سعيد الشحات

وكان التشجيع عربيا للمنتخب السورى

الخميس، 12 أكتوبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مباراة سوريا وأستراليا فى تصفيات كأس العالم، أول أمس، مناسبة إضافية لإظهار مشاعر حبنا لهذا الفريق المقاتل وتمنياتنا بأن يصعد إلى روسيا عام 2018.
 
جاءت المباراة بعد يومين من صعود المنتخب المصرى إلى كأس العالم بالفوز على الكونغو الديمقراطية، فعمت الفرحة بلدانا عربية كثيرة، وكأن هذه البلدان هى التى فازت وصعدت، وهو نفس الشعور الذى يكون لدى المصريين نحو أى فريق عربى يشارك فى عرس كأس العالم، فمن ينسى الخلافات العميقة التى كادت أن تضرب علاقات مصر والجزائر بسبب المباراة الفاصلة بين البلدين فى أم درمان، وانتهت بفوز الجزائر 1 صفر وصعودها إلى كأس جنوب إفريقيا عام 2010؟
 
وقتها وصلت الخلافات بين البلدين درجة اللامعقول، فبعد تاريخ مشترك من وحدة النضال وموقف مصر المساند للجزائر فى مقاومتها للاستعمار الفرنسى حتى حصلت على الاستقلال فى عام 1962، شاهدنا حملات إعلامية عنيفة بين البلدين، وإطلاق إعلاميين صغار سمومهم وجهلهم حتى أنها طالت دماء الشهداء الذين سقطوا فى حرب التحرير الجزائرية، إلا أن كل ذلك لم يترك أثرا سلبيا على المصريين فى متابعتهم للفريق الجزائرى أثناء مبارياته فى جنوب أفريقيا، حيث كان التشجيع والاهتمام ومشاهدة مبارياته، دون أن يكون هناك أثر لما حدث فى الماضى.
 
كان ذلك دليلا على وحدة أبناء العرب من المحيط إلى الخليج، وأن خلافات الحكام ونخبهم قد تؤدى إلى تعكير الجو، وإطلاق الغبار، لكن تبقى العلاقات بين أبناء العروبة هى الضامن الأقوى لإعادة كل شىء إلى مجاله الطبيعى.
 
أستعيد ذكريات «مصر والجزائر» بحلوها ومرها، وعينى على مصر وكل البلدان العربية، وهى تتابع الحالة السورية بمشهدها دون أخبار عن الحرب، ويعكس مدى التحدى من بلد يحقق انتصاراته على أعدائه الذين تصوروا بحساباتهم البلدية أنهم سيقطعون أرض هذا البلد العظيم وكأنهم يقسمون قطعة جاتوه.
كانت مباراة سوريا وأستراليا أول أمس دليلا بليغا على أنه مهما أوتى الأعداء من قوة، إلا أن الشعوب الحية لا تقهرها قوة السلاح وغشمه مهما طال الزمن، ولأننا أمام بلد يتحدى فإن هذا كان مجالا إضافيا للاهتمام والتعاطف والتشجيع من القلب.
 
لا أبالغ فى قولى، إن المواطن السورى الذى كان يتابع أو يشاهد المباراة فى دمشق أو اللاذقية أو حمص أو حماة أو حلب أو دير الزور أو الحسكة أو السويداء هو نفس المواطن المصرى الذى كان يتابعها فى القاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد وأسيوط وبنها وطنطا والأقصر وأسوان وغيرها من مدن وقرى ونجوع مصر، وهو نفس المواطن الجزائرى فى كل بلد بالجزائر، وهو نفس المواطن التونسى فى كل بلد تونسية، ونفس المواطن المغربى فى كل بلد مغربية، ونفس المواطن الليبى والخليجى واليمنى والأردنى والفلسطينى والعمانى والسودانى فى كل مدينة وقرية ببلاده، كل هؤلاء كانوا يحبسون أنفاسهم مع كل فرصة تضيع من «السومة» وزملائه، وكان الحزن حين انتهت المباراة بفوز أستراليا.
 
هذه المشاعر العربية الفياضة فى التشجيع والتعاطف مع المنتخب السورى، هى رسالة إلى كل من يعنيهم الأمر من حكامنا العرب ونخبنا السياسية والثقافية والفكرية، فمن افترى على هذا البلد فليراجع نفسه، ومن خطط لتفتيته فى الغرف المغلقة فعليه أن يفهم جيدا معنى وقيمة ورسالة هذا التشجيع العربى.
تحية إلى المنتخب السورى الذى كان يستحق الصعود إلى كأس العالم ليستكمل مهمته غير الكروية وهى التأكيد للعالم بأن «سوريا بلد لا يموت».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة