، أو قلعة الإنسانية التى ذهبنا لها بأعين جديدة تجاوزت النظر إلى الحيوانات، وذهبت إلى الجوانب الخفية فى حياة تلك الكائنات.. جنود مجهولة عندما رأيناها أرست فى عقولنا وقلوبنا معانى أخرى للرحمة، «حراس الحيوانات» وجوه منحتها عشرتها بالحيوانات سكينة وهدوءًا يجبرك على تأملها فى صمت، ومتابعة إيماءاتها بشغف، وهى تتعامل مع هذه الكائنات التى تربطها بها عِشرة سنوات طويلة، يقضون فيها لحظات من المرض، السعادة، الخوف أحيانًا من برد قارس قد يعصف بأحدها أو يتعرض لأذى من قبل الزوار، هنا ستجد كل شىء بعين أخرى، ستعيش معه لحظات لن تردد فيها سوى جملة «سبحان الله»، وتتعجب على أحوال البشر الذين يستحقون الشفقة.
 
 

ـ «الحاج محمود بيلم مصايب مرات الأسد».. ويحميها من غضبه

 

ـ عبدالحميد حارس أقفاص الحيوانات: «بقالى 15 سنة مع النعام.. والحيوانات زى ابنك لا بتقولك هات أكل ولا شرب ولازم أحس بيهم»

 
القوة تكمن فى الحنان أحيانًا، والسيطرة يمكن أن تحصل عليها بالحب، هذا ما يمكنك قوله بمجرد أن تقع عيناك على عم صلاح محمود، وهو يتعامل مع «الحاج متولى»، الأسد الأقدم فى حديقة الحيوان، الذى قضى معه هو وباقى الأسود أكثر من 15 عامًا، بلغة العيون وباللمسات الحانية استطاع عم صلاح أن يروض الأسود، وبتفاهم معها بالنظرة، فنغزة من أصابعه لها قادرة على أن تجعل أصواتها تتعالى داخل الأقفاص، وإشارة من يده مصحوبة بالنداء عليها كافية لتلقى عليك التحية بهيبة الملوك.
 
التعامل مع ملوك الغابة له قواعده الخاصة التى لا يقوى عليها إلا شخص يحمل قدرًا عاليًا من الثقة تتناسب مع هيبتها، وقدرًا عاليًا من الحنان يتناسب مع طبيعتها التى لا تألف إلا من يحسن معاشرتها، ومن هنا استطاع عم صلاح أن يخلق علاقة بينه وبين الأسود، قوامها الأساسى الحب والأمان ومراعاة الضمير.
 
بملامح هادئة وصوت متزن يتحكم فى طبيعة نبرته بشدة، ومن داخل بيت الأسود بحديقة الحيوان، محل عمل عم صلاح، الرجل الخمسينى، بدأ يحكى لنا عن تفاصيل عاشها مع الأسود على مدى 15 عامًا، وقال: «اللى بيميز الأسد عن أى حيوان تانى، إنه مبيخافش من حاجة، ولو حس إنك بتحبه عمره ما يغدر بيك»، مشيرًا إلى أن الشخص الذى يتعامل مع الأسد يجب أن يكون هادئًا ولا يخاف منه، لأن الأسد إذا استشعر الخوف فى المحيطين به سيهاجمهم، وأضاف: «أنا بعرف الأسد من عينيه، الحيوان الوحيد اللى ممكن تعرف كل حاجة عنه من عينيه، حتى لو قرر يغدر بيبان فى عينيه».
 
وعن «الحاج متولى»، الأسد الأقدم فى حديقة الحيوان، وصاحب الـ 23 عامًا، حكى عم صلاح وقال: «ده أقدم أسد موجود هنا، وله معزة خاصة فى قلبى، وسميته كده على اسم مسلسل نور الشريف لأنه متزوج من 4»، مشيرًا إلى أن عمله مع الأسود جاء بناءً على طلب شخصى منه.
 
وبنظرات يملؤها حنان وصفاء لا يتناسب مع طبيعة المكان، الذى ينتابك الرعب فيه وأنت تستمع إلى زئير الأسد منبعثًا من كل اتجاه، تحدث عم صلاح عن طبيعة الأسود، وقال: «أكتر حيوان بيغير على مراته، لما بيلاقى أى أسد تانى فى قفصه شايفها، بيبقى هيتجنن وبيفضل يتحرك بشكل سريع جدًا، وهى بقى متسكتش تفضل تشاغله عشان تزود غيرته»، مشيرًا إلى أن اللبؤة أكثر شراسة من الأسد، ومن الصعب التعامل معها، وفجأة سرح لثوان، وقال: «على أد شراستها لكن لما اللبؤة بتيجى تولد بتصعب عليا جدًا»، مشيرًا إلى أن الأسد يكون بجوار زوجته وهى تضع صغارها، ويحتضنهم فور رؤيتهم كما يفعل الأب تمامًا، ويكون لهم حماية»، وأضاف: «الأمومة بقى بنشوفها بكل معانيها لما بنلاقى اللبؤة بتشيل ولادها ببوقها، لأنها بعد الولادة مبتقدرش تتحرك، والأسود بتتولد مغمضة ومش شايفة أمها، لكن الأم أم سواء إنسان أو حيوان».
 
من عرين الأسود إلى أروع صور الإنسانية، دخلنا إلى «جبلاية القرود» والشمبانزى التى ترفع شعار «ضحك ولعب وجد وحب»
 
ملخص حواديت جنينة الحيوانات (1)
 

وحيد «مايسترو البهجة» فى «شو راقص» للشمبانزى

 
 
عدد كبير من الزوار يتجمع حول تلك الأقفاص، وضحكات تتعالى من الكبار قبل الأطفال، و«مايسترو البهجة» يقف أمام القفص يشير لمن فيه فتنتج عن توجيهاته تلك السعادة بالمنطقة كلها.
 
منطقة جبلاية القرود والشمبانزى بحديقة الحيوان تتزين بحالة من الانسجام والبهجة، تميزها عن أى مكان آخر، تقترب لتعرف أكثر عن «وحيد»، الرجل الأربعينى الذى يعتبر «مايسترو البهجة» بالمكان، وصاحب المكانة والعشِرة الطويلة لدى القرود والشمبانزى.
 
يسير الحارس «وحيد» بين الأقفاص، فما أن يقترب منها حتى يتغير الحال بالكامل، هذا يقفز وذاك يصدر أصواتًا تشيع بالسعادة، أما الشمبانزى فيعيطه «تعظيم سلام»، مشيرًًا له بالاقتراب، فيرد «وحيد»: «حاضر يا كوكو جايلك».
 
يحكى «وحيد» لـ«اليوم السابع» تفاصيل أكثر عن سر العلاقة الوطيدة بينه وبين القرود بالحديقة، فيقول: «بقالى 30 سنة هنا، وأسعد لحظات حياتى لما بتعامل مع القرود»، فيرى «وحيد» فيهم أنهم كائنات على قدر عال من الذكاء والطيبة، فبحسب قوله: «لا يريدون سوى تقديم الطعام لهم والمعاملة الحسنة».
 
وأثناء حديثه معك يطلب منه أحد الأطفال أن يقدم لهم «الشو» الذى يأتون للحديقة خصيصًا لمشاهدته، فيمسك بعصاه ويبدأ ينادى «يالا يا كوكو.. رقصة بالكرش.. يلا تصقيف وبوسة»، فيتجاوب معه الشمبانزى مصممين عرضًا من البهجة والضحك المتواصل بأبسط الحركات، ويضيف «وحيد» عن علاقته الخاصة بالقرود أنها جزء مهم فى حياته، ولا يقدر على الذهاب فى إجازة طويلة بعيدًا عنها.
 
أما الحارس «محمد على» صاحب الـ30 عامًا، فله هو الآخر مكانة كبيرة عند القرود، وتتعامل معه بشكل مثير للاهتمام، فبمجرد أن يقترب من القفص يبدأ الشمبانزى بالاقتراب منه والسلام عليه باليدين، وطلب الطعام منه، فتبدأ بينهما رحلة من التجاوب والصداقة التى دامت لأكثر من 15 عامًا.
 
«نسبة الذكاء فى جيناتهم 94% من الإنسان.. وكفاية إنهم محبوسين فى قفص».. بتلك العبارة لخص «محمد» علاقته بالشمبانزى، ووضع لحدودته معهم عنوانًا عبّر عن تقديره وحسن معاملته لها.
 
ويسرد «محمد» لحظاته الخاصة معها، فهو يقضى معظم وقته باليوم بصحبتها منذ الصباح الباكر وحتى موعد انصرافه من الحديقة، موضحًا أن القرود أو الشمبانزى كائنات ذكية للغاية وقريبة للإنسان، بجانب كونها فصيلة نادرة، وأوشكت على الانقراض وتتطلب رعاية خاصة.
 
حالة من الانسجام والمعاملة بلطف وخفة دم تظلل المكان، وجود الحارس محمد بجانب القرود، ولا توافق على وجود شخص غريب بالمكان إلا فى وجوده، فهو يمثل لهم رخصة الأمان التى تسمح للآخرين بالاقتراب منها.
 
لحظة من فضلك.. لا تجعل انشغالك وتأملك لحركات القرود تأخذك عن هذا المشهد الموجود خلفك، فمن يمر من هنا لا يمكنه أن يرى صغار القرود ومرحهم دون أن يقطعه الخوف بشكل مفاجئ فور رؤيته بيت الدببة، الذى يمكنك تمييزه بسهولة من كثرة الأسلاك الشائكة المحاطة به، وسنصطحبك إلى هناك وندخل إلى تفاصيل هذا المكان مع حارسه.
 
ملخص حواديت جنينة الحيوانات (2)
 

«عم محمد».. 20 سنة مع الدببة.. و«حسونة» كلمة السر

 
 
مساحة متوسطة محاطة بسياج حديدى، وداخلها ممر صغير يفصلها عن الأقفاص التى تغلفها الأسلاك الشائكة، التى تحوى مجموعة من الدببة، بعضها يحمل اللون الأسود الذى يشير إلى مدى شراستها، وبعضها يحمل ألوانًا فاتحة بعض الشىء، على الرغم من الخوف الذى ينتابك فور رؤية لهذا المشهد، إلا أن عم «محمد رزق» يقف داخل هذا الممر الصغير يتعامل مع هذه الكائنات بحميمية وألفة شديدة، لا تتناسب مع شراستها.
 
بأصابع يديه فقط، ودون الحاجة إلى ارتداء قفاز لحمايته، يطعم الرجل الأربعينى الدببة فى سلام تام، اكتسبه من خبرة 20 عامًا قضاها معها بحديقة الحيوان، ربما تندهش وأنت تسمعه ينادى يا «فارس» لتجد استجابة فورية من الدب الذى يقدم عليه بفرحة طفل يستقبل أباه.
 
«سميحة، فارس، حسونة، سلوى، هانى، سماح».. هذه هى أسماء الدببة التى عرفنا عليها عم «محمد»، الحارس الخاص بها بحديقة الحيوان، وبدأ يحكى عن علاقته بها، وقال: «علاقتى بيهم بقت خوف عليهم مش منهم»، مشيرًا إلى أن الدببة من أكثر الحيوانات شراسة، لكن يمكن أن تأمن شراستها هذه بالعِشرة والحب والمعاملة الحسنة، وأضاف: «طول ما بتتعامل معاهم بحنية عمرهم ما يؤذوك، والدببة هنا بيحسوا بيا وعارفين نبرة صوتى، أول ما آجى عليهم الصبح بيجروا عليا، وبيسمعوا كلامى وأنا بكافئهم».
 
وعن ذكرياته التى لن ينساها مع الدببة، قال: «حسونة الدب الأحب إلىّ الذى توفى منذ بضعة أعوام»، وأضاف: «حسونة كان طيب وحنين وجدع وميغدرش أبدًا، وكنت بدخله بنفسى، وفى يوم جيت لاقيته ميت حطيت راسه على رجلى وبكيت ومكنتش عاوزهم يشيلوه، علشان كده لما جالنا دب جديد سميته حسونة».
 
وأردف: «سبوع سميحة كمان ميتنسيش»، مشيرًا إلى أنه قام بعمل «سبوع» للدبة «سميحة» وأحضر لها «تورتة»، وقام بتعليق الزينة على القفص وتم تصوير «سبوعها»، وكان ذلك بالتنسيق مع الحراس والأطباء البيطريين.
 
انتهت لحظات الخوف، والآن سنأخذك إلى الجزء الأكثر مرحًا وتشويقًا فى جولتنا، والبداية من بيت صديق الأطفال «الطيب أبو زلومة»، ثم نمر على رمز الجمال حيث «الغزلان»، ثم «النعام» ليكون آخر شىء نودعه بالحديقة.
 
 

الفيل «نعيمة» صديقى.. و«عم منعم» الحارس.. 10 سنوات صداقة

 

صديق الأطفال، ونجم شباك حديقة الحيوان لسنوات طويلة، الفيل صديقى الذى يأتى الأطفال من كل مكان لرؤيته والاستمتاع باللحظات التى يعطونه فيها الطعام، لكنّ هناك جنديًا مجهولًا خلف استمتاع الأطفال وتهافت آبائهم قبلهم على بيت الفيل فى حديقة الحيوان.. «عم منعم» صاحب الـ50 عامًا الذى يقف أمام بيت الفيل صائحًا بجملة طالما عشقها زوار الحديقة: «أحلى سلام يا نعيمة»، والذى يعتنى بالفيل منذ أكثر من 10 سنوات.
 
يحكى لـ«اليوم السابع» ذكريات أيامه مع الفيل «نعيمة» التى تبلغ من العمر37 عامًا، قائلًا: «هى اللى فاتحة بيوتنا ومفيش غيرها فى الجنينة»، تلتقط فى نبرة حديثه عن «نعيمة» علاقة خاصة تربطهما، ينادى عليها فتأتى له لتحية الزائرين من الأطفال والكبار.
 
يكمل «عم منعم» عن أسرار علاقته الوطيدة بـ«نعيمة» الفيل، ويوضح ترابطهما منذ أن يأتى فى الصباح الباكر للحديقة، فيعتنى بها ويقدم لها الطعام والمياه، ويلاحظها على مدى اليوم، قائلًا: «لما بشوفها متضايقة بحاول أسعدها بالأكل اللى بتحبه»، موضحًا أنه فى بعض الأحيان يراها تبتعد عن سور وجود الزوار، فيعلم بمرورها بحالة من الضيق، فيقدم لها ما يحلو لها من الخس والبطاطا لتعود لحالتها الطبيعية.
 
لا تقتصر علاقة «نعيمة» بـ«عم منعم» على هذا الحد، بل إنها لا تستجيب إلا لصيحات ندائه ولا تفقه إلا لصوته هو فقط، فإذا حاولت أن تأمرها بإلقاء تحية السلام على الناس فلن تستجيب حتى يدعوها صديقها قائلًًا: «أحلى سلام يا نعيمة»، فترفع «نعيمة» خرطومها لتلقى السلام على الأطفال والكبار، وسط حالة من البهجة التى تسرى على وجوه كل المحيطين ببيت الفيل، فهذا يشاهد الفيل، وذاك يلتقط الصور لأطفاله مع الفيل، و«عم منعم» يقف يعطى الأطفال قطع البطاطا وأوراق الخس وينظر لـ«نعيمة» نظرات عناية واهتمام، يتدبر وقفتها ويهتم بحالها، فإذا شعر بحاجتها للراحة يدخلها لداخل البيت، ويعود بها مرة أخرى.
 
«طبعًا بنحس ببعض».. هكذا أجاب «عم منعم» عن سؤال تبادل الإحساس بينه وبين «نعيمة»، موضحًا أن تعامله معها منذ أكثر من 10 سنوات جعله يأتى لعمله كل صباح متشوقًا لرؤيتها، كما أنها لا تألف إلا وجوده بجانبها وتلاحقه بنظارتها أينما ذهب، علاقة ود وإنسانية متبادلة بين الحارس والفيل «نعيمة»، وعِشرة عمل وبيوت مفتوحة بحس خفة دم «نعيمة»، وسلامها المبهج على الزوار بعد كل وجبة تتناولها من أيديهم.
 
 

القوام غالب والعيون «غزلان»

 
«عم عاشور».. 12 سنة فى حراسة بيت الغزال.. و«مروان» و«هاجر» أقدم سكان البيت.. و«عزة» أحدث المواليد
 
فتش عن الحب فى قلوب لا تعرف غيره، وابحث عن الراحة والسكينة مع كائنات يقال إن الله عز وجل ميزنا عنها بالعقل، لكن الحقيقة أن المولى ميزهم عنا بالإنسانية، فى عالم مواز يعيش الحاج عاشور عبدالفتاح، الرجل الخمسينى أمام بيت «الغزلان» بحديقة الحيوانات، يحرسها ويتولى إطعامها، ويوفر لها سبل الراحة.
 
 12 سنة هم عِشرة الحاج عاشور مع «أبنائه» من الغزلان كما يلقبها، شاهدها فيها وهى تكبر وتتكاثر، كان رفيقها فى لحظات المرض، فكانت له خير رفيق وأنيس.
 
«الغزال عارف صوتى وأول ما يشوفونى بيجروا عليا».. بنبرة حانية وبأعين تتفقد حركة الغزلان فى حب، بدأ الحاج عاشور الحديث عن علاقته بالغزلان بهذه الكلمات، وأضاف: «بخاف عليهم زى ولادى وأكتر، وبيصعبوا عليا أكتر من ولادى كمان، الطفل لو تعبان هيقول لكن دول لاحول لهم ولا قوة، والواحد بيتعامل معاهم بضميره لأنهم أمانة».
 
وتابع: «لما بلاقى الأطفال الزوار بيتعاملوا معاهم بعنف أو يضربوهم ببعدهم عنهم، لأنى بخاف عليهم جدا، مبقوش شغلى على أد ما هم منى، ولما بروح لأولادى 4 أيام فى الشهر بيوحشونى جدًا وبفضل أفكر فيهم».
 
بفرحة أب يقدم أبناءه للضيوف بدأ الحاج عاشور يعرفنا على رفاقه، وقال: «مروان، وعزة، وهاجر» ثم انفرجت شفتاه بضحكة واسعة، وقال: «الصغيرة الحلوة اللى هناك دى هايدى بنت عزة لسة مولودة»، مشيرًا إلى أنه شهد لحظة ميلادها، وهو من قام بتسميتها كما فعل مع باقى الغزلان.
 
وعن أهم ما ربطه بالغزلان، قال: «الحيوان أذكى من الإنسان، والغزال طيب ميغدرش، بدخله بالأكل والشرب وأحب أتفرج على جماله وأملّى عينى من جمال عيونه».. هذه كانت تفاصيل بسيطة من حياة الحاج عاشور مع الغزلان على مدى 12 سنة.
 
ملخص حواديت جنينة الحيوانات (3)

النعام مع «عبدالحميد» لا تدفن رأسها فى الرمال

 
تسحبك قدماك للتجول فى أرجاء الحديقة،، فتجد قفص النعام الذى يحتوى على 5 من النعام ويجلس أمامه الحارس البسيط الذى ينادى على إحداها: «تعالى يا نورا»، فتأتى «نورا» فى نظام، تلتقط الطعام من أيدى الزوار، وكأن هناك نظامًا فى استقال الضيوف على مدى اليوم.
 
تقترب منه لتزيل الستار عن هذا العالم الغريب، والعلاقة الوطيدة بين الحارس والحيوان.. عبدالحميد رياض، حارس بيت النعام، صاحب الـ 55 عامًا، الذى لم يعرف فى حياته عملًا إلا أنه حارس على أقفاص الحيوانات فى حديقة الحيوان.
 
«بقالى 15 سنة مع النعام».. هكذا بدأ عبدالحميد حديثه عن عمله مع النعام، يأتى كل صباح فتستقبله النعام مسرعة على السور، ليحضر لها الطعام كعادته لسنوات طويلة.
 
يفتح الحارس الطيب قلبه لـ«اليوم السابع»، ويسرد تفاصيل علاقته بالنعام قائلًا: «الحيوانات زى ابنك، لا بتقولك هات أكل ولا شرب ولازم أحس بيهم».
 
يقضى عبدالحميد ساعات عمله منذ السابعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا جالسِا أمام قفص النعام يستقبل الزوار، وينادى على النعام وكوب الشاى أمامه.. «نورا» و«نادية» تلك هى الأسماء التى اختارها الحارس الأصيل لتكون أسماء أقرب النعام لقلبه، ويقول: «نورا بلطجية، لكن النعامة نادية هى الأقرب لقلبى لأنها هادية وبتسمع الكلام».
 
بنبرة يتخللها الحزن، وكأنه تذكر أحد المواقف الصعبة التى مر بها خلال حراسته للنعام فى الحديقة، قال عبدالحميد: «الفراق صعب وحاجة توجع لما تسيب النعامة وتيجى الصبح تلاقيها ميتة».
 
علاقة عبدالحميد بالنعام تعتبر علاقة صداقة عمل من نوع خاص، يمد لها يديه بالطعام على مدى اليوم، فيرد النعام ذلك الجميل بظهور مشرف وطاعة أمام الزوار، ويوضح عبدالحميد طريقة تعامله مع النعام بهدوء وحكمة، لأن «النعام غلاوى، لو غدرت بيه هيفش غله فيك»، موضحًا أنه يتعامل مع النعام بهدوء وحنان، ويطعمه كما لو كان أحد أبنائه فى حاجة إليه.
 
ويتحدث عن اهتمامه بصحة الطعام ونظافة المياه، فتلك هى قوانين يسير عليها الحارس أثناء عمله، وعلاقة إنسانية خاصة تلمحها عن بعد، وعندما تقترب بين الحارس والحيوانات فى الحديقة.
ملخص حواديت جنينة الحيوانات (5)

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة