بالفيديو والصور.. مصممة نجف أول منشآت العاصمة الإدارية الجديدة: لم يصدق أحد أن المنتجات صناعة يدوية.. جيهان عثمان: واصلنا الليل بالنهار لنكون على قدر المسئولية.. ونحلم بالتصدير لأوروبا

وسط عشرات النجف المتراص داخل مصنع مكون من ثلاثة طوابق، تذهب هنا وهناك تعطى تعليماتها لحرفيى المهنة وتتدخل فى أدق التفاصيل على الرغم من حداثة عهدها بصناعة النجف.

"جيهان عثمان" واحدة من النساء اللاتى وقع عليهن الاختيار لإضفاء لمساتهن الجمالية فى مراحل تصميم وتنفيذ مشروع "الماسة كابيتال"، والذى يعد باكورة إنشاءات العاصمة الإدارية الجديدة، وتم إنشاؤه وفقًا لأحدث التصميمات العالمية.

البداية كانت منذ 12 عاما عندما قررت "جيهان" خريجة كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية دخول مجال صناعة النجف ومشاركة "سيد حسن" أحد حرفيى هذا المجال، فانطلقا سويًا بمعاونة أربعة أفراد فقط لا غير، ووضعوا معًا أساسيات الصنعة التى تجعلهم مميزون عن غيرهم من أبناء هذا المجال، وتوسعوا تدريجيًا وتحولت الورشة المتواضعة التى كانت شاهدة على محاولتهم الأولى فى تصميم وفك ولحام النجف، لمصنع كبير يقوم على جهد 300 عامل، وتخرج منه أحدث التصميمات العالمية، والتى كانت سببًا رئيسيًا فى اختيارهم لتنفيذ مشروع "الماسة كابيتال" بعدما أحدثت منتجاتهم علامة فارقة فى سوق صناعه النجف فى مصر.

 

ومن جانبها، قالت جيهان عثمان، التى شارك مصنعها بما يقرب من 60 % من " نجف – أباليج - صالونات – وسُفر " وغيرها من مكونات مشروع " الماسة كابيتال ": جاء اختيارى من قبل المهندس باسم زهران، والذى يعد واحدا من أفضل صانعى الستائر فى مصر والمهندسة الاستشارية ليليان عزيز، والتى سبق وإن صممت فندق الماسة بمنطقة مدينة نصر الذى تعاونا فيه سويا من خلال منتجاتى وكانت أيضًا مسئولة عن تصميم وتنفيذ مشروع الماسة كابيتال بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومن خلالهما تعرفت على المهندس محمد القصرى، والمهندسة رشا صبرى استشاريا قاعة المؤتمرات، واللذان كان لهما أيضًا لمسات جمالية وتصميمات مميزة.

وأضافت: تم الاتفاق على مواعيد تسليم محددة، وكانت الكميات المطلوبة كبيرة للغاية، لذا قبل توقيع العقد سألت عمال المصنع هل باستطاعتكم التنفيذ خلال تلك المدة الوجيزة والتى وصلت لحوالى ثمانى أشهر؟، فأجابوا نعم، وبدأنا العمل، ونجحنا فى تسليم المنتجات بالمقاسات المطلوبة وبتصميمات فريدة وجديدة لم نعمل عليها من قبل.

وتابعت قائلة: خلال فترة تصنيعنا لمنتجات العاصمة الإدارية الجديدة، خصصنا مجموعة من الورش الفرعية لتستوعب تلك الكميات الكبيرة، وكذلك نجحنا فى ضم عناصر وأيادى عاملة جديدة وتدريبها فى فترة قصيرة لإنجاز الكميات المطلوبة، ووصل الأمر بنا لمواصلة الليل والنهار والمبيت فى مكان المشروع للتسليم فى الوقت الذى حددته لنا الجهات المعنية وبشكل عام فترة العمل على منتجات العاصمة الإدارية خلقت بيننا روح اجتماعية رائعة، وكان العاملين يقدمون ما لديهم بحب وشغف قبل أى شىء فى محاولة منهم لإثبات أننا على قدر مسئولية اختيارنا لإنجاز هذا المشروع الضخم.

ومن ناحيته، قال سيد حسن شريك "جيهان عثمان": فى البداية كان عملنا فى مجال تصنيع النجف لا غير، اعتمادا على استيراد قطع أصلية من فرنسا يصل سعرها فى أغلب الأحيان لــ 200 و300 ألف جنيه لتقليد وتصنيع نسخ شبيهه لها فى مصر، وتحديدا منذ ثلاث سنوات بدأنا فى دخول مجال صناعة الخشب وأصبح لدينا موديلات كثيرة ومختلفة وتوقفنا الآن عن الاستيراد من الخارج، واعتمدنا على ما لدينا من تصميمات فريدة وكذلك استعنا بخريجى كليات الفنون الجميلة فى وضع تصميمات وأشكال مختلفة وعديدة بدلا من استيرادها لغلاء ثمنها.

وعن الأقسام التى تمر بها مرحلة التصنيع، قال حسن: فى البداية نحضر الموديل، ونقوم بتفكيكه وتقطيعه، ثم نودعه فى المسبك لتأتى مرحلة الصب، بعد ذلك يتم تنظيفه وتجميعه ولحامه، لنصبح أمام منتج مختلف وبجودة عالية جدًا.

وعن ردود الأفعال بعد افتتاح المشروع الأيام الماضية فى حفل ضخم، علقت جيهان عثمان قائلة: لم يصدق أحد أن النجف الذى كان يزين سقف قاعة المؤتمرات بأحجام وأشكال وأنواع مختلفة، والمنتجات المتراصة فى كل مكان، هى نتاج أيادى مصرية خاصة، وهى تشبه نظيرتها الصناعه الفرنسية إلى حد كبير التى يتم استيرادها بمبالغ باهظة.

وأضافت: نجاحنا فى هذا المشروع كان رسالة للجميع مفاداها أن أبناء مصر قادرين على إنتاج أفضل المنتجات بأقل التكاليف، وليسوا فى حاجة للاستيراد من الخارج.

وعن توسعاتهم خلال الفترة المقبلة، استطردت جيهان عثمان قائلة: تلقينا عروض كثيرة بعد افتتاح المشروع، ونحلم خلال الفترة المقبلة بتصدير منتجاتنا لدول أوروبا والمشاركة فى معارض عالمية، لإظهار جمال المنتج المصرى، خاصة وأن "الماسة كابيتال" كان فرصة عظيمة لنا لإظهار أفضل ما لدينا.