- الشرطة تواجه المنقبين عن الآثار والمتعدين على أراضيها
أكثر منطقة ذاع صيتها خلال الفترة الأخيرة فى التنقيب عن الآثار بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، بل وتعدى الأمر لوقوع تعديات بالبناء عليها مؤخراً، وهى منطقة "بين الجبلين الأثرية" التى تبعد حوالى 55 كيلو مترًا عن مدينة الأقصر، وتعتبر من أهم المناطق الأثرية التى يرجع تاريخها للعصور الفرعونية الأولى، والتى تم التعدى فيها بالبناء والحفر والزراعة منذ سنوات وصدر قرار أثريتها برقم 78 لسنة 2014، وبها مقابر من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر اليونانى الرومانى، والتى أخرجت منها أشهر مومياء فى التاريخ "جنجر" ووضعت بالمتحف البريطانى وهى المومياء القرفصاء.
وفى هذا الصدد يقول الطيب غريب، كبير مفتشى معابد الكرنك، أن منطقة "بين الجبلين" الأثرية بمدينة إسنا لها تاريخ فرعونى وإنجازات كبيرة لسكانها فى الماضى، فهى تقع فى شمالى غرب إسنا وكانت عبارة عن حد يفصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية، وكان يطلق عليها خلال تلك الفترات مدينة "التلين"، وذلك لوقوعها بين الجبل الشرقى والجبل الغربى على ضفة نهر النيل الغربية.
ويضيف الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، أن تلك المنطقة كانت تعتبر معبدًا ضخمًا ومقرًا للإلهة "حتمور" بالأسرة الثالثة، وتم فيما بعد نقش هذا المعبد بما حدث فى عصور الاضطراب الأولى فى عهدى الملكين "منتوحتب" و"بنحتب رع" بالأسرة 11، وكذلك أسماء "نفر رع" و"جد عنخ" و"منتو أم" و"حبت رع" من ملوك ونبلاء الأسرة الـ13 الفرعونية، كما ظهرت فيها نقوش للأسرة الـ15 من ملوك الهكسوس كل من "أبوقيس" و"خيان أوس رع".
ومن أبرز الاكتشافات التى ظهرت بمنطقة "بين الجبلين الأثرية" بمدينة إسنا، مقبرة "إتى" المتواجدة حالياً فى متحف تورينو الايطالية بالجناح المصرى، واكتشفت البعثة الإيطالية أيضاً سوراً ضخماً أغلب الظن أنه كان مخصصاً لحماية المنطقة من أية هجمات عليها خلال عصور مختلف الملوك الذين توالوا عليها.
أما أبرز المشاهير الذين خرجوا من تلك المنطقة خلال العصور الفرعونية، هو "إيموحتب" المهندس الكبير والذى كان يعد واحداً من أعظم البنائين والأطباء النوابغ فى الطب والحكماء، والذى كان منصبه كاهن للملك زوسر ووزيره، حيث ظهرت قدرته وعظمته للإغريق بعد ذلك، فأطلقوا عليه أول حكماء الدنيا وأطبائها، وظلوا يقدرون قدراته الطبية وتعلموا كثيراً من قدراته الهندسية التى ظهرت فى أعمالها خلال فترة الملك زوسر، وساووا بينه وبين إله الإغريق "إيكايبيوس" وقدروه باعتباره ابن للإله "بتاح".
وظلت منطقة "بين الجبلين الأثرية" خلال السنوات الماضية أبرز المواقع التى تم التعدى عليها بالحفر والتنقيب عن الآثار، ودخلت الشرطة ورجال الآثار فى مواجهات مختلفة مع هؤلاء اللصوص، حيث كان عدد من رجال الآثار من العاملين بتلك المنطقة قد حرروا عشرات المحاضر ضد لصوص التاريخ الفرعونى، كما تعرض فى السابق مفتشو آثار بالمنطقة للاعتداء خلال محاولتهم مواجهة لصوص أحضروا معدات ثقيلة للحفر والتنقيب بتلك المنطقة.
كما تم إحباط محاولات من الشرطة للتنقيب عن الآثار بتلك المنطقة، حيث نجح مؤخراً رجال الإدارة العامة لمباحث الأقصر بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار، فى إحباط محاولة للتنقيب عن الآثار، وتم ضبط 5 متهمين فجراً، داخل المنطقة لإحداثهم حفرة عمقها 5 أمتار بباطن الأرض، وتم تحرير محاضر لهم بالواقعة وتمت إحالتهم للنيابة العامة للتحقيق معهم.
كما يواجه رجال مجلس مدينة إسنا بقيادة المهندس أشرف الحويحى رئيس مدينة إسنا ونائبه مصطفى جبريل المعتدين على أراضى تلك المنطقة التابعة للآثار، حيث خرجت حملة خلال الأسابيع الماضية نجحت فى تنفيذ 14 قرار إزالة صادرة من وزارة الآثار لإزالة التعديات الواقعة على المنطقة، وكانت عبارة عن حالات بناء وزراعة وأحواش ومنازل مبنية بالطوب الأبيض والطوب اللبن وعشش وحظائر حيوانات وزراعات، وتحررت المحاضر اللازمة لذلك وتم التنبيه على المتعدين بعدم تكرار التعدى على المنطقة الأثرية، حيث تسببت تلك التعديات فى تلف بعض الحفريات بالمنطقة.
"أيموحتب" أعظم مهندس فى التاريخ الفرعونى بعهد الملك زوسر أبرز أبناء بين الجبلين
رجال الشرطة تواجه المنقبين عن الآثار بالمنطقة بصورة دائمة
الآثار ضمت المنطقة رسمياً فى عام 2014
جانب من الحدود الجبلية بمنطقة بين الجبلين بإسنا
رجال مجلس المدينة تزيل تعديات مستمرة على المنطقة من الأهالى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة