باحث أمريكى: الجاسوسية لم تعد تنطبق على عمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

الأحد، 01 أكتوبر 2017 08:05 ص
باحث أمريكى: الجاسوسية لم تعد تنطبق على عمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال زميل معهد واطسون للعلاقات الدولية بجامعة براون، ستيفن كينزر، إن الجاسوسية بمعناها التقليدى لم تعد تنطبق على عمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ"سى آى أيه"، التى أنشئت لجمع وتحليل المعلومات وأحيانا تقويض الأعداء فى سرية وخفاء.

وقال كينزر - فى مقال بصحيفة (بوسطن جلوب)، أن (السى آى أيه)، باتت وظيفتها الأساسية اليوم تتمثل فى "القتل"، وبدلا من توظيف عملاء ومخبرين باتت الـ (سى آى أيه) تشن هجمات بطائرات بدون طيار، كما باتت أداة قتالية صريحة فى الحروب دونما استخفاء ولا تمويه.

ونوه الباحث، إلى أن آخر الخطوات على صعيد هذا التحول جاءت الشهر الماضى، عندما وسّع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سلطات الـ (سى آى أيه)، لكى تشن هذه هجمات بطائرات بدون طيار، وفى الماضى، مضيفًا "كان العديد من تلك الهجمات عبارة عن عمليات مختلطة كانت الـ (سى آى أيه) تشارك فيها بأن تتتّبع هدفا محددا ثم ترفع التفاصيل بالمعلومات عن هذا الهدف إلى الجيش والذى بدوره يشن الهجوم، أما الآن، فإن الـ (سى آى أيه) بات بإمكانها أن تشن الكثير من الهجمات بمفردها دون الحاجة إلى أية جهة أخرى، وفى ظل قواعد جديدة فضفاضة، بات بإمكان الـ (سى آى أيه) أن تقتل أى شخص تحكم عليه بأنه مقاتل، وليس القادة فقط، كما أنها لم تعد مطالبة بتقديم "شِبه يقينها" بأن الشخص المستهدف مذنب".

ونبّه كينزر، إلى أن القواعد الجديدة تخوّل لـ (سى آى أيه) شنّ حروب فى المزيد من الدول، متابعًا "ستتمثل النتيجة الأولى فى توسيع الدور الذى تضطلع به الـ (سى آى أيه) فى الحرب "شبه السرية" فى سوريا.. بعد ذلك، قد تشرع الطائرات بدون طيار التى تمتلكها الـ(سى آى أيه) فى تنفيذ هجمات فى الصومال وليبيا وغيرهما، هذا التوسع إنما يعكس العسكرة والتسليح المُطرّد بخطى ثابتة للمخابرات الأمريكية".

ولفت الباحث، إلى أن الدور التقليدى لأجهزة المخابرات هو إيجاد معلومات وتفسيرها، وهو جانب حيوى من جوانب الإدارة السياسية للدول؛ فالقادة الوطنيون يضعون سياسات أكثر حكمة عندما يقفون على الطريقة التى يرى بها الآخرون العالم وما يخطط له هؤلاء، مضيفًا "كان تقديم هذه الإضاءات للقادة الوطنيين (تنويرهم) هو المهمة الرئيسية للـ (سى آى أيه) ذات يوم، وكان معظم ضباطها السريين يكرسون أنفسهم فى تجنيد وغرس جواسيس، وكم تفاخر المدير الأسطورى للـ (سى آى أيه) ألين دالاس ويلز بقائمة عملائه التى تضمنت واحدًا على الأقل من وزراء كل حكومة أوروبية وغربية".

وحذر كينزر، من أن مهمة الـ (سى آى أيه) لم تعد جمع المعلومات وتنوير الرؤساء، وإنما باتت المهمة متركزة فى إعانة الرؤساء على قتل الآخرين وليس محاولة فهمهم، مضيفًا وثمة دوافع لدى الرؤساء لاستخدام الـ (سى آى أيه) كجيش سري، ذلك أن الجيش التقليدى، مُطالَب بالإعلان عن كافة الهجمات بالطائرات بدون طيار التى يشنها وبتقديم عدد تقريبى للقتلى بمن فيهم المدنيون، كما أن ضباط الجيش يتم تدريبهم فى ضوء القوانين التى تحكم الحروب، ويتبعون إجراءات محددة، كما أن الجيش يجب أن يعلن عن تواجده فى أى بلد يقوم فيه بعمليات - لكن أيا من ذلك لا ينطبق على الـ (سى آى أيه) التى يمكنها أن تشن هجمات بطائرات بدون طيار دونما أى توضيح أو حتى دون الإقرار بأنها شنت تلك الهجمات".

ونبه الباحث، إلى أن تخويل الـ (سى آى أيه) سلطة جديدة بالقتل ينذر بأخطار بعيدة المدى، ذلك أن الـ (سى آى أيه) بعد أن تصبح وكالة شبه عسكرية فسوف تتخلى عن عملها التقليدى، مؤكدًا أن المخابرات قد تمثل الحلقة الأولى فى "سلسلة قتل" أو اغتيال أحد المسلحين المستهدفين، ولكن لا ينبغى أن تمثل المخابرات حلقات سلسلة القتل كلها، مضيفًا أن تخويل المزيد من السلطات لجهاز مخابرات يترك هذا الجهاز يحدد بمفرده أهدافه السياسية ويستخدم قوة قاتلة فى تنفيذ تلك الأهداف - هذا أمر غير صحى فى أى نظام ديمقراطى.

وأشار كينزر، إلى أن القيام بأعمال سرية وشبه عسكرية طالما كان جزءا من مهمة الـ (سى آى أيه) التى شكلت جيوشا سرية وساعدت فى أعمال تخريب، مضيفًا "عملت مع فِرَق للموت، وحرضت على حروب أهلية، ودبرت لاغتيال قادة أجانب، وقد اعتبر الرؤساء من ترومان إلى أوباما الـ(سى آى أيه) بمثابة بديل لشن حروب وباعتبارها طريقا لقتال الأعداء دونما نشر جموع من القوات البرية، إلا أن أيا من الرؤساء الأمريكيين لم يدفع الـ (سى آى أيه) إلى منطقة قريبة جدا من الجبهة الأمامية على نحو ما هو قائم الآن، وإن المهمة التقليدية المتمثلة فى تجنيد عملاء وتحليل معلومات استخباراتية قد باتت موضة قديمة - لقد (أمسينا نضرب أكثر ونفهم أقل)".

واختتم الباحث ، "إن استخدام الـ (سى آى أيه) فى شن حروب هو "خطأ"، والخطأ الأكبر منه هو الاعتقاد بأن أية كمية من القوة العسكرية الأمريكية بتوجيه من أية جهة كانت (الجيش أم الـ سى آى أيه) يمكن أن تؤدى إلى استقرار العالم الإسلامى أو تجعل الولايات المتحدة أكثر أمنا"، مضيفًا "إننا فى حاجة إلى الحكمة وليس الطائرات بدون طيار؛ وإذا عملت الـ (سى آى أيه) على تنوير قياداتنا بمعلومات دقيقة، فإنها بذلك تقدم خدمة أعظم للبلاد مما تقدمه عندما تقتل مسلحين فى بلاد غريبة وبعيدة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة