"مش كردستان وكتالونيا بس".. حمى النزعات الانفصالية تنتشر فى 21 دولة حول العالم.. جنوب اليمن يدعو لإجراء استفتاء للانفصال.. أمريكا ودول الاستعمار القديمة تتجرع من "كأس الانشقاقات".. ودعوات الاستقلال تمزق أوروبا

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 02:28 م
"مش كردستان وكتالونيا بس".. حمى النزعات الانفصالية تنتشر فى 21 دولة حول العالم.. جنوب اليمن يدعو لإجراء استفتاء للانفصال.. أمريكا ودول الاستعمار القديمة تتجرع من "كأس الانشقاقات".. ودعوات الاستقلال تمزق أوروبا
تقرير يكتبه: محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للنزعات الانفصالية، وارتفاع صوت القوميات المستقلة، تاريخ طويل فى العديد من الدول حول العالم، النامية منها والمتقدمة أيضًا، فرغم استغلال أمريكا، والغرب، للنزعات الاستقلالية فى إثارة الفتن وتقسيم الأوطان فى كثير من دول القارة الأفريقية خاصة الغنية منها بالثروات النفطية والمعدنية، وكذلك المتمتعة بمواقع جغرافية محورية، حتى تتمكن من استنزاف مقدراتها وثرواتها حال تحويلها لدويلات صغيرة يسهل استغلالها، إلا أن الدول الاستعمارية والانتهازية ذاقت مرارة نفس كأس تمزيق أوصال الوطن الواحد المتماسك، بدعوة أجزاء منها للانفصال والتمتع بحكم ذاتى كدولة وقومية مستقلة.

العام 2017، شهد خلال أشهره الأخيرة، إجراء استفتاءين للانفصال، فى كل من دولتى العراق، وإسبانيا، ففى الأولى، أجرى الأكراد – وهم جماعة عرقية تنتنشر فى 4 دول بمنطقة الشرق الأوسط هى العراق وسوريا وتركيا وإيران – استفتاءً للاستقلال بإقليم كردستان عن الدولة العراقية، إلا أن هذا الأمر لاقى اعتراضًا كبيرًا إقليميًا ودوليًا، كما لم تعترف الحكومة العراقية بنتائج الاستفتاء، الأمر ذاته تكرر فى إقليم كتالونيا، الذى أجرى استفتاء مشابه، للانفصال عن المملكة الإسبانية، وواجه نفس ردود الفعل المحلية والإقليمية والعالمية، بالرفض الشديد.

انتخابات إقليم كردستان

 

استفتاء إقليم كتالونيا


 

 

دعوات لإجراء استفتاء انفصال جنوب اليمن

وانتقالًا من الحالتين الأخيرتين للانفصال فى العراق، وإسبانيا، نجد أنفسنا أمام دعوات انفصالية فى عدد كبير من الأقاليم والمدن والولايات فى 19 دولة أخرى، بداية، انتقلت حمى الاستقلال إلى دولة اليمن، حيث جدد محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدى، دعوات انفصال جنوب اليمن، مؤكدًا أنه سيعلن قريبًا عن استفتاء لانفصال الجنوب.

عيدروس الزبيدى رئيس المجلس الانتقالى اليمنى
عيدروس الزبيدى محافظ عدن السابق

 

أطماع الأكراد فى سوريا للتمتع بحكم ذاتى

 

وعربيًا أيضًا، ينشط الأكراد فى سوريا، حيث تستغل قوات سوريا الديمقراطية، الحرب الأهلية، ومواجهات الجيش السورى، مع العديد من الفصائل المسلحة التى تهدف إلى إسقاط النظام السورى، إضافة إلى مواجهاته مع تنظيم "داعش"، تلك الصراعات المسلحة، ودخلوا فى خط المواجهات مع تنظيم "داعش"، للسيطرة على بعض المناطق الخاضعة لسيطرته،  وذلك طمعًا فى الفوز بحكم ذاتى للمناطق التى ستخضع لسيطرتهم نتيجة ذلك الصراع.

قوات سوريا الديمقراطية

 

"الأمازيغ" و"البوليساريو" شوكة فى حلق المغرب

أما المغرب، فتعانى داخليًا، من نشاط الأمازيغ المتكرر، الذين يطالبون بالاستقلال عن المملكة المغربية، وتأسيس دولة "تامزغا" الأمازيغية، وذلك بعد أن تمكنوا من اعتراف دستور 2011 فى المغرب، باللغة الأمازيغية، لغة رسمية فى البلاد.

"الأمازيغ"، لا يشكلوا المعاناة الوحيدة للمغرب مع الحركات الانفصالية، فهنالك الجبهة الشعبية المعروفة باسم البوليساريو، وهى حركة تحررية تأسست فى 20 مايو 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية، مما تراه استعمارًا مغربيًا.

الأمازيغ فى المغرب

 

مواطنو الأقاليم الناطقة باللغة الإنجليزية يدعون للاستقلال عن الكاميرون

وعلى المستوى الأفريقى، تشهد الكاميرون، اضطرابات فى الأقاليم الناطقة باللغة الإنجليزية، أخرها كان شهر أكتوبر الجارى، حيث يدعو محتجون فى تلك الأقاليم لإنشاء دولة مستقلة تحت مسمى "أمبازونيا"، وذلك لشعورهم بالتهميش، والحرمان الاقتصادى، من جانب الحكومة التى يهيمن عليها الناطقون باللغة الفرنسية.

الشرطة الكاميرونية تواجه مظاهرات تطالب باستقلال أقاليم

 

3 دعوات انفصالية تمزق نيجيريا

أما نيجيريا، فتعانى نزعات انفصالية وتوترات مستمرة بين شمال ذو أغلبية مسلمة، وجنوب ذو أغلبية مسيحية، وفى جنوب شرق البلاد، حيث تشكل إثنية الـ"إيجبو" أغلبية، ازدادت المطالب بقيام دولة مستقلة، بعد 50 سنة على النزاعات المسلحة من أجل استقلال "بيافرا"، الذى أدى إلى حرب أهلية.

وفى الجنوب الغربى، تتواصل الدعوات الانفصالية فى "بيافرا"، حيث تتنامى مطالب حركة "شعوب بيافرا الأصلية"، بإقامة دولة مستقلة لشعب الإيجبو، الذى يمثل غالبية سكان المنطقة الجنوبية الغربية.

مظاهرات فى نيجيريا

 

3 دعوات للانفصال عن الصين فى تايوان هونج كونج والتبت

وفى قارة آسيا، تتوالى المظاهرات ودعوات الانفصال، فى 3 مناطق تابعة للصين، هى تايوان، هونج كونج، التبت، مما يؤرق السلطات الصينية، التى تسعى جاهدة لفرض سياستها "الصين الواحدة"، على تلك المناطق، وإلزام المجتمع الدولى بعدم التعامل معها كمناطق منفصلة، بل التعامل مع الحكومة المركزية فى بكين، والاعتراف بأن صين واحدة فقط فى العالم، وأن تلك المناطق جزء لا يتجزأ من الوطن الأم.

مظاهرات فى هونج كونج

 

11 نزعة انفصالية تمزق روسيا الاتحادية

أما روسيا، فهى صاحبة أكبر نزعات استقلالية بين جميع دول العالم، حيث تعانى الدولة الاتحادية من دعوات استقلالية فى 11 منطقة تابعة لسلطاتها هى (الشيشان "تتمتع باستقلال فى الحكم" – داغستان – قبردينو أو "بلقاريا" – إنجوشيتيا – تتارستان – سيبيريا – كالينينجراد – باشكورستان أو "أوسيتيا الشمالية" – ياقوتيا - كاريليا "تسعى للانضمام إلى فنلندا" – آيفانجورود "يطالب البعض فيها الانضمام إلى إستونيا").

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين

 

3 ولايات جنوبية تخطط للانفصال عن البرازيل

ولم تغب النزعات الانفصالية، عن الأمريكتين، ففى البرازيل، تأسست حركة "الجنوب الحر"، عام 1992، فى مدينة لاجونا، الواقعة بولاية سانتا كاتارينا، التى تخطط لإجراء استفتاء لانفصال 3 ولايات جنوبية، عام 2018، وهى ولايات سانتا كاتارينا، وبارانا، وريو جراندى دو سول، فيما أوضح استطلاع رأى، أن هناك أغلبية ترجح تأسيس دولة جديدة تجمع الولايات الثلاثة خارج حدود البرازيل.

قوات الأمن البرازيلية

 

عدوى الاستقلال تصل الولايات المتحدة الأمريكية

وكان للولايات المتحدة الأمريكية، نصيب فى تذوق ولو جانب ضئيل من مرارة دعوات الاستقلال، حيث انطلقت حملة تحت مسمى "كاليفورنيا وطنًا"، كما اشتهرت باسم "كاليكست"، بهدف جمع 600 ألف توقيعًا على طلب لانفصال الولاية كدولة مستقلة.

وبالفعل سمحت سلطات كاليفورنيا الأمريكية، للحملة بجمع التوقيعات بدءًا من يناير الماضى، وقال سكرتير الولاية، أليكس باديلا – حينها – إنه حال جمع التوقيعات سيطرح الطلب بشكل رسمى على التصويت العام، خلال الانتخابات المقبلة، فى نوفمبر 2018، وفى حال صوت غالبية الناخبين لصالح الاستقلال، عندها يتعين تعديل دستور الولاية، وبعدها يتعين إجراء استفتاء فى 2019، يقرر خلاله الناخبون ما إذا كانوا يؤيدون استقلال كاليفورنيا.

 

علم انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة الأمريكية

 

اسكتلندا وأيرلندا الشمالية وكورنوال يهددون وحدة بريطانيا

القارة العجوز، كان لها نصيب الأسد، من النزعات الانفصالية، ففى المملكة المتحدة، ومنذ أن أصبحت اسكتلندا، جزءًا من وحدة بريطانيا العظمى عام 1707، كانت هناك دعوات انفصالية وتحررية، وتزايدت دعوات الاستفتاء فى 2017، عبر التخطيط لاستفتاء كبير فى 2021، وذلك بعد أن تمكنت اسكتلندا، من إجراء استفتاء فى سبتمبر 2014 بنسبة 44.7% لمصلحة الاستقلال.

ليست اسكتلندا فقط من تسعى للانفصال عن بريطانيا، بل يسير على خطاها، كورنوال أو "قرنوالية"، وهى مقاطعة ساحلية تقع جنوب غرب بريطانيا، يطالب سكانها بتأسيس شبه إمارة مستقلة للإقليم تحت ما يسمى بدوقية "قرنوالية"، وهناك مطالبات أخرى لاستقلالية أكبر للمقاطعة بنوع من الحكم الذاتى.

وعلى غرار سابقيها، هناك أيرلندا الشمالية، التى يطالب فيها الحزب الجمهورى "شين فين"، باستفتاء على توحيد أيرلندا، بحيث تنفصل عن المملكة المتحدة، وتنضم إلى الجمهورية الأيرلندية.

استفتاء فى أيرلندا الشمالية

 

جزيرة جرينلاند يسعى للاستقلال عن الدنمارك

ومن أبرز الدعوات الاستقلالية الأوروبية، أيضًا، جزيرة جرينلاند، التى تحكمها الدنمارك، حيث تنشط فيها دعوات لسياسيين وحركات اجتماعية من أجل إجراء مفاوضات لاستقلال الجزيرة، وكذلك هناك، "جزر فارو" أو "أرخبيل"، التى تتمع بشكل من الحكم الذاتى، وتتبع الجزر التاج الدنماركى، منذ عام 1948.

رئيس وزراء مملكة الدنمارك

 

صربيا والجبل الأسود ينفصلان عن يوغوسلافيا

أما جمهورية صربيا، فهى كيان ضمن فيدرالية البوسنة والهرسك، وظهرت بعد انهيار يوغوسلافيا، عام 2006، على أساس اتفاقية دايتون، وأيضًا، "الجبل الأسود" أو مونتينيجرو ، فهى دولة تقع فى جنوب أوروبا، وكانت إحدى الدول الاثنتين المشكلتين لاتحاد "صربيا والجبل الأسود" فى 21 مايو 2006، وجرى استفتاء لانفصالها عن صربيا، وأُيد الانفصال نسبة 55.5%.

 

الأندلس وإقليم الباسك يسيران على خطى كتالونيا للانفصال عن إسبانيا

ولم يكن إقليم كتالونيا، الوحيد الذى يسعى للانفصال عن المملكة الإسبانية، بل يسير على دربه، إقليم الباسك، أو ما يسمى "بلاد البشكنش"، الذى يسعى إلى الانفصال عن إسبانيا، منذ عام 1961 ويتمتع أهالى الإقليم، بحقوق واسعة، بموجب البرلمان الإسبانى، وهناك أيضًا، القومية الأندلسية، وهى حركة سياسية واجتماعية تدعو إلى الاعتراف بأندلسيا كأمة، وتطالب علنًا بالاستقلال والانفصال عن إسبانيا.

مظاهرات فى إقليم الباسك للاستقلال عن إسبانيا

 

"كورسيكا" جزيرة متوسطية فرنسية تسعى وراء الحكم الذاتى

"كورسيكا"، هى جزيرة المتوسطية فى فرنسا من خارج أقاليم ما وراء البحار، وهى الوحيدة التى تتمتع بوضع خاص يمنحها المزيد من السلطات، ولدى مواطنيها نزعات استقلالية، ومطالب بحكم ذاتى، وأقرت الجمعية الوطنية فى كورسيكا، العديد من الإصلاحات مثل الاعتراف باللهجة المحلية كلغة رسمية إلى جانب الفرنسية، ونظام ضريبى محدد، وذكر كورسيكا فى الدستور الفرنسى، لكن باريس لم توافق على هذه المطالب.

شغب وعنف فى جزيرة كورسيكا الفرنسية

 

إقليم الفلامند يسعى لإجراء استفتاء للاستقلال عن بلجيكا عام 2019

وفى شمال بلجيكا، حصل إقليم الفلامند، الناطق بالهولندية، على العديد من الصلاحيات خلال العقود القليلة الماضية، كما أنه يهيمن على المشهد السياسى والاقتصادى فى بلجيكا، ونشأت القومية الفلمنكية، بعد القرن التاسع عشر، وساهم ممثلها السياسى - التحالف الفلمنكى الجديد - فى تعزيز موقعها كأول حزب فى البلاد خلال الانتخابات التشريعية عام 2014، لتصبح حجر الزاوية فى الحكومة الفيدرالية اليمينية الناطقة بالفرنسية، برئاسة شارل ميشال، وهناك نية لإحياء المسيرة نحو الاستقلال عام 2019.

نشاط استقلالى فى وسط وشمال إيطاليا

نسبة غير قليلة من الإيطاليين الشماليين، يرون أن مناطقهم لا تنتمى لإيطاليا، وتنشط بينهم حركات وأحزاب انفصالية، ولعل "رابطة الشمال" الأقوى بين الداعين لانفصال وسط وشمال إيطاليا، لتشكيل دولة خاصة تحت اسم "بادانيا"، وتشمل هذه المنطقة، وسط وشمال البلاد، حوالى نصف جغرافية إيطاليا، ويعيش فيها ما يقرب من 34 مليون إنسان، ومن بين تلك المناطق مدينة فينيسا، الشهيرة باسم "البندقية"، وجزيرة كورسيكا، وكذلك مقاطعة بولسانو، أو جنوب تيرول، وجزيرة سردينيا، و"فينيتو".

محتجون ينتمون للقومية الروسية يستقلون بشبه جزيرة القرم عن أوكرانيا

وفى عام 2014، انفصلت شبه جزيرة القرم، عن أوكرانيا، حيث أظهر الاستفتاء - حينها - أن سكان القرم يؤيدون الانفصال عن أوكرانيا، واستعادة الهوية الروسية، وجاء ذلك بعد الثورة الأوكرانية فى نفس العام، والتى أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وحكومته، حيث تظاهر محتجون، معظمهم ينتمى للقومية الروسية، اعتراضا على تلك الأحداث فى كييف، وطالبوا بالمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتى موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا.

شبه جزيرة القرم

 

الأغلبية ترفض دعوات انفصالية بمنطقة مورافيا فى التشيك

وفى جمهورية التشیك، هناك منطقة مورافیا، وهى منطقة تاریخیة تقع شرقى البلاد، مستمدة اسمها من نهر مورافا، الذى یمر فى أراضيها، ویسعى الوطنیون فيها من أجل الانفصال، لكن الغالبیة ترفض هذا الأمر.

دعوات استقلالية فى إقليم بافاريا للانفصال عن ألمانيا

وأخيرًا، تأتى ألمانيا، حيث يرغب العديد من البافاريين، يرغبون فى استقلال إقليم بافاريا، عن الدولة الألمانية، واللافت هنا أن منطقة بافاريا، هى الإقليم الوحيد فى ألمانيا الذى لديه حزب يمثله فى البرلمان، حيث يشكل حزب "الاتحاد المسيحى الاجتماعى البافارى"، جزءًا من حزب "الاتحاد المسيحى الديمقراطى"، الذى تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

هورست زيهوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة