لم يحتمل ذلك الشاب الذى يعمل بإحدى قنوات الإخوان بتركيا، حالة التناقض الذى وجد نفسه فيها قبل أيام، عندما أدرك أن كثيرا من الملتحقين بصفوف الجماعة لا يجمع بينهم وبين الشعب المصرى أى شىء مشترك، بل ولا مانع لديهم من ترديد كلام العدو الصهيونى، وإظهار الشماتة فيما يمكن أن يمثل حزنا لجموع الشعب المصرى.
عبر ذاك الشاب عن موقفه من خلال صفحته الشخصية، قائلا: "يبدو لى الآن أن أغنية على الحجار إحنا شعب وأنتوا شعب ؛ لم تخل من منطق، فقد صرنا فعلا شعبين، وكل شعب يتنصل من أى مشترك مع الشعب الآخر، طريقة تدينه ؛ نمط تفكيره ؛ مشايخه ؛ والأخطر والأفدح لحظات اعتزازه ومواسم انتصاره".
وأضاف فى موضع آخر:" مؤسف جدا أن تعم هذه القناعة المرضية المقيتة بين شرائح ضخمة من الإسلاميين ومفادها أن تاريخنا كله مزيف وأن انتصاراتنا كلها تمثيليات ؛ ليست فقط انتصارات ناقصة بل مسرحيات فقد تجاوزنا زمن المجاملة والقبول بأنها كانت انتصارات حتى منقوصة .
والأمر لا يتوقف على التعامل فقط مع وقائع فارقة كنصر أكتوبر بل صار يتعدى ذلك لإنكار الوطن من حيث هو وطن،والمبرر دائما متمسح بالشرع والشرع منه براء".
جاء هذا الكلام كما هو واضح بمناسبة مجموعة من التدوينات بثتها آيات العرابى ،إحدى الملتحقات بصفوف الإخوان فى الخارج بعد عزل محمد مرسى عن السلطة ، ورددت الرواية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر دون أدنى خجل ،ودافعت عنها باعتبارها حقيقة دامغة.
تضمن كلام آيات العرابى، أوصاف لحرب أكتوبر بأنها "هزيمة" ،و"إنجاز عسكرى وهمى"،و"النصر الدعائى الذى لا قيمة له" ،وأنه لم يكن هناك مانع من " أن تضحى "إسرائيل بخمسمائة جندى مقابل سلام يثبت وجودها وتحظى معه باعتراف كامل من أكبر قوة سكانية على حدود فلسطين المحتلة وتأمن جانبها نهائيا"
واللافت أن كلام آيات العرابى، يتسق تماما مع تدوينات أفيخاى أدرعى المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلى، كما لو أن هناك اتفاقا بينهما قبل نشر تدويناتهما فى توقيت متزامن مع احتفالات الشعب المصرى بانتصارات أكتوبر، إذ زعم أدرعى أيضا أن إسرائيل حققت "نصرا عسكريا" فى نهاية الحرب.
سمة أن الشعب المصرى يحتفل، بينما هم حزانى، تكررت فى مناسبات أخرى، كان آخرها صعود المنتخب الوطنى إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما، فبينما كان المصريون فى الشوارع بهجة بالفوز، كانت قناة "مكملين" الإخوانية تستضيف حكما دوليا فى برنامج المذيع محمد ناصر ليشكك فى صحة ضربة الجزاء التى أهدت بطاقة الصعود للمنتخب.
آيات العرابى لم تفوت الموقف، فتحدثت ولسانها يقطر بالكراهية وزعمت " أن الشواهد كلها تقول إن المباراة مباعة"، ثم سبت الشعب المصرى المحتفل بمنتخبه فى الشوارع قائلة :" سيقضى الهمج ليلة من الاحتفالات البدائية حول النار وسيرقصون فى الشوارع".
عاصم عبد الماجد المدرج على لائحة الإرهاب الصادرة عن دول الرباعى كان أكثر وضوحا فى إظهار التباين بين مشاعرنا، ومشاعرهم، عندما علق على المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصرية فقال:" "أيام حزينة.. وصول حكومة عباس لتستلم الحكم بغزة.. وصور السيسى ترفع بالقطاع المغلوب على أمره.. قد نلتمس عذرا لحماس.. انكسار الإسلاميين بمصر دمر المنطقة بأسرها.. اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها".
فى بداية الأزمة مع قطر تحول الإعلام الإخوانى كله إلى ناطق باسم الدوحة ،وهو ما يتناقض تماما مع الخط الذى التزمت به الدولة المصرية ،ونقلوا تصريحات عن عدد من الكتاب القطريين ،والوكالة القطرية الرسمية دون أن يتيحوا الفرصة لإظهار موقف الطرف حتى ولو بداعى المهنية.
مؤخرا تبنت العناصر الإخوانية بالخارج دعم المرشح القطرى فى انتخابات اليونسكو ،فى مواجهة مشيرة خطاب مرشحة مصر ،وظهر هذا فى التدوينات التى نشرها عدد منهم ابتهاجا بتصدره نتائج الانتخابات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة