الوضع الطبى فى أفريقيا كلها فى مرحلة خطر كبير من حيث تدنى الخدمة ونقص الخبرة والمعرفة بأحدث التقنيات، وهذا الأمر أكدته النسب العالمية، فلكل 100 ألف شخص 3 أطباء فقط، ومن بين 57 دولة فيها خدمات متدنية فى العالم 37 بأفريقيا، وهو أمر يجعلنا نسلط الضوء على حجم المشكلة التى نعانى منها خاصة فى المجال الجراحى، ويحدثنا الدكتور ماكس داونهام، الرئيس التنفيذى لكلية الجراحين العالمية، فى حواره لـ"اليوم السابع"، عن النسب العالمية وعوائق الجراحات وأحدث التقنيات وإمكانية إتاحة فرص للنجاة من خلال الارتقاء بهذه الخدمات الصحية.

د ماكس داونهام
فى البداية.. كيف يمكن الانضمام لكلية الجراحين العالمية؟
ذلك يحدث من خلال كتابة خطاب والاتصال برئيس القسم المصرى للكلية، وتقديم رغبة أنه يريد عضوية الكلية وبناء عليه إذا تمت الموافقة فيمكن للشخص أن يكتب استمارة ويطلع على الدوريات العلمية، ثم عليه أن يدفع رسوم 115 دولارا ولكن مؤخرا أصبحت 50 دولارا فقط للمصريين، ويصل الطلب إلى مقر الكلية فى شيكاغو بعد الانتهاء من الأوراق المطلوبة.
وما هى مميزات الانضمام للكلية؟
فى المقام الأول تكون المشاركة فى الفعاليات العلمية والطبية هى الأساس، وكذلك حضور المؤتمرات ومعرفة الحديث فى المجال يوما بيوم، ويمكن أيضا المنافسة على عدد من المنح الدراسية والزمالات، فالتعليم ضرورة ويرتقى بالعمل الجراحى.
ومن وجهة نظرك كيف نطور التعليم الطبى فى مصر؟
لا يمكننى أن أتحدث عن تعليم الجراحة فى مصر لأننى لا أعلم الكثير عن نظم التعلم، ولكن على المستوى العام يجب أن تكون الجهود فى إطار التدريب على التقنيات الجديدة والتكنولجيا الحديثة، وإعطاء الفرصة لشباب الجراحين للمشاركة فى فريق من خبراء الجراحين للتعلم منه بشكل علمى جيد، فهذا النوع من التعليم يكون قيما، وذلك بجانب التعليم الجامعى والدوريات التعليمية التي يتم تلقيها.
ما الذى تركز عليه كلية الجراحين الدولية فى دورياتها؟
إنها تركز على كل التقنيات والطرق المتاحة لإنقاذ حياة عدد أكبر من البشر، خاصة أن هذه الأساليب الحديثة فى الجراحة تساهم فى بعض الحالات بشكل كبير فى العلاج.
د ماكس داونهام مع محررة اليوم السابع والدكتور عادل فؤاد رمزى رئيس كلية الجراحين الدولية
هل يمكن تحديد هذه التقنيات؟
من وجهة نظري ليست الفكرة فى معرفة كل طرق الجراحة والتقنيات بقدر ما نحتاجه فعلا من كيفية القيام بالتقنية نفسها على أكمل وجه، واستيعابها بطريقة تساعد فى التعامل مع المشكلات المرضية، وهذا الأمر يحتاج للتدريب والخبرة.
كيف ترى مستقبل الجراحة فى العالم؟
المريض هو إنسان فى الأساس، ويجب أن يتم التعامل معه على هذا الأساس كقاعدة أولى فى الجراحة، أما عن مستقبل الجراحة فى العالم كله فهو كبير جدا وسيتسع للكثيرين، ففى هذه الأيام ما زالنا نعانى من تلقى ثلثين من الأشخاص حول العالم لـ6.5% من العمليات الجراحية فقط، فمهمة أى مؤسسة سواء كانت منظمة الصحة العالمية أو كلية الجراحين العالمية أن تكون قادرة على توصيل هذه الطرق الجراحية واستخدامها فى مساعدة البشر.
وكيف تصبح هذه العمليات متاحة؟
من خلال التوصل لآلية اقتصادية وطبية جيدة من جانب المنظمات الصحية التى عليها دور أن تبسط تقنيات الجراحة/ فيمكن استخدامها، وكذلك تدعمها على المستوى المادى لتكون لشريحة أكبر من المرضى.

الدكتور ماكس خلال اللقاء
ما الأمر الأكثر جدلا وتقدما ويجب توافره فى أفريقيا قريبا؟
زراعة الأعضاء من أكثر الموضوعات إثارة وأهمية وتقدما فى الجراحة، كما أنه يعطى للأشخاص فرصة ثانية وهذا لا يتوفر للكثيرين، ولكن عدد من الدول الأفريقية بدأت القيام به والنجاح فيه منها مصر ونيجيريا وغانا.
فى النهاية.. ما هو الطريق للحصول على الرعاية الصحية الجيدة فى أفريقيا؟
الكثير من الأشخاص فى أفريقيا يجب أن يكونوا متصلون بهذه العمليات الجراحية، والتوصل لذلك يكون من خلال مناقشة الأمر والحاجات التى تحتاجها القاهرة كلها للارتقاء بالخدمات الطبية فيها، وفى النهاية يحصل الأشخاص الفقراء فى أفريقيا على الرعاية الصحية التى يستحقونها، ويجب أن تكون مؤسسات الصحة العالمية على علم أنه عند إنفاق دولار على الصحة سيعود إليها بالكثير من المدخرات فى البشر.