بعد تحريرها من داعش.. تعرف على قلعة جعبر السورية

الإثنين، 09 يناير 2017 05:00 ص
بعد تحريرها من داعش.. تعرف على قلعة جعبر السورية قلعة جعبر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلنت قوات سوريا أنها تمكنت من السيطرة على قلعة جعبر الواقعة غربى مدينة الرقة من تنظيم داعش، حسبما نشرت وكالات إخبارية.

 

وقلعة جعبر، كما نشر موقع "اكتشف سوريا" تنسب إلى جعبر بن سابق القشيرى الملقب سابق الدين، والذى يعود للقرن الخامس الهجرى "الحادى عشر الميلادى" ولا يعرف عنه شيئا سوى أن أولاده كانوا من قطاع الطرق، كما يذكر البعض مثل "ابن خلكان" أن هذه القلعة كانت تعرف قبل نسبتها إلى جعبر بالدوسرية نسبة إلى دوسر غلام النعمان بن منذر وأن تاريخها يرجع إلى ما قبل الإسلام.

 

والتاريخ الواضح لهذه القلعة يبدأ من استيلاء السلطان السلجوقى ملكشاه بن ألب أرسلان عليها سنة 479 هـ/ 1086م، وهو فى طريقه من أصفهان إلى حلب للاستيلاء عليها، حيث حاصر القلعة يوماً وليلة ثم فتحها وقتل من بها من بنى قشير، وبعد استيلائه على حلب، أقطع القلعة إلى سالم بن مالك بن بدران الذى استسلم له فى قلعة حلب، ومنحه معها الرقة وكثيراً من ضياعها، وظلت جعبر بيده ويد أولاده من بعده حتى أخذها منهم نور الدين محمود بن زنكى عام 564هـ/1168م.

 

 وعندما قامت الدولة الأيوبية دخلت جعبر فى سلطتها وأهم أمرائها الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه الذى ملكها قرابة اثنين وأربعين عاماً، وفى عام 658هـ/1260م دمر المغول القلعة عندما عبر هولاكو نهر الفرات قاصداً حلب.

 

وظلت قلعة جعبر بعد ذلك خراباً حتى عصر السلطان المملوكى الناصر بن قلاوون، حيث وصلها الأمير سلف الدين أبو بكر الباشرى مبعوثاً من الأمير تنكز حاكم الشام مصطحباً معه المعماريين والصناع وشرع بعمارتها وكان ذلك عام 735هـ/1334م، بعد ذلك أخذت مكانة القلعة تضعف تدريجياً حتى عفا عليها الزمن فى العصر العثمانى وأصبحت مرتعاً لأبناء القبائل وماشيتهم.

 

ونظراً للأهمية التاريخية والأثرية لهذه القلعة، قامت المديرية العامة للآثار بعمليات تنقيب واسعة فيها، حيث تم التنقيب فى منطقة الجامع وما حولها، وفى المبانى الجنوبية الغربية، والمبانى الواقعة شمال الجامع، وتبين أن أحدها مكون من باحة فى الوسط، يتوسطها صهريج ماء محفور فى الصخر، وغرف كثيرة ومبان وبئر ماء وأوان فخارية مزخرفة، كما عثر على عدد من المدافن المحفورة فى الصخر فى السفح الغربى للقلعة تعود إلى العصر البيزنطى، أهمها مدفن واسع يتألف من فناء مستطيل منحوت فيه تسعة إيوانات يغطى كل منها قبو أسطوانى الشكل، وتوجد إشارات صليب منحوتة فى واجهة الإيوانات أو داخلها.

 

وتقع القلعة فى منطقة الجزيرة السورية على الضفة اليسرى لـنهر الفرات، وتبعد 15 كيلومتراً عن السد و 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة، وتشرف على بحيرة الأسد التى تشكلت عام 1975م. تتربع القلعة فوق هضبة كلسية هشة، ويصل ارتفاع قمتها إلى 347 متراً فوق سطح البحر.

 

القلعة لها شكل متطاول يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 320 متراً، ومن الشرق إلى الغرب 170 متراً، ويحيط بها سوران ضخمان أحدهما داخلى والآخر خارجى ولا يفصل بينهما سوى بضعة أمتار تشكل ممراً بين السورين، ويضمان عدداً كبيراً من الأبراج الدفاعية يزيد عن خمسة وثلاثين برجاً، بعضها مربع وآخر نصف مسدس ونصف مثمن وهناك نصف الدائري. تقع بوابة القلعة فى الجهة الغربية، وهى مبنية بالآجر مثل بقية بناء القلعة، وتفضى إلى ممر صغير يؤدى إلى باحة تنتهى إلى برج ضخم يسمى حالياً برج عليا، ثم ينعطف الزائر نحو اليسار ليشاهد نفقاً محفوراً فى الصخر يؤدى إلى سطح القلعة مدخله مبنى بالحجارة؛ وكان هذا النفق البالغ طوله نحو 50 متراً مكسواً بالآجر وقد زال معظم هذه الكسوة الآن إلا بقايا قليلة.

 

أنشئ فى وسط القلعة مسجد جامع لا تزال مئذنته شامخة فى أعلى نقطة مطلة على كل ما يحيط بها، كما أنشئت مبانٍ فى الزاوية الجنوبية الغربية غاية فى الأهمية لعلها كانت بيوت أصحاب القلعة وأمرائها. وكانت هذه القلعة تبعد عن نهر الفرات حوالى أربعة كيلومترات، وبعد أن تم بناء السد عام 1974 أحاطت بها المياه من جميع جوانبها فأضحت كأنها جزيرة صغيرة وسط البحيرة المترامية الأطراف.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة