يفتقد المجتمع المصرى الثقافة البصرية، وعلى الرغم من جهود وزارة الثقافة فى إقامة معارض فنية تشكيلية طوال العام فى أكثر من مكان إلا أن المعارض الفنية لا يزورها أحد، وتقتصر على زيارة الفنان صاحب العمل وأصدقائه من الوسط الفنى التشكيلى، والسبب الأساسى هو عدم تمكن الزائر من فهم أو تذوق اللوحات الفنية المقدمة.
ولهذا أجرى "اليوم السابع" اتصالات مع كبار الفنانين التشكيليين ليقدموا خطوات بسيطة، تمكن الإنسان العادى من تذوق اللوحات الفنية التشكيلية
قال الفنان التشكيلى أحمد شيحا إنه يمكن للإنسان العادى فهم الأعمال الفنية المعروضة بجاليرهات التشكيلية، من خلال التذوق وليس الفهم.
وأوضح أحمد شيحا، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن كل إنسان على حسب رؤيته يمكن تذوق اللوحة الفنية من خلال خلفيته التاريخية، أو من خلال الطبيعة، وأشار إلى أن التذوق الفنى شيء رفيع المستوى يجذب المشاهد ويرفع مستواه الذوقى فى العديد من الأشياء. وأضاف شيحا أن الألوان لها تأثير كبير على التذوق الفنى، فاللون الأزرق يرمز للبحر والسماء، والأخضر يرمز للزرع وهكذا.
ومن جانبه، قال الدكتور والفنان التشكيلى صبرى منصور، إن تذوق الفن التشكيلى ليس له صلة بالفهم والفعل، لأنه ليس مقالة مباشرة، وإنها هو إحساس يتم استقباله عن طريق الوجدان والإحساس وعلى المتذوق ألا يتساءل عن معنى العمل الفنى لأنه يحمل معانى متعددة متداخلة ودلالات كثيرة تتضافر كلها لتعطى إحساسا يتواصل به الفنان مع الآخرين.
وأوضح صبرى منصور، أنه لا بد أن تترك عقلك جانبا ودع إحساسك يستقبل ما يرسله العمل الفنى من إشارات ودلالات وأحاسيس.
وأضاف صبرى منصور أن تذوق الأعمال الفنية يحتاج إلى تدريب وخبرة تأتى من خلال كثرة الرؤية ومعايشة الأعمال الفنية، فالفن التشكيلى مثل أى فن آخر كالموسيقى والشعر يحتاج إلى خبرة تنمو مع الوقت وبكثرة التعرف على الأعمالاً الفنية، خاصة أن هناك أعمالا فنية ذات قيمة جمالية عالية لا يمكن أن يتواصل معها متذوق مبتدئ، لأنها أعمق من خبرته وإمكانياته فى تقدير مواطن الجمال.
ولفت صبرى منصور إلى أن الثقافة النظرية والقراءة فى تاريخ الفنون والاتجاهات والمدارس المختلفة يزيد الوعى بالقيم الجمالية فى الأعمال الفنية، وكلما زادت ثقافة المتذوق النظرية التى تشرح وتحلل مذاهب الفن ومدارسة وتاريخه كلما استطاع.
وفى السياق ذاته، قال الفنان التشكيلى طه القرنى، إنه من المهم تنمية التذوق البصرى من خلال إقامة زيارات متعددة للمعارض الفنية، وزرع أهمية الفن التشكيلى فى مختلف المراحل التعليمية على وجه الخصوص المرحلة الابتدائية والإعدادية، ولا بد من احترام حصص الرسم فى المدارس، إضافة على توفير الدعم الفنى لكليات التربية الفنية.
وأوضح "طه القرنى" أن تنمية التذوق البصرى تحتاج إلى دراسة تاريخ الفن المصرى القديم، وتقديم أكثر من برنامج عن الفن التشكيلى.
وأضاف طه القرنى أن الجزء المجتمعى لديه دور فى تنمية التذوق البصرى فنحن نراه أن المساحة الجمالية فى الأفلام لدعم الفن التشكيليى لم تكن متواجدة، إضافة إلى غياب الأفلام التى تطرح قضايا الفن التشكيلى.
وأكد طه القرنى أن تذوق اللوحة الفنية يختلف من شخص على آخر، ولكن لا بد أن يقام الزائر بزيارة العديد من المعارض التشكيلية لتصنيف اللوحة بأنها تجريدية أو تعبيرية، وهكذا وبناء عليه سيتذوق اللوحة الفنية عن طريق ثقافته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة