أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

أسرار جديدة فى سيناريو الحوار بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءتى للعلاقات المصرية الأمريكية فى جانبها التاريخى، وذلك استنادا إلى «دائرة المعرفة الدولية». ولكن ما هو السبب فى لامبالاة الولايات المتحدة فى علاقتها الاقتصادية مع مصر هل هو احتكار بريطانيا لتجارة مصر الخارجية؟ بالطبع، فالولايات المتحدة على سبيل المثال كانت الدولة الأولى التى تصدر لمصر السيارات ولم تحاول بريطانيا أن تزيح الولايات المتحدة أعتقد أن الدافع الحقيقى يكمن فى إحساس الولايات المتحدة أن مصر لا تستطيع أن تتبع سياسة اقتصادية مستقلة نظراً للوضع البريطانى الممتاز فى مصر، وليس هو احتكار بريطانيا لتجارة مصر وهو السبب الذى جعل الولايات المتحدة ترفض عقد معاهدة تجارية مع الحكومة المصرية فى عامى 1936، 1939.
 
وستكون العلاقات الاقتصادية خلال الفترة من 1919 إلى 1928 فى خط رأسى متصاعد، والفترة من 1929-1932 ستكون ممثلة بخط ينحدر انحداراً شديداً والفترة من 1933-1938 ستكون بخط متذبذب يعلو ويهبط إلى أن يصبح خطاً أفقياً.
 
أما بالنسبة للعلاقات الثقافية فقد شكلت العلاقات حجر الزاوية فى العلاقات المصرية الأمريكية خلال تلك الفترة، ولنبدأ بتقييم نشاط الإرسالية الأمريكية التبشيرى فى مصر، والواقع لقد فشلت الإرسالية فشلاً ذريعاً فى تحويل المسلمين إلى المسيحية ولذلك اتجهوا للعمل بين الأقباط لتحويلهم إلى البروتستانية أما بالنسبة لتقييم النشاط التعليمى الأمريكى فى مصر فقد نجحت الولايات المتحدة فى نشاطها التعليمى والخيرى الأمريكى فى مصر فسيمثل الفترة من 1919-1925 خطاً رأسياً متصاعد وسيمثل الفترة 1919-1926 خطاً منحدراً فى هبوط شديد حتى يصبح أفقياً.
 
أما النسبة لتقييم الاهتمام الأمريكى بعلم المصريات فيمكن أن نمثله بخط رأسى متصاعد منذ 1919 حتى 1936، ويمثل بخط أفقى خلال الفترة من 1936-1939.
 
وفى النهاية يمكن القول إن العلاقات المصرية الأمريكية خلال تلك الفترة بشكل عام علاقات ثقافية واقتصادية أكثر منها علاقات سياسية ذلك أن الوجود البريطانى فى مصر لم يجعل العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تأخذ شكلاً مباشراً خاصة فى النواحى السياسية وإذا أردنا أن نرتب هذه العلاقات حسب أهميتها فهى علاقات ثقافية اقتصادية سياسية.
 
مع بداية الألفية الثالثة اكتسب الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة أبعاداً على درجة كبيرة من الأهمية، لخطورة تطور الأوضاع فى المنطقة وضرورة وضع قاعدة للمصالح المشتركة من خلال لقاءات وتشاورات مستمرة بين البلدين، وعدم الاكتفاء بلقاء واحد كل عام، نظم هذه اللقاءات وزيرا خارجية البلدين حيث تم التوصل إلى الاتفاق بشأن النقاط التالية:
 
- الإسهام الفاعل فى إرساء تسوية مقبولة للقضية الفلسطينية تراعى حقوق ومطالب أطراف النزاع.
- التوصل إلى السلام فى السودان بدون الإخلال بوحدة السودان كدولة.
 
- زيادة المساعدات الإضافية الأمريكية لمصر لمواجهة خسائر الحرب على العراق وكذلك الخسائر التى نجمت بعد أحداث 11 سبتمبر.
 
- بدء المفاوضات الرسمية بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين بعد تحقيق تقدم فى العلاقات التجارية فى إطار اتفاقية التجارة والاستثمار.
 
وقد حرصت مصر والولايات المتحدة معا على تحديد ثلاثة أهداف كبرى لتعاونهما وهى: السلام والاستقرار الإقليمى التصدى للإرهاب- الإصلاح الاقتصادى.. كما قررت الدولتان مجالات العمل المشترك وهى:
 
- التحالف الاستراتيجى Strategic alliance بما يعنيه من تعاون عسكرى وتدريب ومناورات مشتركة وبرامج تسليح وتصنيع عسكرى ومحاربة الإرهاب.
- الالتزام بالسلام Commitment to Peace بما يعنيه من تسوية سلمية للصراع العربى الإسرائيلى على جميع المسارات وتحقيق الأمن والاستقرار الوطنى والإقليمى.
 
- تنفيذ برنامج وطنى مصرى للإصلاح الاقتصادى Pursuit of economic reform بما يعنيه من مساعدات اقتصادية أمريكية ومن خلال المؤسسات الدولية ووضع برنامج لعلاج خلل الموازين الخارجية والمديونية وعجز الميزانية وتحديث البنية التحتية وتحقيق معدل تنمية يزيد عن معدل الزيادة السكانية وتعظيم دور القطاع الخاص وضمان الاستثمار الوطنى والأجنبى.
 
غير أن هذا التطور فى العلاقات لا يعنى بالضرورة الاتفاق المطلق بين وجهتى النظر المصرية والأمريكية بشأن القضايا الدولية والإقليمية، وإنما يعنى التفاهم وعدم الخلاف رغم الاختلاف فى وجهات النظر فى بعض الأحيان، وقد تمثلت أوجه التعاون فيما يلى:
 
(أ) التعاون المصرى الأمريكى فى حرب الخليج فى عام 1991؛ نتيجة اتفاق وجهتى النظر المصرية والأمريكية والذى أدى إلى توطيد العلاقات السياسية الأمريكية مع العالم العربى وخاصة مصر، الأمر الذى أدى إلى قيام الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش الأب بإلغاء ديون مصر العسكرية.
 
(ب) الاتفاق المصرى الأمريكى على ضرورة إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط وإقناع الأطراف العربية بالجلوس مع إسرائيل على مائدة المفاوضات، حيث نجحت الدبلوماسية المصرية فى إقناع الولايات المتحدة بإجراء حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية الأمر الذى أدى إلى توقيع المنظمة مع إسرائيل لاتفاق الحكم الذاتى فى غزة وأريحا فى عام 1993 خلال اتفاقيات أوسلو. استمرت الجهود المصرية والأمريكية طوال عقد تسعينيات القرن العشرين من أجل دفع المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية لإحلال السلام فى المنطقة واحتواء أعمال العنف من الجانبين والوصول إلى تسوية عادلـة للقضيـة الفلسطينيـة والقدس من خـلال لقاءات القمة فى شرم الشيخ فى مؤتمر قمة صانعى السلام فى مارس 1996، وفى منتجع واى ريڤر عام 1999، ثم من خلال لقاءات القمة فى كامپ ديڤد 2 عام 2000.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة