سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14أكتوبر 1973.. السادات يعود إلى قصر الطاهرة مكتئباً.. وإصابة اللواء سعد مأمون بأزمة صحية مفاجئة

السبت، 14 أكتوبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14أكتوبر 1973.. السادات يعود إلى قصر الطاهرة مكتئباً.. وإصابة اللواء سعد مأمون بأزمة صحية مفاجئة السادات وسعد مامون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهب الرئيس السادات فى حوالى الساعة الواحدة يوم 14 أكتوبر «مثل هذا اليوم» من عام 1937، إلى مركز عمليات القوات المسلحة التى يتم منها إدارة الحرب ضد إسرائيل منذ يوم 6 أكتوبر من عام 1973، حسب تأكيد الفريق سعد الدين الشاذلى فى مذكراته «حرب أكتوبر» عن «دار رؤية - القاهرة»، مضيفا أن الرئيس حضر بعد أن أخبره وزير الحربية أحمد إسماعيل بسوء الموقف على الجبهة فى اليوم الأول لـ«عملية تطوير الهجوم»، التى قررها الرئيس يوم 12 أكتوبر لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، وعارضها الشاذلى وسعد مأمون قائد الجيش الثانى وعبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث «راجع: ذات يوم 12 أكتوبر 2017».
 
ويؤكد هيكل فى كتابه «أكتوبر 73 - السلاح والسياسة» فى الساعة الواحدة ظهراً توجه الرئيس بنفسه إلى المركز 10 ليعرف كيف تسير الأمور، ولم يكن ما رآه مشجعاً، فعندما جاءت الساعة الثالثة بعد الظهر، كانت خسائر القوات المصرية فى الدبابات قد وصلت إلى 240 دبابة، وكان ذلك فوق الاحتمال، واستأذنه الفريق أحمد إسماعيل فى إيقاف الهجوم، وأذن، وعاد إلى قصر الطاهرة وهو فى حالة من الاكتئاب النفسى استولت عليه، ولم يستطع أن يحجبها حتى عن ملامح وجهه».
 
يؤكد «الشاذلى» أن العدو نجح فى استدراج ألويتنا المهاجمة إلى مناطق قتال اختارها بعناية، ونجح فى تدمير معظم دباباتنا، وفقدنا فى هذا اليوم الأسود 250 دبابة، وهو رقم يزيد على مجموع خسائرنا فى الأيام الثمانية الأولى للحرب، ويضيف الشاذلى أنه حاول الاتصال هاتفيا باللواء سعد مأمون، وقيل له إنه فى الراحة، ويذكر الشاذلى: «لم يكن هذا بالأمر العادى إذ أنه لا يجوز للقائد أن يكون فى الراحة بينما تكون قواته مشتبكة فى معركة كبيرة، ولكنى تصورت أنه لابد أن يكون فى غاية الإرهاق لكى يتصرف مثل هذا التصرف».
 
تحرك الشاذلى إلى الجبهة لرفع معنويات الجنود بأوامر من السادات، وفى الساعة السادسة كان فى مركز قيادة الجيش الثانى، ولما يجد مأمون وعرف أنه «كان لأخبار هزيمة قواته صباح اليوم ذاته أثر كبير عليه فانهار، وكان معاونوه يعتقدون أنه بعد عدة ساعات من النوم سوف يستعيد نشاطه، ولذلك حجبوا هذه المعلومات عن القيادة العامة»، ويؤكد الشاذلى أنه ذهب إليه فى غرفته، حيث كان مستلقيا فى فراشه، وبجواره الطبيب الذى يشرف على علاجه، ويضيف: «عندما أبلغته بأننا سنخليه إلى مستشفى المعادى انزعج كثيرا ورجانى أن لا أفعل مدعيا أنه يشعر بأنه يسترد صحته بسرعة ويستطيع أن يمارس مسؤولياته فورا، وأمام إصراره قررت أن نؤجل نقله إلى القاهرة إلى صباح اليوم التالى».
 
اجتمع «الشاذلى» مع ضباط قيادة الجيش الثانى، ويؤكد: «قمت بالاتصال بقادة الفرق وأبلغتهم بتحيات الرئيس وتشجيعه، وصممت أن أزور الفرقة المدرعة 21، حيث إنها كانت التشكيل الذى تحمل العبء الأكبر من المعركة صباح هذا اليوم، ولكن العميد إبراهيم العرابى قائد الفرقة نصحنى بألا أفعل ذلك، حيث إن الظلام بدأ يهبط وسيكون التحرك ليلا فى ميدان المعركة عملية بالغة الخطورة، وعلى الرغم من تحذيرات عرابى صممت على الذهاب إليه».
 
يؤكد الشاذلى: «تحركت الساعة السابعة فى اتجاه معابر الفرقة 16 مشاة، وكان أحد الكبارى مدمرا فتحركت إلى الكوبرى الآخر، فوجدته مرفوعا من مكانه ليتفادى التدمير بواسطة مدفعية العدو التى كانت مستمرة فى الضرب، وخيم الظلام تماما، فقررت العودة مرة أخرى إلى قيادة الجيش الثانى، وأثناء العودة كانت منطقة الكوبرى المدمر تقع تحت نيران المدفعية فعبرنا المنطقة بسرعة عالية لنقلل فرصة التعرض إلى أقل وقت ممكن»، يضيف الشاذلى: «كنت أتحرك فى عربيتين، كنت أركب والأولى، ويركب الثانية جماعة من الحراس، ورمقت عربتى من المنطقة المضروبة بالمدفعية دون أن تصاب بأذى، أما العربة التالية فأصيبت ببعض الشظايا، وأصيب أحد أفراد الحراسة إصابة تستلزم إخلاءه إلى المستشفى».
 
عاد الشاذلى إلى قيادة الجيش الثانى، واتصل بالعميد عرابى، وتم إخلاء الجندى المصاب إلى أحد مستشفيات الجيش الثانى، ثم وصل إلى المركز 10 الساعة 11 مساء وأبلغ الوزير بالموقف، وفى منتصف الليل اتصل به الرئيس وسأله، فأعاد على مسامعه ما رآه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة