أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

حماية الدواعش بزعم احتواء ملالى طهران

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغرب وأخبث الطروحات السياسية، التى قرأتها مؤخرًا، مقال لوزير الخارجية الأمريكى ومستشار الأمن القومى الأسبق، هنرى كيسنجر، يحذر فيه من تدمير تنظيم داعش، لأن إزالة التنظيم الإرهابى الأخطر فى العالم الآن، يعنى منح الفرصة لقيام إمبراطورية شيعية متطرفة تمتد من الخليج العربى إلى بيروت على البحر المتوسط.
 
كيسنجر يتكلم فى مقاله المنشور على موقع كاب- إكس وعدد من الصحف البريطانية ومنها الإندبندنت، عن خطورة الأوضاع فى المنطقة حال القضاء على تنظيم داعش، وهو ينطلق من سؤال افتراضى مؤداه: من سيرث أراضى التنظيم، التى يسيطر عليها حاليًا بعد هزيمته؟ السؤال نفسه يستحق التوقف عنده طويلا، إذ يعكس النظرة الاستعمارية التقليدية لدى كيسنجر وكبار المفكرين الغربيين من صناع القرار فى بلادهم إلى البلاد العربية، باعتبارها أراضى خلاء وبلادًا بدون إرادة سياسية، ولا تملك قرارًا فى أمورها، وبالتالى، يمكن تطبيق أى برنامج سياسى عليها وتحريك الإثنيات والعرقيات الموجودة عليها وفق التصورات السياسية المعتمدة من صانع القرار الأمريكى.
 
هذا الفهم الاستعمارى الواضح، لا يعترف بسيادة الدولة السورية على كامل أراضيها ولا بسيادة الدولة العراقية ولا اللبنانية، ولا بسيادة الدولة المصرية، ولذا جن جنون الأمريكيين وحلفائهم فى أوروبا بعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بالمشروع المعتمد من إدارة أوباما للسيطرة على مصر وتقسيمها والانطلاق بعدها لاجتياح دول الخليج وإعادة رسم ملامح الشرق الأوسط الكبير القائم على دويلات عرقية وإثنية متناحرة.
 
إذن ثورة 30 يونيو المصرية كانت أول رد حاسم على مشروع أوباما الاستعمارى، وصناع القرار من أمثال كيسنجر، الذين مازالوا يتعاملون مع المنطقة العربية على أنها أراض خلاء ودول بدون إرادة سياسية، وعلمنا بعد ذلك أن نظرية الفوضى الخلاقة تعنى تكوين وتسليح ميليشيات متطرفة ودعمها بالمال وحمايتها جوا لإشعال الحروب الأهلية المميتة فى الدول العربية لسنوات، حتى يتحلل المجتمع، ويفتقد أى قدرة على التماسك والتوحد، وهنا يتدخل المستعمر الأمريكى الجديد ليقسم خريطة بلادنا العربية بالشوكة والسكين، هنا دولة كردية وهنا دولة سنية متطرفة، وهنا دولة قبطية، وهناك دولة للموارنة، وهكذا لتتحول الخريطة العربية من دول مستقرة ذات سيادة إلى مجموعة من الطوائف على أرض بلا سيادة وولاؤها جميعا إلى تل أبيب وواشنطن.
 
إذن، ما زال لتنظيم داعش الإرهابى دور فى المنطقة ومازال لجماعة الإخوان الإرهابية دور ولجبهة النصرة وجماعة فجر ليبيا وأنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، التى تعمل على تقويض عناصر الدول العربية المستقرة ذات السيادة والحدود المعروفة والعضوية فى الأمم المتحدة.
وللحديث بقية
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة